للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أرب لاند

د. خليفة علي السويدي

 

في مستهل هذا المقال أعتذر للقارئ الكريم عن الإزعاج الذي قد يكون سببه له العنوان، خاصة أنني أكتب حول لغة القرآن، لكن كما نقول في الإعلام، العبارات لها دلالات تلخص الرسالة المقصودة في كلمات.

احتضنت دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فعاليات (المؤتمر الدولي السادس، للغة العربية) بحضور قرابة 3 آلاف باحث ومختص باللغة العربية ومسؤولين من 73 دولة، حيث تمت مناقشة ما يقارب ألفي بحث ودراسة وورقة عمل في 120 ندوة علمية، وفِي حفل ختام أعمال المؤتمر، وبعد تكريم الفائزين بجائزة محمد بن راشد للغة العربية. غرّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي بقوله: «اللغة العربية لغة كل عصر، وهي منبع لمعظم الحضارات الإنسانية، يتحدث بها أكثر من نصف مليار عربي ومسلم، ولذلك جاءت توجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بدعم جميع المبادرات التكنولوجية الذكية والتقليدية للحفاظ على موروثنا وحضارتنا المتمثلة في لغتنا العربية».

ولا ينكر إلا جاحد الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات الدولة للحفاظ على مكانة اللغة العربية في مجتمعنا، لقد صدر الكثير من القوانين والتشريعات من أجل تحقيق ذلك الهدف، لكننا نعيش في زمن متسارع، يحتاج من القائمين على المشروع الحضاري الذي يرنو للمحافظة على هوية المجتمع تنسيق الجهود فيما بينهم من أجل مجتمع يعتز بهويته، والتي تعد اللغة العربية من أهم ركائزها، وبالإمكان الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة التي تمثل نموذجاً حضارياً في الانفتاح على ثقافة الغير، وفِي الوقت نفسه تعد قدوة في المحافظة على هويتها، لعلِّي في هذا المقال أذكر بعض التحديات التي إن لم نسرع في التعامل معها، سيتحول مجتمعنا تدريجياً إلى «غابة» من اللغات والثقافات تتلاشى خلالها منظومتنا القيمية والمجتمعية الخاصة بِنَا.
التعليم يعد في كثير من المجتمعات من أقوى أسلحة الوطن في الحفاظ على هويته، لكن جولة سريعة في بعض مدارسنا الخاصة التي تبنت منظومة ازدواجية اللغة تشعرك بغربة في وطنك، فلا توجد بها ازدواجية لغوية بل طمس واضح للغة العربية.

ضغط سوق العمل والترويج الاقتصادي، يمثل التحدي الثاني للغة العربية، فقد شهدت الدولة خلال الحقبة الماضية حراكاً اقتصادياً كبيراً من أجل الانتقال للعالمية، ونجحت شركاتنا الوطنية في أن تكون لها بصمة دولية، بعض هذه المؤسسات نفخر بها لأن الجانب الاقتصادي لم يمس هويتها الوطنية، وتبدأ الأمور قبل الممارسات بالمسميات، في الإمارات شركات تمثل نموذجاً رائداً في استخدام اللغة العربية كشعار للمؤسسة، وكان بإمكانها أن يكون لها اسم أعجمي، يتناسب مع اللغة الإنجليزية التي تتحجج بها بعض الشركات، لكن هذه المؤسسات نجحت في إدخال اللغة العربية في السوق الوطنية والعالمية، فكم يسعد الإماراتي وهو يرى رموزاً عالمية تحمل مسميات عربية مثل «برج خليفة» أعلى ناطحة سحاب في العالم، «برج العرب»، «جميرا»، «مبادلة»، «إعمار»، «اتصالات»، نماذج نفخر بها لأنها حملت الوسم العربي للعالم، وللأسف الشديد هناك شركات ومؤسسات أضحت تغشي كل ما هو عربي باسم أعجمي، ولا يسمح المقال بذكر مسمياتها لكن جولة بسيطة في ربوع الوطن تدق لنا ناقوس الخطر، لقد أصبحت لغتنا العربية غريبة في تلك التجمعات، وإن لم تنسق الجهات المختصة أدوارها فيما بينها سنتحول إلى ما أسميه «أرب لاند».
 

الاتحاد

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية