مؤتمر دولي بالدوحة لبحث اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية

 

يلتقي متخصصون وخبراء في مجال الحوسبة، إلى جانب باحثين لغويين من دول مختلفة حول العالم في مؤتمر دولي يعقد بالدوحة يومي 13 و 14 مارس الجاري لبحث موضوع "اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية"، بتنظيم مشترك بين جامعة قطر والمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية- عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

ويسعى المؤتمر وهو الأول من نوعه إلى إبراز أهمية اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية في مجتمع المعرفة، وربط موضوعات البحث العلمي في هذا المجال بحاجات هذه اللغة وتشجيع البحث العلمي المشترك بين المؤسسات ومراكز الأبحاث المتخصصة في هذا المجال داخل الوطن العربي وخارجه.
كما يسعى المؤتمر إلى رصد النتائج العلمية والمستجدات في مجال الموارد اللسانية والتطبيقات الحاسوبية، ورصد الأعمال النظرية والإنجازات التطبيقية في حقل المعالجة الآلية للغة العربية، والوقوف على التطورات الهائلة التي يشهدها مجال هندسة اللغة في مختلف الحقول التخصصية الفرعية ذات الصلة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، أوضح الدكتور علي الكبيسي المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، والدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر أن المؤتمر يغطي عدة محاور تلقي الضوء على واقع الحوسبة والمعالجات الآلية للغة العربية، وأهم التحديات والصعوبات، وآفاق التطوير للحاق بركب التقنيات المعاصرة.
وتتمثل تلك المحاور التي سلط عليها الضوء خلال المؤتمر الصحفي في "المدونات اللغوية ومجالات استخداماتها"، و"تقنيات التعرف الآلي على الأصوات العربية وتخليق الكلام" بما يتضمنه هذا المحور من قضايا التعرف الآلي على الأصوات العربية وتحويلها إلى نصوص رقمية، وتخليق الكلام المنطوق وتوليده آليا بتحويل النصوص الرقمية إلى مقابلاتها الصوتية وبناء قواعد البيانات الصوتية العربية وذخائرها اللغوية.
كما يبحث المؤتمر تطبيقات التعرف الضوئي على الحروف العربية، أي تقنية قراءة جهاز الحاسوب المستندات المصورة المتضمنة لنصوص مكتوبة وتحويلها إلى نصوص يمكن تحريرها ونسخها، والصعوبات التي تكتنف ذلك، وأهم التطبيقات الرائدة في هذا المجال.
ويدرس الخبراء في المؤتمر كذلك قضايا المعالجة الآلية للنصوص العربية صرفيا ونحويا، وتطبيقاتها العملية مثل المدققات الإملائية والنحوية والمشكلات الآلية والمترجمات الآلية، إلى غيرها من التطبيقات الحاسوبية التي تعتمد على التحليل الصرفي والنحوي.
وتتضمن محاور المؤتمر كذلك مناقشة قضايا التحليل الدلالي الآلي وعلاقته بمستويات التحليل الأخرى الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية، إلى جانب بحث قضية "حوسبة المعجم العربي وتطوير قواعد البيانات اللغوية"، و"الترجمة الآلية من اللغة العربية وإليها"، وآليات استرجاع البيانات والتنقيب عن المعلومات باللغة العربية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
وفي تعليقه على هذه المحاور، قال الدكتور الكبيسي "إن المؤتمر يستشرف آفاق استثمار هذه التطورات في مجال اللسانيات الحاسوبية العربية والمعالجة الآلية للغة العربية، وإقامة شراكات علمية بين المختبرات ومؤسسات البحث الإقليمية والعالمية النشيطة في هذا المجال".
وأضاف أن هذا المؤتمر يؤكد من جهة أهمية الرقي بحوسبة اللغة العربية والحاجة الماسة لتطويرها، ويبرز مدى انتظار جمهور المستخدمين للغة العربية على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم للمستجد فيها، ويبرز من جهة أخرى المستوى المتميز لبرنامج التعاون الطموح الذي عزمت المنظمة والجامعة على تنفيذه.
وقال الدكتور الكبيسي إن الجامعة والمنظمة تسعيان إلى أن يكون المؤتمر مائدة علمية متكاملة متنوعة، لتبادل الخبرات في مجال المعالجة الآلية للغة العربية وإنجازاتها التطبيقية وتبسط فيه دراسات التقييم وقياس الكفاءة لتقنيات اللغة العربية الحاسوبية.
كما أشار إلى أن المؤتمر يتيح فرصة مثالية للقاء والتواصل بين ثلة من الخبراء المرموقين في هذا المجال، لرصد واستشراف مآلات البحث والتطبيق في قطاع حوسبة اللغة العربية.
بدوره أوضح الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، أن هذا المؤتمر يأتي تحقيقا لرؤية دولة قطر فيما يتعلق بترسيخ الهوية والنهوض باللغة العربية بكل جوانبها، ويتوافق مع استراتيجية جامعة قطر البحثية ورؤيتها الفلسفية في مجال تعزيز الدراسات والأبحاث ذات الطبيعة البينية، حيث يربط هذا المؤتمر بين اللغة العربية كعلم أساسي وعلوم الحوسبة كتخصص مهني.
كما أكد الدكتور راشد الكواري على أن الشراكة مع المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية يجمعها هدف واحد وهو بحث دعم اللغة العربية من كل الجوانب ومن ضمنها حوسبة اللغة العربية، مضيفا أن قضية اللسانيات الحاسوبية قضية غاية في الأهمية وسيتم تخصيص منح بحثية لمناقشتها بصورة أكبر وأعمق في المستقبل. وقال: "نحن نتطلع لتوطين هذا التخصص قريبا في البيئة الأكاديمية في الفترة المقبلة وأن يدخل تخصص اللسانيات الحاسوبية ضمن البرامج الأكاديمية في جامعة قطر".
يشار إلى أن اللجنة العلمية استقبلت أكثر من 150 ورقة علمية تتعلق بمحاور هذا المؤتمر، وقد استقر الفرز النهائي على 25 ورقة بحثية ستطرح خلال الجلسات التي تنتظم على مدى يومين.
 

الشرق