المجتمع الأكاديمي العربي مطالب بتسريع إنتاج المعرفة باللغة المحلية

 

أكد عبد السلام هيكل الخبير بقطاع التكنولوجيا ورئيس شركة «هيكل ميديا» أن المجتمع الأكاديمي في الدول العربية، مطالب ليس فقط بتعريب العلوم وملاحقة التطورات العلمية الجديدة بالمصطلحات العربية المستحدثة التي تناسبها وتعبر عنها بل لابد له من الانتقال بعد ذلك إلى المراحل الأكثر أهمية وهي إنتاج المعرفة باللغة المحلية.

أشار هيكل إلى قدرة اللغة العربية على التعبير عن الإنتاج العلمي، لاسيما مع وجود تجارب تاريخية ناجحة في مجالات علوم الطب والفضاء وهي مجالات قدم فيها العلماء العرب السابقون إسهامات ملموسة واستحدثوا فيها الكثير من المصطلحات العربية التي لا تزال تستخدم حتى الآن، مؤكداً أن قدرة المجتمع في الإمارات على التواصل المعرفي والاطلاع على المتغيرات المتلاحقة أكبر، نظراً لزيادة نسبة السكان الذين يجيدون أكثر من لغة مقارنة مع باقي المجتمعات، لاسيما في شمال إفريقيا، وهو الأمر الذي يؤهل الدولة للقيام بدور ريادي في مسيرة نقل المعرفة إلى المجتمعات العربية.
مبادرات حكومية

وأشار إلى وجود العديد من المبادرات الحكومية في دولة الإمارات لتسريع وتيرة تعريب العلوم من خلال مشاريع الترجمة والمبادرات العلمية والبحثية التي تركز على نقل المعرفة، لافتاً إلى أن تأثير هذه المبادرات لا يقتصر على الإمارات بل يمتد أثره إلى باقي المجتمعات العربية التي تتعطش لهذا المحتوى.
وأكدت كاثرين ماهر، المدير التنفيذي لمجموعة «ويكيميدا» أن المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لا يزيد على 3%، مشددة على أهمية زيادة هذه النسبة لتسريع وتيرة نقل المعرفة إلى المجتمعات المحلية التي لا تجيد سوى اللغة العربية، ولفتت إلى أنه بالرغم من وجود هذا التحدي المتمثل في انخفاض نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، مؤكدة أن وجود 20% من سكان المنطقة يجيدون لغة ثانية يمثل فرصة ونافذة أخرى لنقل المعرفة، ومشيرة إلى أن مؤسستها تفتح المجال أمام المجتمعات المحلية للاطلاع على المعارف المعمقة والاطلاع على العلوم والثقافات المتنوعة من خلال تحقيق المساواة في المعرفة والنفاذ لأكبر شريحة عبر لغتهم المحلية.

دور أساسي للجامعات

وقالت كاثرين مولجان، مدير مركز البحوث الهندسية في «امبريال كوليج» بالمملكة المتحدة إن الجامعات تلعب دوراً أساسياً لما لديها من وقت، يتيح لها البحث والتمحيص وتدريب الطلاب ومن ثم ابتكار المعرفة.

وأشارت إلى أن الثورة الرابعة تسلط الضوء على العديد من الأسئلة المتعلقة بالتعليم وتطوير المعرفة وتوثيق الربط بين الواقع الرقمي والحقيقي وآليات تثقف الشباب والحد الأدنى للمعرفة التقنية لطلاب الفن والأدب وغيرها، ليكونوا مستعدين للتعامل مع المتغيرات المتلاحقة في عالمهم.
وأضافت أن التكنولوجيا يمكنها أن تلعب دوراً بارزا في نقل المعرفة من خلال تنقية المعلومات وتحليلها بشكل حيادي ما يقدم خلاصات أكثر نزاهة للمتلقي النهائي الذي مكنه الاعتماد على هذه المعلومات في بناء قرارات استثمارية أو إدارية.
 

الخليج