اتحاد كتاب مصر يؤكد أهمية وضع خطة قومية للارتقاء والنهوض باللغة العربية

 

اختتم اتحاد كتاب مصر فعاليات اليوم الأول لمؤتمر "اللغة العربية وتحديات العصر"، مساء الأربعاء، بتوجيه نداء إلى قادة وشعوب الأمة العربية للإسراع بوضع خطة قومية مشتركة للارتقاء والنهوض باللغة، والدفاع عنها في مواجهة دعاوى التغريب، وانتشار ما يسمى باللغات الحية في كثير من المؤسسات الأكاديمية والأوساط العلمية والاجتماعية.

وشهدت الجلسة المسائية جدلا كبيرا بين الباحثين حول كيفية إحياء حب وتعلم اللغة العربية للنشء في الأوساط الراقية، وتعريب العلوم التكنولوجية والهندسية والطبية المتقدمة، والتعامل باللغة العربية، كلغة أساسية، في كافة المحافل والمؤتمرات، والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والمادي لأساتذة اللغة العربية جنبا إلى جنب مع زملائهم ممن يتقنون اللغات الأجنبية. 

واتفق الحضور على أن الدفاع عن اللغة العربية، واجب قومى ووطني وديني، كونها تشرفت بنزول القرآن الكريم الذي نزل للناس أجمعين بها، ويجب على الحكومات والشعوب العربية وضع خطة مشتركة للارتقاء والنهوض بها والدفاع عنها في مواجهة هجمات التغريب وانتشار ما يسمى باللغات الحية.

جدير بالذكر انه تقرر الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في شهر ديسمبر من كل عام لكونه الشهر الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، وذلك بجهود عربية استمرت أكثر من عقدين من الزمان.

وقال الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد، كتاب مصر - خلال كلمته بالمؤتمر - إن "الحفاظ على اللغة العربية بشكل عملي يبدأ بالاهتمام بالترجمة العكسية أي من اللغة العربية إلى اللغات، من خلال ما تحمله اللغة من أفكار ورؤى وآداب وثقافة وعلوم حتى تنتقل للغير". 

وأضاف: أن المجتمع العربي قديمًا استوعب أهمية الترجمة للغات الأخرى، ودورها في الحفاظ على اللغة ونقل أفكارها وآدابها، من خلال العلماء المسلمين بترجمة أعمالهم وتجاربهم العلمية إلى الغرب، مشيرًا إلى أن الترجمة الإسبانية للعربية على سبيل المثال كان لها مدلولها القوى على الاهتمام بالأدب اللاتينى".

وشدد رئيس اتحاد كتاب مصر، على ضرورة وجود حراك حكومي كبير للترجمة العكسية، منوها بترجمة المركز القومى للترجمة بوزارة الثقافة أكثر من 1000 عنوان من العربية للغات الأخرى حتى الآن، بوصفه عملا يستحق الاحتفاء والتكريم.

من جانبه، أكد الشاعر عاطف الجندي سكرتير عام النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، أن "الاستعمار حاول طمس اللغة العربية، بفرضه اللغات الأجنبية على المصريين"، موضحا أن "الدفاع عن اللغة العربية، واجب قومى ووطني وديني، ولا ينبغي الانقياد وراء تقليد الأجانب في كل شيء وأن نأخذ المفيد فقط، مستشهدًا بأن اليهود يحتفون ويحترمون لغتهم العبرية".

بدوره، قال الشاعر مختار عيسى نائب رئيس الاتحاد ورئيس المؤتمر، إن "اللغة العربية تعيش واقعا مرا، على الرغم من أنها الأجدر بالحماية"، مشيرا إلى أن كثيرًا من علمائنا تصورا أن اللغة العربية لغة دينية وليس علمية، وهو ما دعا بعض الأكاديميات والمؤسسات، إلى إهمال اللغة، بدلا من حمايتها.

ولفت عيسى، إلى أن "اللغة العربية مكرمة، كونها تشرفت بنزول القرآن الكريم الذى نزل للناس أجمعين بها، وأن التفاخر بها ليس من قبل التباهي، معتبرًا الحفاظ عليها أمن قومي، ويجب أن يمثل المؤتمر استغاثة اللغة العربية لحمايتها حتى لا نصبح فيما بعد نادمين".

فيما قال الشاعر السيد حسن أمين عام المؤتمر، إن "اللغة العربية هي أساس الوجود، فهي تمثل الهوية الحضارية والثقافية، ويجب أن نحافظ على الأمن اللغوي والأمن المعرفي، ويجب أن نتمسك جميعًا كعرب باللغة لأنها الضامن الوحيد للإبقاء على هويتنا واستعادة وحدتنا".

في السياق ذاته.. أوضح الدكتور محمود فهمي حجازي أن "الدول الأوروبية كانت لديها خطة لغوية من قبل تأسيسها، وذلك لدورها الشعبي والثقافي الكبير، بالعكس ما يحدث في الدول العربية، مطالبًا بضرورة وضع خطة لغوية تكون للدول العربية كلها، وتكون خطة لبناء مستقبل الدول العربية". 

وحث حجازي، على ضرورة الحفاظ على اللغة العربية، حتى لا تكون لغة ماض، مشيرًا إلى أن التعليم والثقافة والإعلام لها دور كبير في الخطة اللغوية وللنهوض بها مع الإدارات والهيئات الحكومية.
 

البلد