فاروق شوشة: العلاج بالشعر ممكن واللغة العربية مهددة

 رأى الشاعر المصرى الكبير فاروق شوشة، أنه مثلما يوجد علاج بالموسيقى، فإن هناك علاجاً بالشعر، أيضًا، فالموسيقى بعدٌ من أبعاد الشعر، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن اللغة العربية مهددة بما يهدد به الإنسان فى العربى فى أيامنا هذه.

وأشار "شوشة" خلال استضافة فى قناة العربية، أثناء تواجده فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى دورته الـ34، إلى أن هناك معهداً للطب النفسي فى نيويورك اسمه معهد العلاج بالشعر، مضيفًا، سبق وأن اطلعت عن مؤلف أجنبى عن أبعاد هذا العلاج، وكيف أن الاستماع إلى الشعر مرة بعد الآخرى تتكشف بسببه طبيعة المشكلة النفسية، وأن هناك بعض المرضى أصبحوا نماذج شعرية، فالشعر إيقاع وإلهام وخيال وموسيقى وكل هذه العناصر تشجع المرضى للتعبير عما فى داخلهم من هموم شعرية.

زمن الرواية أم زمن الشعر؟

وحول الحديث عن رفضه لمصطلح "زمن الرواية" أشار "شوشة" إلى أن هناك بعض النقاد يقولون أننا فى زمن الرواية، فعلق على قولهم: ما الذى يمنع أن يكون زمنًا للرواية، وفى الوقت نفسه هو زمن للشعر، فالشعر منه ما هو مقاومة، ونضال، ووجد شخصى وعاطفى وبعد كونى يضع الإنسان فى مواجهة الكون، وما هو مقدر وما هو مكتوب، فكل هذه دوافع لإبداع شعرى فى مجالات عديدة، فالشعر ليس واحدًا، وليس غناءً واحدًا، وليس مذاقًا واحدًا، وإنما هو فن للجماعة وللحياة.

واقع اللغة العربية ... اليوم

أما عن واقع اللغة العربية فى أيامنا هذه، فأكد"شوشة" على أنها مهددة بما يهدد به الإنسان العربى نفسه، فهناك مخاطر كثيرة على اللغة العربية ناتجة عن أن العرب أساسًا فى حالة ضعف ويريدون أن يلحقوا بالعصر لكنهم لا يملكون دائمًا وسائل هذا اللحاق.

وأكد "شوشة" أنه علينا أن نترجم، وأن نعرب، وأن نقرأ، ونخترع، لكى تصبح لغتنا معبرة عن نهضة حقيقة، فبدون أن يكون لنا موطأ قدم فى حركة العالم الآن لن تكون لنا لغة معبرة عن هذا التقدم.

التعليم هو الحل

وحول رؤيته للحل، قال "شوشة" اللغة تعلم، والحل يكمن فى التعليم، فالتعليم فى المدارس والجامعات العربية، عليه مآخذ كثيرة جدًا، وخاصة التعليم فى المراحل الأولى للأطفال، حيث يزاحمه اللغات الأجنبية، وحتى الآن لم نحسم متى يبدأ تعليم اللغة الأجنبية إلى جوار اللغة العربية، بالإضافة إلى ذلك فإن مناهج اللغة العربية لا تشجع الطلاب على حب هذه اللغة، فلا مستوى المعلم، ولا المنهج، لديهما القدرة على تحقيق ذلك.

وأضاف "شوشة" ولهذا أرى أن الحل يبدأ من إصلاح التعليم، من حيث وضع نظام تعليمى يحبب النشء فى لغته القومية، وبالتالى عندما ينضج يدرك أن هذه اللغة هى لسانه الطبيعى وأداته للتعبير عن هويته.

اختلاط اللهجات

أما عن رأيه فى الاختلاط بين الكتابات، بين ما هو فصحى، أو شعبى، فقال "شوشة" هذا الاختلاط أمر طبيعى لأن هناك من يؤثرون أن يكتبوا بالعاميات أو اللهجات، وهذه اللهجات لا خطر منها على العربية، فهى موجودة منذ وجدت اللغة العربية، وهما يتحاوران، وكل منهما يعطى للآخر، فلدينا شعر فصحى، وشعر شعبى، يكملان بعضهما.

الشعر ومواقع التواصل الاجتماعى

وعن دخول الشعر إلى مواقع التواصل الاجتماعى، رأى "شوشة" أنها وسائل جديدة للتوصيل، فإذا عجز الكتاب عن الوصول إلى قارئه، والأسباب كثيرة، فإن وسائل التواصل الاجتماعى من شأنها إيصال القصيدة للقارئ، مضيفًا، حتى لو لجأت إلى الاختصار، فأن أعرف جزءًا من قصيدة ناجحة جميلة، أفضل من ألا أعرفها.

"قرية الشعراء".. أين يكمن السر؟

أما عن سر تسمية قريته بـ"الشعراء"، فأوضح "شوشة" أن تسمية هذه القرية مرتبط بتاريخ قديم، حيث كان شعراء الربابة ينشدون السير الهلالية، ليحمسوا الجنود على القتال دفاعاً عن مصر، مشيرًا إلى أن القرية مجاورة لميناء قديم، اسمه ميناء دمياط، وكانت الغزوات تجىء إلى الشام، ثم تتجه إلى مصر، وكان شعراء الربابة يقيمون فى هذه المنطقة، وبالتالى كانت مهمتم أن ينشدوا هذه السير الشعبية لمواصلة القتال فسمى المكان باسم "الشعراء" لأنهم يقيمون فيه.