بلال البدور: جهود حماية الضاد تعيش عصرها الذهبي

غسان خروب

 

رغم ما تواجهه من تحديات واضطهاد من قبل الناطقين بها، لا تزال اللغة العربية تحتفظ بألقها، وبقدرتها على تكييف نفسها مع طبيعة كل زمان تمر فيه، وها هي تحضر بقوة على الساحة مع احتفالها بيومها العالمي، حيث ترنو كافة الأعين إلى المبادرات التي تخص اللغة العربية، التي تعد واحدة من اللغات الرسمية في العالم وإحدى لغات العمل في الأمم المتحدة، ومن قبلها فهي لغة القرآن الكريم، حيث تستمد اللغة طاقتها وأهميتها.

في هذا اليوم يقف أبناء اللغة العربية، لمعاينة ما وصلت إليه لغتهم، وقراءة مستقبلها، في وقت اجتهدت فيه الإمارات للمحافظة على رونق اللغة العربية، من خلال إطلاقها لمبادرات عديدة ساهمت في إبقاء اللغة العربية نابضة بالحياة.

بلال البدور، رئيس مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة، أكد في حواره مع «البيان» أن جهود حماية اللغة العربية وصلت إلى عصرها الذهبي بفضل مبادرات الإمارات، مبيناً أن الاستشراف الصحيح للمستقبل سيمكننا من رسم صورة بهية للغة العربية، مشيراً إلى أن الاهتمام بيوم اللغة العربية آخذ بالتوسع، وأن في ذلك دلالة على مدى وعي الناطقين بها وتفاعلهم مع هذا اليوم، معتبراً أن يوم اللغة العربية هو نتيجة مشرفة للتكاتف العربي في المؤسسات العالمية

للإمارات جهود ملموسة في حماية اللغة العربية، بدأت منذ سنوات، ولا تزال مستمرة، فلا تكاد تنتهي من مبادرة حتى تطلق واحدة أخرى، وعن هذه الجهود قال البدور: «لن أقول إن اللغة العربية تعيش عصرها الذهبي، فهذا القول يحتاج إلى عمل كبير، ولكني أؤكد أن جهود حماية ورعاية اللغة العربية والتمكين لها في ذروة عصرها الذهبي. كل ذلك بسبب الجهود الكبيرة التي تقودها الإمارات». وأضاف: «منذ ما يقرب من 20 عاماً تأسست جمعية حماية اللغة العربية كأول جمعية أهلية للغة العربية، ثم أطلقت مبادرات رسمية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي يمكن القول إنها بدأت محلية، وما لبثت أن لامست آفاق العالمية»، مشيراً في هذا الصدد، إلى المؤتمر الدولي للغة العربية الذي تستضيفه دبي سنوياً، وإلى جائزة محمد بن راشد للغة العربية، التي تعد الأرقى والأثمن والأكثر علمية للغة العربية.

صورة بهية

وعلى الرغم من أن اللغة العربية تعد إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، إذ ينطق بها أكثر من 422 مليون نسمة، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات، الأمر الذي يدعو إلى معاينة مستقبل اللغة ومدى قدرتها على المواجهة، وعن ذلك قال البدور: «اللغة حياة، وهي أشبه بالكائن الحي، الذي يموت ويحيا، وتعتريه فترات يكون فيها قوياً وأخرى ضعيفاً، لذلك أعتقد أن كافة التحديات والتهديدات التي نراها اليوم، إنما هي جزء من مسيرة الحياة، ولكن العبرة تظل بمدى قدرتنا على التصدي لهذه التحديات، ومدى قدرتنا على استشراف التحديات المتوقعة، لأنه إذا ما استشرفنا المستقبل بشكل صحيح فسوف نتمكن من رسم صورة أبهى للغتنا العربية».

البدور يرى أن «اعتماد اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر، جاء نتيجة لجهود كثيفة بذلها الناشطون للغة العربية دولياً». وقال: «يوم اللغة العربية يعد ترجمة ونتيجة مشرفة للتكاتف العربي في المؤسسات العالمية، ومع حلول هذا اليوم والاحتفال به، بدأنا نلمس اتساع مدى الاهتمام به ومضاعفته، ونحن نطمح في المستقبل إلى أن يكون هذا اليوم انطلاقة لعمل مستمر للغة العربية يستمر طوال العام».

مكاسب

مع حلول يوم اللغة العربية، بدأت جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة، باستعادة نشاطها، وترتيب أوراقها الداخلية بعد انتخاب مجلس إدارة جديدة لها، استعادت معه الجمعية أنفاس الحياة، بعد توقفها لفترة من الزمن، ليبدو أنها عازمة على توسيع نشاطها. وحول ذلك قال البدور: «إكمال الجمعية لعقدين من الزمان، فيه مؤشر اطمئنان على سلامة الأساس الذي قامت عليه الجمعية، ويؤكد قدرتها على كسب أعضاء متجددين. ومن طرفنا نعمل على استثمار هذا المنجز، وما ترتب عليه من مكاسب للغة العربية محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهو ما يساعدنا على وضع خطة متكاملة للجمعية، تجعل منها كياناً راسخاً ومؤثراً بين المؤسسات الراعية للغة العربية».

وأشار البدور إلى أن «فكرة الجمعية تقوم على العمل المجتمعي، وتعتمد على إشراك الجمهور في العمل من أجل اللغة العربية». وقال: «يمكن للعمل المجتمعي والوعي الجمعي لأفراد المجتمع أن يصنع مشاريع عديدة، وأن يساهم في التفاعل مع المبادرات الرسمية والمشاريع العلمية، وبلا شك أن رؤية الإمارات 2021 الرامية لأن تكون الإمارات مركز الامتياز في اللغة العربية لن تتحقق إلا بتكاتف جميع الأطراف».
 

البيان