للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الهندسة اللغوية وتنمية العربية

د.محمد سكران

 من الأمور الملاحظة، والتى تستحق الاشارة إليها باليوم العالمى، أنه فى سياق الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية (الذى يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام) تزايدت التحليلات والكتابات، الندوات والمؤتمرات التى تناولت قضية «اللغة العربية» من مختلف الزوايا والأبعاد، للنهوض بها، والحفاظ عليها، واسترداد مكانتها.

وفى سياق هذا الاهتمام بتناول قضية «اللغة العربية» تأتى أهمية ما طرحته دكتورة سلوى الرملى. فى مقالها على هذه الصفحة (بتاريخ 13 من شهر يناير 2017) تحت عنوان «هندسة اللغة فى خدمة العربية». 

وفى إطار تحديدها للمقصود بمصطلح «هندسة اللغة» أشارت إلى أنه هو «التخصص البينى» الذى يعتنى بالتقنيات التى تتيح التفاعل بين الإنسان والآلة باللغة الطبيعية له. ونحن فى مقالنا هذا وإن استخدمنا المصطلح الذى استخدمته وهو «هندسة اللغة» إلا أننا نختلف معها فى تحديد المقصود بهذا المصطلح، وآليات توظيفه. اما نحن فإننا نتعامل مع «الهندسة اللغوية» من منظور تنموى، يستهدف تنمية اللغة العربية وتطويرها على اسس ثابتة تحفظ لها مقوماتها الاساسية، وفى الوقت نفسه تعمل على مواكبة ما يحيط بها من تطورات وتغيرات، فكما أن للغة ثوابتها والدعائم التى تقوم عليها، فإنه لابد أن تكون من المرونة الكافية لاستيعاب ما حولها، بدلا من أن يستوعبها ما حولها فتضيعه، وتضيع معها الأمة. إن اللغات القومية، خاصة فى دول العالم النامى تواجه تحديات خطيرة، وثورة اتصال واسعة وعميقة، تفرض الحرص على إقامة نظم سياسية واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وتعليمية قادرة على مواجهة هذه التحديات، كما تفرض أيضا التخطيط لتنمية اللغة العربية، حتى تكون قادرة على مواجهة هذه التحديات وفى ذلك من خلال ما تتضمنه الهندسة اللغوية من عمليات تخطيط، تفرض القيام بالعديد من الإجراءات، وفى القلب منها: ـ 1 ـ الدراسة العلمية المنظمة لواقع اللغة العربية، ولدى مختلف الشرائح والفئات ومختلف اللهجات، والأساليب والتراكيب المستخدمة لدى الطبقات الاجتماعية والمؤسسات المختلفة، ولدى المثقفين والجمهور، وتلك التى تستخدم فى قاع المجتمع، ودراسة الصعوبات والمشكلات سواء من داخل اللغة نفسها أو من خلال الظروف المحيطه بها. 

2 ـ التخطيط الدقيق والمنظم، القائم على أستخدام وتطبيق المعرفة العلمية، ونتائج العلوم المختلفة، وفق رؤية كلية شاملة ومستقبلية، حتى يمكن التشخيص والتفسير الدقيق، والتحكم فى عمليات «تنمية اللغة العربية»، وتحديد نوعية هذه التنمية، والتغلب على المشكلات المتوقع حدوثها. 

3 ـ إمكانية وضع خطة قريبة المدى، وأخرى بعيدة المدى لتنمية اللغة العربية، من مختلف الجوانب والأبعاد، وعلى جميع المستويات ومن الأهمية بمكان أن تأخذ عمليات تنمية اللغة العربية شكلاً مؤسسيا منظماً، وصبغة قومية تشارك فيها مختلف المؤسسات والهيئات، ولا شك فى أن المساندة السياسية والعلمية والمجتمعية ذات أهمية قصوى فى تحقيق هذا الغرض القومى وحده وليس غيره تنمية اللغة العربية. 
 

الأهرام

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية