الترجمة.. فن التقريب بين اللغات والثقافات

محمد حنفي

 

احتفلت مكتبة الكويت الوطنية باليوم الدولي للترجمة بندوة «إضافات كويتية لميدان الترجمة» التي أدارتها أبرار ملك، وتحدث فيها كل من: الكاتب والمترجم د.طارق فخر الدين، والمترجم المعتمد حسين راشد المطيري، وأستاذة اللغة الإنكليزية بجامعة الكويت د.ابتهال الخطيب.

في بداية الندوة قال مدير المكتبة الوطنية كامل العبد الجليل إن المكتبة الوطنية لا تألو جهداً في مواكبة الأحداث الثقافية في العالم ومنها اليوم الدولي للترجمة الذي تخصص له الأمم المتحدة يوم 30 سبتمبر من كل عام، من اجل تأكيد أهمية ودور الترجمة في التقريب بين اللغات والثقافات المختلفة.
أخطاء المترجمين
قدم طارق فخر الدين-المترجم المعتمد والمستشار بمركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الاميري- ورقة بعنوان «أفكار حول مسؤولية المترجم» حيث اشار إلى الأخطاء الكارثية التي تنتج عن أخطاء المترجمين، فقال ضاحكا إن هذه الأخطاء تبدو على غرار النكتة السائدة التي حورت عبارة «صنع في تركيا Made in turkey» إلى «صنع في ديك رومي».
وسرد فخر الدين بعض القصص التي تدور حول فشل المترجم التي تؤدي إلى كوارث قاتلة، مشيرا إلى أن هذه الكوارث تحدث بسبب قلة تدريب وخبرة من أطلق عليهم «أدعياء الترجمة» كما تطرق إلى الأخطاء التي تحدث في المحاكم وبين أروقة القضاء بسبب الاعتماد على مترجمين غير أكفاء.
فخر الدين أكد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المترجم، لكن الكثير من المترجمين لا يدركون حجم هذه المسؤولية بسبب ضعف تكوينهم المهني وعدم وجود رقابة أو لوائح تنظم مهنة الترجمة، وطالب فخر الدين بقانون كويتي ينظم المهنة على غرار بعض الدول مثل الجزائر والمغرب والإمارات.
معاناة الترجمة الفورية
بينما تحدث المترجم حسين راشد المطيري-المترجم المعتمد في الديوان الأميري- عن الترجمة الفورية، حيث اشار في البداية إلى أن الترجمة تعني (نقل المعني) وان المترجم مثل الخطاط يريد أن يحاكي الخط بأكبر قدر ممكن من الكمال، ومن أجل ذلك يدفع المترجم الفوري ثمناً للبحث عن هذا الكمال من صحته حيث يصاب الكثير من المترجمين على حد قوله بالأمراض القاتلة.
وعدد المطيري الصفات التي يجب أن تتوافر في المترجم الفوري مثل: الحصيلة اللغوية، ومواكبة الأحداث الجارية، والحصيلة المعجمية لاختيار المفردات الأنسب أثناء الترجمة، وان يكون صاحب صوت جميل وقوي ولديه تركيز وذهن صافٍ.
كما تتطرق المطيري إلى بعض المشكلات التي تواجه المترجم الفوري فقال إنه في أحد اللقاءات كان المترجم يترجم من السماعة وخلال الترجمة سمع محادثة بين شخصين ثم مباراة لكرة القدم، كما أشار إلى ما يعرف بالحجب الذهني الذي يتعرض له المترجم الفوري حيث يتوقف ولا يستطيع الحديث ويحتاج إلى راحة لعدة دقائق ليلتقط أنفاسه، كما اشار المطيري إلى التفاوت بين استخدم اللهجات العامية في الحوارات بين المسؤولين والترجمة باللغة العربية الفصحي من قبل المترجم، مشيرا إلى أن المترجم يشعر أحيانا أنه يترجم ثلاث لغات.
ثورة على النص
استاذة اللغة الإنكليزية د.ابتهال الخطيب تحدثت عن الترجمة باعتبارها نشاطا ثوريا، حيث وصفت الترجمة بأنها ثورة على النص وإعادة خلق، وأن كل نص مترجم هو بمنزلة مغامرة مثيرة وزاوية لم يسبق للمترجم تشكيلها، كما وصفت الترجمة بأنها تحدٍ بين لغتين.
وتحدثت الخطيب عن الصراع الذي يكتنف المترجم بين الالتزام بترجمة النص بصورة ميكانيكية وبين ترجمة روح النص مع الالتزام بأخلاقيات الترجمة.
وتساءلت الخطيب هل الترجمة علم أم فن؟ وأجابت بأن السؤال طرح أيضاً في بداية عصر التصوير الفوتوغرافي، وأشارت إلى أن الترجمة ليست علماً فقط، وإنما فن أصيل يعتمد فيه المترجم على العدسة المثبتة في رأسه ويعيد تركيبها في لغة جديدة.
وأنهت الخطيب كلامها بمخاطبة الأدباء والكتاب العرب ممن يجيدون لغتين، أن يسهموا في ترجمة نصوص اللغات الأخرى إلى العربية من أجل إثراء المكتبة العربية، وتزويد القارئ العربي بإبداعات الثقافات والحضارات الأخرى من أجل الانفتاح على الآخر.
 

القبس