للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

كتاب مهارات التواصل الوظيفي في اللغة العربية يحاكي الواقع الوظيفي

 

تزخر المكتبة العمانية بالكثير من الاصدارات الأدبية والفكرية التي تلامس الحياة اليومية للفرد في مجتمعه ويمكن القول إن كتاب “مهارات التواصل الوظيفي في اللغة العربية” للدكتورة عزيزة بنت عبدالله الطائية الذي صدر عن مؤسسة بيت الغشام عايش واقعا مهما في الحياة اليومية لكافة العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة من مبدأ ان اللغة هي وسيلة من وسائل الاتصال والتّواصل بين بني البشر فهمًا وإفهامًا.

ووفق ما جاء في مقدمة هذا الكتاب حيث ترى الدكتورة عزيزة الطائية أن اللغة هي أداة الفكر، فنحن نفكر باللغة التي نتحدث بها، ويمكننا القول إنّ الحيوانات لا تفكر لأنّها لا تملك لغة.
والتّعبير هو أداتنا إلى هذا التّواصل، وهو أداتنا للبوح عن مكنون الفكر والحس، إذ يصعب على الإنسان أنْ يعيش دون أنْ يتحدث أو يكتب، فالإنسان إنْ لم يجد شخصًا يحاوره، فإنّه يحاور نفسه سرًا أو جهرًا.
وتؤكد الطائية في هذا الكتاب أنّ التعبير الشفوي أداة اتصال لغوية، ترتبط ارتباطا وثيقا بنقل الفكرة وعرضها من المتحدث إلى المتلقي.
وهو وسيلة اجتماعية تحمل فكرة الإنسان وتفكيره، وتحمل آراءه واتجاهاته إلى الآخرين.
أما التّعبير الكتابي، فهو فرع من فروع المادة اللغوية وله أهمية كبرى في حياتنا إذ إنّه وسيلة للفهم والإفهام، وأداة لنقل المشاعر وتوضيحها بألفاظ محددة، تحمل المعاني والأحاسيس للسامع والقارئ، وهو الطريقة التي يصوغ بها الفرد أفكاره وأحاسيسه وحاجاته وما يطلب إليه صياغته بأسلوب صحيح في الشكل والمضمون.
ومن يقرأ هذا الكتاب بتمعن يجد أن مضمونه انقسم الى قسمين هما الكتابة الإبداعية (الفنية) وهي ما يقصد بها الإفصاح عن العواطف وخلجات النّفس وترجمة الأحاسيس المختلفة بألفاظ منتقاة وعبارات منسقة وصياغة فنية تنقل السامع أو القارئ إلى عالم الكاتب وتعمل على التّفاعل معه في أحاسيسه وانفعالاته. ويشمل هذا النّوع: كتابة المقالات وتأليف القصص ونظم الشعر، وغير ذلك من أنواع الإبداع.
أما القسم الثاني فهو الكتابة الوظيفية (العملية/ الإجرائية) وهي ما تؤدي غرضًا وظيفيا تقتضيه الحاجة نحو المراسلات الرسمية، والسجلات الحكومية، والإرشادات، والتّعليمات، والإعلانات، إلى آخره.
ومن واقع ذلك وبدون شك فيه أنّ النوع الأول من الكتابة (الكتابة الإبداعية) يحتاج الى موهبة خاصة واستعدادات فطرية متميزة إلى جانب الخبرة والممارسة اللازمتين لإتقان كل فن من الفنون.
أما النوع الثاني (الكتابة الوظيفية) فلا يحتاج إلى ما يحتاجه النوع الأول من المواهب والاستعدادات وإنّما يكفيه المران والتجربة إلى جانب العلم والمعرفة.
وتسرد الدكتورة عزيزة الطائية في محتوى الكتاب أبرز العوامل التي تساعد على إتقان الكتابة السليمة وقد اختصرتها في عنوانين مهمين هما التزود بثروة لغوية مناسبة وإتقان قواعد النحو والصرف.
وعلى كل ما تم ذكر سلفًا يمكننا أنْ نحدد أهمية التعبير بأنّه امتلاك الإنسان القدرة على نقل الفكرة أو الإحساس إلى الآخرين تحدثًا وكتابة، مستخدمًا مهارات لغوية من مثل قواعد الكتابة إملاء وخطًا، وقواعد اللغة: نحوًا وصرفًا، وعلامات الترقيم: نقطة، وفاصلة، وتعجب، واستفهام وغيرها.
وترى المؤلفة أن هذا الكتاب قد جاء حصيلة خبرة عملية وتدريسية، وهو الأمر الذي تمت الإشارة إليه سابقا ونظرًا لأهمية الموضوع في حياتنا المعاصرة اليوم، ونتيجة لتدني مستوى تعليم اللغة العربية الوظيفي، وضعف أداء المتعلمين في سبيل الإجادة عند الممارسة تحدثًا وكتابة، فقد ارتأت المؤلفة وحسب ما ذكرت تقديم رؤية أولية متواضعة علَّها تكون ذات فائدة علمية وعملية حاضرًا ومستقبلًا.
