رئيس الوزراء التونسي يدعو لإعادة صياغة التعاون بين الإعلام العربي

 دعا رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد إلى ضرورة إعادة صياغة أوجه التعاون بين الدول العربية فيما يتعلق بالإعلام الثقافي العربي؛ لينتج مضامين جديدة تعكس الواقع العربي الحقيقي وفق رؤيتنا العربية وتبرز مساهمتنا في تقدم الإنسانية، بعد أن اقتصر غالبية إعلامنا العربي في فضائياته على برامج الترفيه والتسلية والمنوعات.

وقال الشاهد، في كلمته في افتتاح الدورة العشرين لوزراء الثقافة العربي بمشاركة 20 دولة عربية والذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "الالكسو" بالتعاون مع الجامعة العربية: إنه يجب التركيز على قضايا الفكر والوجدان العربيين في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا إقليميا ودوليًا، مشيرًا إلى أن مستقبل العرب رهين بتنميتهم المعرفية والتقنية والاقتصادية. 
وأشار إلى أنه بات من الواضح أن الرهانات القادمة المطروحة على الوطن العربي أساسها رهانات الثقافة جوهرًا وشكلًا، وللإعلام الثقافي دور فاعل فيها للدفاع عن هذه المنزلة الجديدة التي تتخذها المسألة الثقافية في الدول العربية نذكر منها موقع اللغة العربية، بالإضافة إلى تثمين الذاكرة التاريخية بكل ما أوتيت من معارف وعلوم وجمال وإنشاء وأدب وشعر حتى تتداول بين الأجيال تأصيلًا لقيمنا المشتركة وتفعيلًا لضرورة التعريف بها وطنيًا ودوليًا. 
وأوضح أن المسألة الثقافية هي الأخرى تمثل بحثًا واجتهادًا في آليات الوساطة والإعلام والتقنيات الحديثة للاتصال والحوامل الافتراضية الجديدة والقنوات التفاعلية، وهذا الواقع منحاه اقتصادي ونفعي تجاري في جوانب عديدة منه، متسائلًا: كيف يمكن لنا أن نحافظ على هويتنا اللغوية والإبداعية وقد اخترقتها وأغرقتها ثقافات ولغات وجماليات فرضت عليها فرضًا بالفعل والقوة؟
ونبه إلى أن الشباب العربي أصبح يعيش اليوم غربة ثقافية حقيقية بحكم الانبتات والتثاقف والتهجين المستدام الذي يعيشه يوميًا، ما يفرض تساؤلًا حول خطط واستراتيجيات ومناهج للدفاع عن شخصيته الثقافية وإعطائه سبل النهوض بها محافظة وتثمينًا وبحثًا وتجديدًا في سياق دولي تنافسي لا بقاء فيه إلا للأكثر إصرارًا وحزمًا وإمكانًا، لافتًا إلى أن في تعدد المحامل المرئية والسمعية والمكتوبة وتفاقم واقع الثورة التكنولوجية ما يؤهل ثقافتنا العربية للتعبير عن مضامينها الفكرية والإبداعية بصورة أكثر بروزًا ونفاذًا شريطة أن توظف لأجل ذلك. 
وأبدى رئيس الحكومة التونسية اسفه لما اعتبره أن قنوات إعلامية وفضائيات مختصة في الحضارة والثقافة العربية تفقد أن تكون مرآة لتاريخنا وتطلعا لقادمنا، وتقتصر الفضائيات المتوفرة اليوم على برامج ترفيه وتسلية ومنوعات لذات الغرض، ما يستوجب التفكير جديًا وبصورة مشتركة في إعادة صياغة أوجه التعاون بيننا لأن الإعلام الثقافي العربي اليوم مدعو إلى صناعة مضامين جديدة تفصح عنا كما نحن أو كما أردنا أن نكون مساهمين في التقدم بالإنسانية جمعاء.
 

البوابة نيوز