مجدد نهضة اللغة العربية سمو الشيخ محمد بن راشد يصنع جيلا وطنيا

أ. محمد مصطفى الشامي


في ظل معاناة اللغة العربية وابتعاد العديد من الشباب عنها بحجج واهية، برز لنا مجدد عظيم سعى إلى تجديد اللغة العربية ونهضتها، فجاء ليوقد شعلة العربية من جديد؛ ليعلن أنها لغة التقدم والحضارة، وأن ضياع العربية يعني ضياع الهوية..
فلم يكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يغفل عن اللغة العربية لغة القرآن الكريم، فكان وما زال يولي اهتمامه الكبير لهذه اللغة العظيمة، وتتجلّى إنجازاته الفخمة في دعم مسيرة اللغة العربية في قراراته الرائعة في أمره بإنشاء عدد من المبادرات للاهتمام باللغة العربية، فكانت جائزة اللغة العربية التي تُمنح كل عام لعدد من الإبداعات اللغوية في مجالات مختلفة في السياسة اللغوية والإعلام والتقانة وغيرها من المجالات.
كما لم ينسَ أيضا أن يطبق اهتمامه باللغة العربية، فأطلق سموه جائزة تحدي القراءة لطلاب المدارس التي تظهر أفضل قارئ عربي في الوطن العربي، مما يعزّز اهتمامه غير المحدود للغة العربية، وينبع هذا الاهتمام من نظرته الثاقبة ورؤيته الحكيمة للغة العربية وأنها لغة المستقبل، كما كان للنشأة التي نشأ عليها سموه منذ نعومة أظفاره على حب العربية والاهتمام بها.
إن لسمو الشيخ لمسات جلية في خدمة اللغة العربية وإذا أردنا أن نشير أيضا إلى جهوده العظيمة، فلا بد أن نذكر فريق لغة الضاد الفريق التابع لبلدية دبي الذي يقدم النصائح والإرشادات للاهتمام باللغة العربية وتصحيح الأخطاء اللغوية الناشئة من التطورات التكنولوجية الذي يعد فكرة مميزة للاهتمام في العربية.
كما سعى سموّه إلى ربط اللغة بالحضارة فهو يرى أن: (هذه اللغة هي لغة المستقبل، وهي لغة الابتكارات) في ظل تجاهل الكثير لأهميتها واعتقادهم أنها لغة جامدة لا تتطور، فكلماته هذه حملت دلالات قوية لكل من يعتقد أنها لغة غير متطورة، بل ينبغي أن تكتب كلمات سموه حول اللغة العربية بماء الذهب على جبال من فضة وخلال سنوات مضت أرسى سموه دعائم للاهتمام المنقطع النظير الذي يوليه سمو الشيخ للغة العربية.
وقد تحدث سموه أن“رؤية الإمارات 2021” تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية، مشدداً سموه على أن اللغة العربية هي أداة رئيسية لتعزيز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا المقبلة؛ لأنها المعبرة عن قيمنا وثقافتنا وتميزنا التاريخي، فالإمارات ستصبح بؤرة مركزية في اللغة العربية اهتماما ونشرا وتعزيزا فالأولوية والأساس لأجيالنا كما يرى سموه هو تعزيز هويتنا الوطنية التي نفخر بها، مضيفا سموه، “أن لغتنا العربية هي لغة حية غنية نابضة بالحياة بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام، وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل، والمساهمة في الحفاظ على اللغة العربية هي قيمة إسلامية وفريضة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية”.
ويلفت سموّه إلى "أننا لو تمعنا في تاريخ كتب العلوم والرياضيات والطب وغيرها لوجدنا الكثير منها قد تمت كتابته باللغة العربية ثم تمت ترجمته إلى اللغات الأخرى .. ولوجدنا الكثير من المصطلحات العربية لا زالت تستخدم في الكتب العلمية الأجنبية " مؤكدا سموه أن مرونة اللغة العربية وقابليتها لاحتواء العلوم ليست اجتهادا بل أمر تم توثيقه تاريخيا. وهذه الكلمات تخرج عن مجدد فعلي للغة العربية يسعى لنهضتها والوصول بها لتنافس اللغات الأخرى بقوة من جديد.
وقد أوكل سموه إلى " المؤسسات المعنية باللغة العربية أن تحمل على عاتقها دورا كبيرا في تحديث الأساليب ووضع البرامج لتمكين اللغة العربية في مختلف المجالات الحديثة، وذلك لأجل أن تتعاون لإعادة التاريخ الناصع للغتنا لتكون لغة عالمية للحضارة كما كانت".
وحينما أردت أن أختار لقبا يناسب سموه ودعمه للعربية فارتأيت أن يكون: (مجدد نهضة اللغة العربية) فهو اللقب المناسب للقائد صاحب الرؤية الثاقبة والنظرة السديدة، وتقديرا لجهوده العظيمة المتتابعة في خدمة العربية وأهلها في ظل معاناتها، فجاء سموه ليحيي فينا لغتنا من جديد ويعيد فيها شعلتها التي كاد أن يطفئها الزمان.
فالدولة التي تصب بالغ اهتمامها على لغتها هي دولة عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالاهتمام بالعربية حينما يصدر من قائد عظيم يعرف ويقدر قيمة العربية وقيمة انتماء الشعب العربي عامة والشعب الإماراتي خاصة لهويته العربية يكون نتيجته دولة ناهضة وإمارة شامخة باللغة العربية.
وكم أكون سعيدا بمتابعتي تغريداتات سموه الرائعة التي تحث على الاهتمام بالعربية وتعزيزها، فالكلمات بحق سمو الشيخ محمد بن راشد واهتمامه باللغة العربية تكاد تكون قاصرة عندما نتحدث عن مجدد نهضة اللغة العربية، إنه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.. حفظه الله تاجا تفخر به العربية وحفظ الإمارات قيادة وشعبا.