وبربط تدريس اللغة العربية في المدارس والجامعات ربطًا وظيفيًا فاعلًا يرقى بلغتنا الأم بتمثل أبنائها لها.
وجاء كتاب مهارات التواصل الوظيفي في اللغة العربية في أربعة فصول رئيسية إضافة إلى فصل خاص بالطفل حيث حمل الفصل الأول عنوان “التعبير الشفوي (أسسه وطرائق تدريسه)” أما الفصل الثاني فجاء بعنوان “التعبير الكتابي (تنميته وممارسته)” فيما جاء الفصل الثالث تحت عنوان “مهارات الاتصال الوظيفي والإبداعي (أسسها و إتقانها)” أما الفصل الرابع فتحدث عن “الأنشطة اللغوية الصفية، وغير الصفية (مفهومها، أهدافها، أسس ممارستها)”. وأهميتها تأتي، من كونها مهارات أساسية تصقل شخصية المتعلم، وتمكن مهاراته اللغوية من: كتابة وتحدث وإنصات واستماع.
أما الفصل الأخير والذي خصت به المؤلفة الطفل فقد حمل عنوان “صعوبات القراءة والكتابة لطفل صعوبات التعلم (التشخيص والعلاج)”. وترى الدكتورة عزيزة الطائية ادراجها لهذا الفصل بالكامل ليتحدث عن الطفل كونه يعنى بفئة صارت التّربية الحديثة توليها اهتماما والمطلع لهذا الكتاب سيكون بحق امام منهاج علمي شامل حيث ان النماذج المرفقة في الملاحق الخمسة تعد بمثابة المادة العلمية الشاملة في الكتاب دروسا نموذجية قد تنطوي على مفاهيم النقلة النوعية التي ننشدها من حيث حداثة التعليم ومرونته، ومراعاة لخصائص المتعلم العقلية والمهارية والنفسية، غير غافلين ثقافتهم الاجتماعية تحقيقا لمبدأ بناء شخصية المتعلم المتكاملة من خلال إكسابه مهارات التّعلم الذاتي، والتّعاوني؛ إيمانا من المؤلفة أن إكساب المهارات اللغوية وصقلها ضرورة ملحة في عصر فقدتْ اللغة العربية هويتها الثقافية.
وخلصت المؤلفة في ختام كتابها إلى أن اللغة من أهم وسائل الاتصال التي تربط الفرد بالمجتمع الذي يعيش فيه، وهي أداة الإنسان للتعبير عن أفكاره وآرائه ومشاعره وحاجاته.
وتقول المؤلفة: “إن الله سبحانه وتعالى قد شاء للغة العربية أن تكون أشرف اللغات وأفضلها حيث شرفها بالقرآن الكريم الذي نزل بها، قال تعالى (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا) واللغة العربية أساس حضارتنا ورقينا، فهي لغة القرآن الكريم، والأداة التي من خلالها يتم الحفاظ على تراثنا العربي وهويتنا العربية الإسلامية.
يقول سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : “تعلموا العربية فإنها من دينكم”. واللغة العربية كانت وما زالت وستبقى وعاء للفكر، ووسيلة للاتصال، وحافظة للتراث وتشهد وقائع التاريخ أن نمو اللغة العربية إنما تم بفضل ما نالته من رعاية واهتمام عبر حقب التاريخ المتتالية، وستبقى العربية قوية رغم العوامل الكثيرة المؤثرة حولها بفضل أبنائها البررة والقادة المستنيرين الذين حملوا على عاتقهم خلودها.
وتضيف أن السلطنة ليست بمعزل عن هويتها العربية والإسلامية فقد حباها الله بقيادة حكيمة أولت جل اهتمامها إلى المحافظة على لغتها الأم وموروثها الثقافي تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ حفظه الله ورعاه ـ، وما تقدمه وزارة التربية والتعليم من جهود للرقي والنهوض بها على جميع الأصعدة ما هو إلا ترجمة لمساعي القيادة المستنيرة؛ حيث أولت جل اهتمامها تدريس اللغة الأم بتوفير كافة المستلزمات وتفعيل التقانة الحديثة في تدريسها.
 

الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية