للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

شواعر السودان - 7

أ.د. محمد عبد الله سليمان


الشاعرة شغبة المرغمابية:

    نحتاج إلى نظرة قومية للشعر الشعبي في السودان بعيداً عن الرؤية الضيقة التي قد تجعل منه أدباً سالباً يثير النعرات القبلية والإثنية، وقد يعمل على تهديد النسيج الاجتماعي، فالشعر الشعبي مُشبَع بالقيم الفاضلة بل يدعو إلى ترسيخها في واقع الحياة السودانية .           
     وما هو مبثوث على شبكة الإنترنت من معلومات عن الشعر الشعبي في السودان غير مُوثّق في أغلب الأحيان، ولا ندري مصادر الرواية فيه مما يشوه وجه هذا الشعر الشعبي الجميل، وقد يؤدي أحياناً إلى نبش الماضي بكل ما فيه من مساوئ، فهو شعر يجب أن يُقرأ في سياقه التاريخي والاجتماعي الذي قيل فيه حتى لانستدعى بعض سلبياته إلى واقعنا المعيش، فبعضهم يتناوله بروح الانتماء إلى القبيلة، والرفع من شأنها، والشعور بالفخر والنشوة، وبعضهم ليبرهن أنه يمتلك قدراً من المعلومات، ولكن إذا سألته عن مصادرها لا يكاد يحددها بدقة، وهذه آفة من آفات الشعر التراثي في السودان.
   جاء في كتاب (وقفات مع شعراء البطانة) لمؤلفيه، عمر عبد الرحيم كبوش، وعبد القادر عوض الكريم الحسن في باب ( شغبة أميرة شعراء البطانة) "كتب البعض عن شغبة ولكنهم لم يصيبوا كبد الحقيقة ، وحتى لا نقع في ذات الخطأ استقينا معلوماتنا من السادة المذكورين أدناه ..." ص68 .
    ولذلك أدعو إلى التوثيق الدقيق لأدبنا الحديث والمعاصر بكل حيدة ومنهجية علمية، وتدوينه حتى لا يضيع ويغيب عنا ثم نقع فيما حدث من مأزق مع ألأدب التراثي،  وما هو مؤكد أننا شعب لا يوثق لنفسه، وجل ما كتب في الأدب التراثي والحديث بأقلام غير سودانية.
     الشاعرة شغبة شأنها شأن كل أدبنا التراثي الذي نعتمد فيه على الشفاهية، وحتي أتجنب ذلك سأعمد إلى بعض المصادر التي أتوخى فيها الدقة لأستقي منها بعض المعلومات الأساسية ثم أرتكز في الكتابة عن شخصية شغبة على النص الشعري نفسه، وإن كان هذا وحده غير كاف للتوثيق، ولكنها الوثيقة المتاحة الأقرب إلى الحقيقة في تقديري. 
   الفن الذي كتبته الشاعرة شغبة هو فن الدوبيت، ولغة الشاعرة تكشف عن انتمائها إلى أدب البطانة بما يحمل من ألفاظ وتراكيب وذكر لأسماء الأماكن والوقائع والأحداث، فاللهجات العربية في السودان تختلف من منطقة إلى أخرى، ولكل لهجة سماتها الخاصة بها .
   يقول الناقد عز الدين إسماعيل في كتابه (الشعر القومي في السودان) في الباب الأول (الدوبيت أصوله وظواهره الفنية):" إن فن الدوبيت تتوافر له كل مقومات الشعر العربي الفصيح ، من وزن وتقفية وصور وأخيلة وتركيز للمشاعر والمعاني وشكل بنائي عام محدد... بل أكثر من هذا يمكننا أن نقرر بكل اطمئنان أن مفردات الدوبيت في معظمها فصيحة بل عريقة في هذه الفصاحة ، وأن ما يبدو غريباً علينا لا يعدو أن يكون لهجة من اللهجات العربية القديمة "، ص 11.
    وقد كانت الشاعرة شغبة من ضمن النماذج التي تناولها عز الدين إسماعيل بالدراسة والتحليل في هذا الفن الشعري.
نواصل


 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية