للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية ليست لساناً فذّاً … عساف: العربية كسائر اللغات عرضة للتغيّر والفصيحة المعاصرة قطعة منها

سوسن صيداوي

 

اللغة العربية كسائر اللغات عرضة للتغيّر في كل ما فيها، فهي ليست لسانا فذا بين الألسن، والتغيّر فيها لذلك لابد منه، لكنه تطوّر يغلب عليه البطء. وهو شيء لم يغادرها في مرحلة من مراحل حياتها وتاريخها المتطاول. وكان في كل ذلك طاقة خلق وتوليد دالة على مرونة العربية وطواعيتها في النظام الصرفي والدلالي والتركيبي، وقدرتها على التجدد والنمو، وتلبية حاجات مستعمليها، ومواكبة متغيّرات الزمان وحركة الفكر والحياة والحضارة. وحول التطور اللغوي من جهة والعربية المعاصرة من جهة أخرى، ألقى عضو مجمع اللغة العربية الدكتور عبد الناصر عساف محاضرة بعنوان: «التطور اللغوي في العربية المعاصرة» وذلك في قاعة المحاضرات بالمجمع.


التطوّر والعربية المعاصرة

بيّن الدكتور عساف في محاضرته بأنه ورد في المعجم الوسيط في تبيين المعنى اللغوي والاصطلاحي: «تطوَّر» تحوّل من طور إلى طور. (التطور) التغيّر التدريجي الذي يحدث في بينة الكائنات الحية وسلوكها؛و يطلق أيضاً على التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة منه، بالمقابل أشار إلى أن»العربية المعاصرة»مختصر من مصطلح «اللغة العربية المعاصرة»، وهو أحد المصطلحات أو الأسماء التي سميت بها اللغة التي يستعملها العرب المعاصرون وهي من أكثر المصطلحات شيوعا ودقة تعبير.

التطوّر الصوتي
أشار د. عساف في محاضرته إلى التطور الصوتي الذي وقع على اللغة العربية مشيراً في حديثه إلى التنازع الذي حصل بين المنكرين وأولي الغيرة على العربية متابعا»أولئك الباحثون من أولي الغيرة على العربية والاعتزاز بها الذين يرون أن أصوات العربية الفصحى ثابتة لم ينلها التطوّر، وأننا ننطقها منذ أربعة عشر قرنا على الأقل». مضيفاً إلى أن أ. محمد الأنطاكي رأى أن الغيرة على العربية ليست مسّوغا للخروج عن جادة العلم الصحيح، فليست العربية شيئاً فذا بين الألسن، إنها لسان من ألسن خلق اللـه جميعا، ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها، وتخضع للقوانين نفسها التي تخضع لها الألسن.

التطوّر الصرفي
من حيث التطوّر الصرفي أشار د. عساف إلى أن من صور التطوّر اللغوي في المستوى الصرفي في العربية المعاصرة كثرة استعمال المصدر الصناعي، مضيفاً»إن المصادر الصناعية التي استعملت في العربية المعاصرة في نصف قرن أو بضعة عقود أكثر مما كان في العربية من ذلك في قرون». حيث وصل مجموع المصادر الصناعية التي استقصاها أحد الباحثين في مؤلفات فلاسفة الإسلام:الكندي والفارابي وابن سينا، مئة واثنين وثمانين مصدرا، في حين كان عدد المصادر الصناعية التي رصدها باحث آخر في ست صحف مصرية رسمية في سنتين، بين عام 1996و عام1998، خمسمئة وتسعة مصادر.

التطوّر الدلالي
و حول هذا النوع من التطوّر قال المحاضر»هذا الضرب من التطوّر ربما كان أنأى الضروب من هيمنة المعيارية وما يصدر عنها من الاعتراض والرد والنقد، في وقت كان جمهرة من علماء العربية ينظرون فيه إلى ضروب التغيّر الأخرى بشيء من شزر وصغار تمليه عليهم تلك المعيارية، ينتهي بهم إلى رمي ما يصدر عن تلك الضروب باللحن والخطأ والضعف. وامتداد هذا التطوّر في بنيان العربية المعاصرة مما لا يخطئه الباحثون. وربما كان هذا التطوّر في العربية المعاصرة أوسع ألوان التطور».

نظرة محاضر
سلّط د. عبد الناصر عساف الضوء على عدد من النقاط فيما كان في العربية المعاصرة من تطوّر في مستوياتها جميعا، حيث اعتبر في بعض منها أنه»من واجب الخبراء اللغويين والمؤسسات اللغوية ومنها المجامع ضبط التطور اللغوي المعاصر وتصحيح ما انحرف من مساراته، ولاسيما ما كان منه تطورا عفويا. ومن مقتضيات ذلك النظر في مدونة اللغة العربية الفصيحة المعاصرة ورصد مظاهر التطور فيها ودرسها وغربلتها في إطار علمي محكم معتدل بعيد عن التشدد والتنطّع مصون من الترخّص إلى حدّ التسيّب والتفلّت، للانتهاء إلى تشريعات وأحكام لغوية مناسبة وتوجيهات سائغة مواكبة حركة اللغة والمجتمع والحياة والتخفيف من أغلال المعيارية التي لم تنتجها اللغة نفسها. كما أضاف في إحدى النقاط إلى أن اللغة العربية بروحها وأصولها وواقعها المتحقق والممكن، أي الموجود بالفعل والموجود بالقوة، تدل على إمكانياتها التي لا تحد، والاستعمال اللغوي المعيش يفرض علينا شروطه، متابعاً: «من ثم كان على رؤيتنا أن تواكب حركة اللغة والمجتمع والحياة، وأن نتخفف من أغلال المعيارية التي لم تنتجها اللغة نفسها، بل أنتجها فكر مقيّد بزمن معين، واختلف الناس في فهمها والتغيير الذي لا ينقض شيئاً من ثوابت العربية وقواعدها في مستوياتها جميعها ينبغي أن نستوعبه ونفيد منه في تشريعاتنا وتنمية لغتنا وسد ما نحتاج إليه في التعبير عن المستجدات. «كما أشار إلى نقطة مهمة وهي إلى نظرتنا في لغتنا العربية بأنها يجب أن تكون نظرة علمية» ينبغي أن تكون نظرتنا إلى التطوّر اللغوي المعتبر في لغتنا العربية نظرة علمية عارية من مشاعر الارتياب والتوجّس، ومن أفكار الخطأ واللحن والخروج على اللغة وانتهاك قواعدها، تلك الأفكار والمشاعر التي ما زالت تستبد بفكر كثير من الباحثين والعلماء ورؤاهم، وتستنفرهم لرفض عشرات، بل مئات الألفاظ والمصطلحات والتراكيب التي ولّدها التطوّر القصدي أو المعنوي أو العفوي لسدّ الحاجة والنقص في التعبير عن مستجدّات الحياة ومتغيّرات الزمن. فالتطوّر ينبغي الاعتراف والاعتداد به وتهذيب ما بدا فيه من شوائب، ومن كان على خلاف ذلك كان فيه ما يحتاج إلى صيانة».
 

الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية