بحق الله.. ماذا يعني اسم «يارد»؟

أ. عبد الحميد أحمد

 

هناك منطقة لقضاء وقت طيّب في المدينة، هي الأحدث في سلسلة من الأماكن الرائعة الحميمة في دبي، ولها اسم حالم أيضاً، «يارد»، نعم، هذا اسمها. قد يكون معنى كلمة «يارد» معروفاً لديكم، لكنها كلمة غريبة بالنسبة لأحد أصدقائي، الذي سألني ما تعنيه هذه الكلمة؟ فأجبته بأنني لا أعرف. ونقّبت عن هذه الكلمة في قاموس «أكسفورد»، ووجدتها تحمل المعاني التالية:

إذاً، ماذا تعني كلمة «يارد»، التي يتسمّى بها هذا المكان الجديد؟ قلت لصديقي أنا أعرف فقط «يارد» واحدة، هي «سكوتلاند يارد»، فهل تستشف أي معنى من ذلك؟ فغرَ صديقي فاهه، و«بحلق» بعينيه، ورمقني باندهاش.

يتساءل بعض الناس: إذا كانوا يعيشون بالفعل على أرض عربية، فلماذا تحمل الأماكن والمباني والمواقع أسماء إنجليزية؟ وفي ما يلي بعض الأمثلة: «بوكس بارك»، «ذي ووك»، «سيتي ووك»، «لا مير»، «ذي بورد ووك»، «ذي بيتش»، «ذي رايس»، «باي أفينيو».

أليس لهذه الكلمات مرادف في اللغة العربية؟ أنا متأكد 100% أن هناك مرادفاً عربياً، لأن لغتنا ثرية وجلية. نرجو من المؤسسات الخاصة والهيئات الحكومية التي تطلق مثل هذه الأسماء الإنجليزية «الحالمة»، أن يمتد خيالها قليلاً، لتستحضر أسماء عربية بدلاً من تلك. وبعد كل شيء، نحن لا نعيش فقط في بلد عربي، وإنما تبذل الحكومة قصارى جهدها لتعزيز اللغة العربية.

وقد أطلقنا قبل عامين «عام القراءة»، لتعزيز عادة قراءة الكتب العربية. وتركز المناهج في المدارس تركيزاً كبيراً على اللغة العربية. وينبغي على الطلاب العرب وغير العرب تعلم اللغة العربية في المدارس. لدينا منظمات ثقافية في جميع أنحاء البلاد، تسعى لنشر لغتنا وثقافتنا، وهناك العديد من المبادرات الحكومية لحماية وتعزيز اللغة العربية.

لماذا إذن يتجاهل البعض هذه الحقيقة؟ نحن في دولة عربية، ولدينا لغة وثقافة متميزة جداً!

ينبغي أن تسمى هذه الأماكن بأسماء عربية، وسيستوعب جميع السكان اللغة العربية والأماكن المسماة بها، وستصبح اعتيادية بالنسبة إليهم، ولنأخذ على سبيل المثال، هيئة الطرق والمواصلات بدبي، فقد أطلقت أسماء عربية على مختلف خدماتها مثل «سالك» و«نول» و«وجهتي». ومن منا لا يعرف كلمة «ملكية» الآن؟ وهناك «إيجاري» و«مكاني». وأطلقت بلدية دبي نظام «مكاني» لتحديد مواقع المنازل، وجميع المقيمين على دراية الآن بهذا الاسم.

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مكان إقامة للمئات من مختلف البلدان، لدينا هنود وباكستانيون وبنغاليون وسريلانكيون وبريطانيون وأميركيون وأستراليون وأفارقة وجنوب إفريقيين.. جميعهم يعيشون هنا. وفي الواقع، هناك أكثر من 180 جنسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولدينا مَعالم مثل «برج خليفة»، و«برج العرب»، و«جميرا»، و«باب الشمس»، و«القصباء» على سبيل المثال لا الحصر. جميع من يعيشون ويعملون في دولة الإمارات العربية المتحدة على دراية بهذه الأسماء، لقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

فلماذا لا نستغلّ هذه الميزة الفريدة، هذه الفرصة الذهبية، لنشر لغتنا وثقافتنا؟ لن تجد في أي مكان آخر في العالم، مثل هذه المجموعة المتنوعة من الناس الذين يعيشون حياة متماسكة ومتكاملة سوى في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولهذا، فهل نحن حقاً بحاجة إلى أسماء مثل «يارد»؟!
 

الإمارات اليوم