للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الشاعر حماد: النحو ليس اللغة بل هو نظام تمشي عليه حرصاً على سلامتها

ثناء عليان

 

يرى الكاتب والمؤرخ الفرنسي إرنست رينان أن” اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة”، ويقول الألماني فريتاغ: “اللغة العربية أغنى لغات العالم”.

عن اللغة العربية وأهميتها ومكانتها ألقى الشاعر سمير حماد مؤخراً محاضرة بعنوان “اللغة العربية.. عظمة الأمس وتحديات اليوم”، وذلك في صالة المركز الثقافي في بانياس، أشار فيها إلى الحقيقة التي تقول: “إن اللغة كائن اجتماعي يتطور كما يتطور المجتمع، وهي ظاهرة معرفية يحق للجميع اكتسابها والتحدث بها، بل هي سلاح فعال في مواجهة الآخر، مكتوبة ومنطوقة، وهي ملكة تكتسب بالتقليد والتكرار، أو الاستعمال المستمر.

إنقاذ اللغة وتخليصها من التعقيد

وبيّن صاحب ديوان “الرحيل” أن اللغة كأي ظاهرة أخرى، تتعرض لفقدان التوازن أو الضعف، والمشكلة هنا، ليس فيها، بل فيمن يستخدمها، فهي قادرة على الحفاظ على كيان الأمة وهويتها، إن هي حافظت عليها، وأكد على أن الأمة سوف تخسر الكثير من قيمتها، وربما قد تتعرض هويتها للانحلال والاندثار، إن تعرضت لغتها للمحو، وهذا ما حصل للكثير من الدول، عندما حلت لغة المستعمر محلها.

وأكد صاحب “غابة الحروف” أن أمتنا حافظت على لغتها فحمت هويتها، رغم محاولات المستعمر الدؤوبة على محوها ومحاربتها، وعلى الرغم من الجمود الذي أصابها قروناً طويلة، أمام موجة موت اللغات واندثارها في هذا العصر، كما أكد على أن الحفاظ على اللغة الفصحى، لا يمكن أن يتم، إلا بتطويرها، وهذا يحتاج برأيه إلى حوار وجدل حول إشكاليات التطوير بين المختصين من أبنائها وسدنتها الذين يحرصون على نقائها واستمراريتها، حتى لا نقع في غرام المتفوق، وينعكس هذا على اللغة كما يقول ابن خلدون.

ودعا حماد إلى تطوير اللغة من خلال تخليصها من التعقيد وتخفيف الترف الفكري واللغوي الذي لا يلائم العصر، وربما تضيق الهوّة بين اللغة التراثية والمعاصرة، وهو لا يقصد بهذا خلق قطيعة مع التراث، أو التقليل من قيمته، بل التخفيف من حدة الاغتراب اللغوي عبر التطوير التقني للغة، أي تقديم المفردة الملائمة والتركيب المناسب للمتعلم، وهذا –برأيه- إنقاذ للغة، وإعادة التوازن إليها، وربما من خلالها، نستطيع الوقوف على مسرح العولمة عندما تتحول لغتنا إلى لغة علم وإبداع وترجمة، وتصبح جزءاً من ثقافة العولمة، أو نداً للغة المهيمنة على ثقافة العالم.

اللغة يسر لا عسر

وأضاف: نحن نعلم أن من ينبري للتطوير، سيواجه مشاكل عدة أهمها مشكلة الضعف العام في اللغة العربية، وله أسبابه التي يكمن معظمها في صعوبة المفردات القديمة، والنحو، والصرف، وتقديم أشياء لا يفهما المتعلم، من لغة تراثية، وتعقيدات نحوية، إضافة إلى مشكلة انتشار العامية، حيث إن اللغة المستخدمة في النطق، هي غير المستخدمة في الكتابة، والفروق والشروخ بينهما تزداد اتساعاً، وصولاً إلى سوء التعليم عامة، وهذا ما جعل المستوى الثقافي والعلمي واللغوي ضعيفاً.

ويرى حماد أن اللغة يسر لا عسر، والنحو ليس اللغة، بل هو نظام تمشي عليه، حرصاً على سلامتها وحفاظاً على أصولها، لكنه تحول إلى نظام صارم، وعلم صعب، بتفصيلاته المملّة، وشكلياته التي لا تفيد المتعلم أو المعنى، وأعرب عن أستغربه من العلماء المعاصرون كيف لم يبذلوا أي جهد لتطويره، بغية تسهيل تعليمة للمتعلمين، مع أن القدماء أفاضوا في الجواز وقوانينه حتى بات أضعاف الوجوب.

ويؤكد أن التخلص من الشكليات والتفاصيل النحوية لا يضر بالمعنى وهو أمر هام جداً، والأكثر أهمية برأيه هو تعليم النحو من خلال النصوص، بعيداً عن الخلافات والإشكالات، وبعيداً عن التقعّر في اللغة وشواهد النحو، كما أن حرص المنهج على التذوق الأدبي، وإدراك جمالية الأسلوب، يسلم المتعلم مفاتيح النص واللغة.

فتعليم اللغة ـ حسب حماد -، يعتمد على القراءة والكتابة والاستماع والحديث بالفصحى، وتعتمد هذه المهارات في تعلمها على التركيز على استخدام اللغة، والتعود عليها، عبر قراءة الإبداع، والانتقال إلى الانتاج في اللغة ذاتها، لأن التعليم ليس بالتلقي ف، إننا بحاجة إلى ثورة فكرية، لتطوير اللغة، ورصد ميزانية كبيرة للحفاظ عليها وعلى أناقتها في مجال النطق والقواعد، وحسن التعبير والبلاغة، لمواجهة بوادر التدهور والانطلاق على درب التطوير.
 

تشرين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية