اللغة العربية تلفظ أنفاسها

أ. مرسى عطا الله

 

أشعر بانزعاج وقلق بالغين على لغتنا العربية بعد أن تعاظمت فى السنوات الأخيرة مظاهر التوسع فى استخدام اللغات الأجنبية عند تسمية المؤسسات الاقتصادية والمحال التجارية وبلغ الأمر حد إطلاق مسمى أجنبى على أحد الأندية الرياضية الذى تغير اسمه من “الأسيوطي” إلى “بيراميدز”.

ولعلنا نتذكر أن أحد أهم معارك سنوات الاستقلال الوطنى فى معظم الدول العربية قبل ما يزيد على 65 عاما كانت معركة التعريب والحفاظ على الهوية من خلال رفض كل مظاهر الفرنجة التى غزت بلادنا مع الغزو الاستعمارى للمنطقة والذى لم يكن مجرد احتلال عسكرى أو سيطرة اقتصادية فقط وإنما كان الاستعمار عنوانا لهجمة شرسة تستهدف ضرب الهوية العربية والإسلامية وتذويب الهوية الثقافية للأمة فى ثقافة دولة الاحتلال من نوع ما حدث فى دول شمال إفريقيا وخصوصا فى تونس والمغرب والجزائر.

إن الخطر كل الخطر أن نستهين بتجدد دعوات الفرنجة من خلال استخدام اللغات الأجنبية فى اللافتات والعناوين داخل بلادنا لأن ذلك يهدد أبسط ضرورات الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة التى بها الكثير من الثوابت التى لا تقبل المساس والتغيير وفى مقدمتها اللغة العربية.

ولست أبالغ إذا قلت بأن دعوات الفرنجة لتهميش اللغة العربية جزء من مخطط سياسى قديم وخبيث لضرب أحد أهم ركائز الوحدة بين شعوب هذه الأمة خصوصا بعد أن تعرضت المنطقة فى السنوات العجاف الأخيرة لمحاولات الإيحاء بأن ما فى داخل الأمة العربية من تناقضات يفوق بكثير ما تحويه من عوامل التوحد والتوافق المشترك بالدق أيضا على أوتار التناقضات العرقية والطائفية والمذهبية.

وحزينا أقول: إن اللغة العربية فى محنة وتكاد تلفظ أنفاسها على صفحات الصحف وصفحات التواصل الاجتماعى وفى كراسات تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات.. أفيقوا يا عرب!

خير الكلام:

<< أمة بلا هوية مثل أرض بلا ماء!
 

الأهرام