الشباب العربي وعلم الترجمة

أ. عبد اللطيف الملحم

 

قبل يومين نشرت صحيفة مكة مقالا كتبه الأستاذ عبدالله المزهر بعنوان «نوبل وورقة المقاضي» والذي لامس فيه بصورة عامة قلة القراءة في مجتمعنا وشح الكتب المهمة المترجمة التي إذا لم يتم ترجمتها للعربية فلن يكون بمقدور من لا يتحدث لغة أجنبية أن يقرأها. وفي نفس وقت نشر المقال رأيت تغريدة كتبها الكاتب في جريدة الجزيرة الدكتور عبدالواحد الحميد تتحدث عن معضلة الترجمة في عالمنا العربي.

ما شد انتباهي لذلك هو أنه في نفس الوقت وصلتني رسالة إلكترونية من زميل الدراسة الضابط في القوات البحرية الأمريكية ورائد الفضاء سابقا «سكوت كيلي» يتحدث فيها عن كتابه الذي سيصدر بعد أسبوع بعنوان «قدرة التحميل- سنة في الفضاء الخارجي». وهو كتاب يتحدث عن تجربة علمية فريدة جرت أحداثها الرئيسة في الفضاء الخارجي بعد أن قضى رائد الفضاء فترة سنة كاملة على متن محطة الفضاء الدولية إضافة إلى وجود أخيه التوأم وهو رائد فضاء أيضا على سطح الأرض ليتم مقارنة أي تغيرات تخص الجنس البشري فيما لو عاش فترات طويلة في الفضاء وسط انعدام الجاذبية.

وفي رسالة رائد الفضاء أضاف أن الكتاب سيتم ترجمته إلى حوالي 20 لغة حول العالم فيما عدا اللغة العربية لأنه لم يجد أي تحمس من أي دار نشر أو دار ترجمه للغة العربية. ورغم أنني من باب العذر قمت بالرد عليه بأن الكثير ممن يقرأ الكتب الأجنبية وخاصة المتعلقة بالعلوم في محيط مجتمعنا عادة يقرأه باللغة الأم وخاصة الإنجليزية حتى لا يفقد بعض المعاني الحقيقية لبعض المصطلحات. ولكن الواقع فيما يخص مجمل الحديث هو أن دور النشر الخاصة بالترجمة في عالمنا العربي تعتبر شبه معدومة مقارنة بدور الترجمة المتواجدة حول العالم.

قد يستغرب الكثير أنه ورغم انتشار أساليب النشر وأساليب تبادل المعلومة، إلا أن العالم الغربي لا يزال في نفس الوتيرة في ما يخص التأليف وعدد الكتب التي يقرؤها كل فرد. ووسط تناقل أخبار من تم تكريمهم من الفائزين بجوائز نوبل فيما يخص العلوم والطب فإنك ستجد خلو القائمة من الأسماء العربية. ولكن الواقع يقول إن هذا العصر هو عصر العلوم والمعرفة والتي بسببها نشأت كبرى الشركات العالمية في وقتنا الحالي والتي هي شركات متخصصة في تكنولوجيا المعلومات.
 

اليوم