فنون التشكيل الشعبي .. مدخل للتنمية العربية

نجوى العشرى

 

في كتابها (فنون التشكيل الشعبي والمجتمع العربي.. رؤية مستقبلية للتنمية) تفتح الفنانة التشكيلية والباحثة الدكتورة إيمان مهران الأستاذة بأكاديمية الفنون بالقاهرة، الأبواب أمام بعض الموضوعات التي تمس الذات العربية، وتمس القضايا التي في ظاهرها تشكيلي ولكنها تحمل مضامين كثيرة، فالمؤلفة تطمح من وراء كتابها هذا في رؤية مستقبلية تعرض موروثنا العربي في حلته المناسبة التي تعكس قامته وقيمته، حتى لا يظلمه التاريخ.

الكتاب الذي يحمل رقم (18) في سلسلة «الثقافة الشعبية» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب, وفي تقديمها له توضح أنها تتحدث عن مجال أصيل من مجالات الإبداع، وهو الإبداع الشعبي.

في الفصل الأول يتناول مفهوم «فلسفة التشكيل الشعبي» وماهية فنون التشكيل الشعبي وسبل قراءة فنون الشعب التشكيلية والتي تمثل التاريخ الحي للشعوب، فالمنتج التشكيلي الشعبي ليس نتاج ثقافة فقراء، بل هو محصلة موروثة لمجتمع تنعكس في علامات زخرفية تكسو أشكالاً هي في حد ذاتها خلاصة خبرة وتعاني تلك الفنون الآن من قلة في التعامل معها، حيث أصبحت الرغبة في التعامل مع المنتج التقليدي اليدوي نادرة.

ويتناول الفصل الثاني (فنون التشكيل الشعبي وقضايا المجتمع العربي) دراستين حول مدينة القدس المحتلة، فهي ليست مدينة بل هي مقر مرتبط بتاريخ الأديان السماوية كلها وبالتاريخ الإنساني، وقد حافظ العرب على قدسيتها طوال تاريخهم ليصبح انتزاعها هنا وكأنه خروج روح من الجسد العربي، وهي نقطة مؤثرة في تعامل الشرق الأوسط مع الغرب منذ الحملة الصليبية. وبالنسبة لدور منظمات المجتمع المدني بالعالم العربي في تنمية الموروث الشعبي المقدسي قدمت الباحثة 15 توصية منها العمل على التعاون بين كل الجهات العاملة في مجال العمل المدني بالدول العربية والمحافظة على وجود اللغة العربية في كافة مناحي الحياة اليومية المقدسية، وجعل التنوع الثقافي للقدس مدخلاً لحل قضية تهويد المدينة للانطلاق بحملة (القدس مدينة السلام) والمحافظة على أسماء الأحياء والأماكن العربية بمنطوقها الفلسطيني، والمحافظة على النمط المعماري المقدسي العربي المميز للمدينة، والمحافظة على إقامة الاحتفالات الشعبية التي ميزت القدس على تاريخها مهما كانت الضغوط الاستيطانية

وفي الفصل الثالث (فنون التشكيل الشعبي وثورات الربيع العربي) حاولت المؤلفة الربط بين فنون التشكيل الشعبي وتأثرها بأحداث ثورات الربيع العربي من خلال دراستين الأولى بعنوان (فنون التشكيل الشعبي ومفهوم المواطنة قراءة لما بعد ثورة 25 يناير 2011) والثانية بعنوان «الدمى التقليدية والهوية العربية.. رؤية مستقبلية لما بعد ثورات الربيع العربي». والفصل الرابع والأخير يحمل عنوان (فنون التشكيل الشعبي وقضايا التنمية) حاولت فيه الكاتبة البحث في رؤية مستقبلية لمجال التشكيل الشعبي من خلال موضوعين هما (مصداقية تنمية الحرف التقليدية في العالم العربي) و(دور كبار السن في توثيق وتنمية الثقافة الشعبية في العالم العربي).
 

الأهرام