مركز التراث اللبناني: في البدء كانت اللغة

الأخبار

 

اختتم «مركز التراث اللبناني» في «الجامعة اللبنانية الاميركية» (LAU)، أخيراً سلسلة «اللقاءات الحوارية حول اللغة العربية» التي أَعدّها مدير المركز الشاعر هنري زغيب بمناسبة «شهر اللغة الأم» في الجامعة.

بعد أوّل حلقتين مع الإعلامي مارسيل غانم والفنان أحمد قعبور، كان اللقاء الثالث مع الباحثة نجلا بشور عن «اللغة العربية في الوسائل التثقيفية والتربوية للناشئة» وما اختبرته من تجربتها الخاصة في هذا المجال. رأت بشّور أن «اللغة تعبير عن الثقافة ووعاء يحتضنها»، واستشهدت باليابان التي «استطاعت بواسطة لغتها الوطنية ان تتعافى من هزيمة الحرب العالمية الثانية»، كما حضّت المسؤولين التربويين والمعلمين على «دفع صغار الطلاب الى حب اللغة العربية عبر تقديمها بطريقة مشوّقة ولطيفة». وتطرّقت إلى تحدي ثقافي يواجه الناشئة ويتمثل في «تعريفهم على المفاهيم والقيَم بطريقة مباشرة مأخوذة من بيئتهم»، موضحةً أنّ في اللغة «جانبين عقلي وعاطفي للدخول الى قلوب الاطفال بسرعة»، قبل أن تخلص إلى أنّ «تعلّيم العربية للاطفال قرار يحتاج الى دعم سياسي وامكانات لجعلهم يحبون لغتهم ويتباهون بها». 
اللقاء الرابع كان مع الخطاط الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، محمود بعيون، الذي تحدّث عن تجربته مع الخط العربي، عارضاً نماذج من لوحاته في صيغ مختلفة للحرف والحركة في الكتابة شارحاً نبض هذه اللوحات وروحها، معتبراً أن الحرف العربي مر في مراحل كثيرة قبل ان يصل الى وضعه الحالي. ورأى بعيون أنّ «الخطاط يحتاج ليعيش خطه»، مشيراً إلى «مراحل الخط العربي الفنية المختلفة بدءاً من ظهور الاسلام الى اليوم... الكثير من الجماليات في حجم الاحرف وتركيبها والارتفاعات والابعاد الموجودة فيها». وشرح ما في لوحاته الجميلة من الجماليات والجهد والتعب.
 
أما اللقاء الخامس، فكان عن «العربية في المسرح» مع الكاتب والممثل والمخرج جورج خبّاز الذي استشهد بالمسرح الرحباني فصحاه والمحكي، ورأى ان للّغة «دوراً اساسياً في مسألة التفاعل مع العمل على الخشبة»، وحض على أن تكون «لغة المسرح العربي هي لغة كل الناس وعلى كافة مستوياتهم». ولفت خبّاز إلى أنّه يعمل «على مسرح شعبي»، معتبراً أنّ «المسرح بات ضرورة بعد فقدان التواصل بين الناس نتيجة وسائل التواصل الاجتماعي، وتالياً بفقدان اللغة السليمة على المسرح تتشكل مشكلة كبيرة في البنيان الثقافي»، فيما وحثّ على ضرورة أن «يكون المسرح مرآة ناصعة للمجتمع». 
ختام السلسلة كان في اللقاء السادس مع الخبير الإعلاني، عمر بيار صادق، الذي طرح أسئلة عن «مستقبل اللغة العربية في ظل التطور الهائل في التقنيات اللغوية الحديثة لدى الناطقين بالعربية، أو على المستوى العالمي»، شارحاً أنّ «الإعلان أحد فنون الاقناع للجمهور، وتكمن أهميته في بيع فكرة إلى الآخرين». كما رأى أنّ «الإعلان لا تهمّه اللغة لكن اللغة يهمها الإعلان لبساطها في التلقي». وناقش صادق كذلك أسباب سيطرة لغة معيّنة على شعوب ولغات اخرى، محدداً الإنكليزية الأكثر استعمالاً في العالم لأسباب عدّة، منها «استخدامها في الأفلام والإعلام والإعلان، إلى جانب سهولة تعلّمها مقارنة مع لغات أخرى في موازاة سهولة التعبير بالإنكليزية ومفرداتها واعتمادها لغة لعالم الإنترنت، ما جعلها لغة حديثة تواكب العصر وروح الشباب». وشدّد صادق على أنّ «اللغة العربية كريمة وغنية جداً شرط ان يحتضنها المجتمع العربي ويستعملها ويطوِّرها»، معتبراً أنّها «جزء أساسي للمجتمعات والشعوب التي تتكلمها ولو تعددت لهجاتُها»، ولافتاً إلى الحاجة الماسّة لأن «تعي الشعوب العربية أهمية لغتها وتعمل على تطويرها وتعزيز الابتكار فيها ما يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق هذه الشعوب والإنسان العربي».
 

الأخبار