للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربية اليتيمة

أ. فاتح عبد السلام

 

مَن يطالع مواقع التواصل الاجتماعي ، يدرك حجم الكارثة اللغوية التي حلّت بالعرب ، فلا أحد يكتب باللغة العربية الفصيحة ، ويتجه الجميع الى لغة هجينة غريبة تكتب بالحرف الواحد اللهجات العامية الدارجة ، فتبدو المفردات من عالم آخر .

في الخمسينات من القرن الماضي كان العرب وفي مقدمتهم المغرب والسعودية ،يدفعون بقوة في الامم المتحدة من أجل اعتماد العربية لغة رسمية . وتحقق ذلك مطلع الستينات في السماح بالترجمة التحريرية بحسب الطلب وفي حدود صفحات معدودة وبمقابل مادي ، ثم  انضم العراق  والجزائر والكويت واليمن  وليبيا ، فانتزعوا حق استخدام اللغة العربية التي يتكلم بها أربعمائة وثلاثون مليون نسمة لتكون من ضمن اللغات التي تترجم شفوياً في اجتماعات الأمم المتحدة ومجالسها التنفيذية .

هناك يوم يتيم باهت لا يتذكره أحد هو اليوم العالمي للغة العربية بحسب اقرار اليونسكو ، يصادف في الثامن عشر من كانون الاول من كل سنة. أحيانا يقام احتفال في وزارات التربية والتعليم العربية ، اما وزارات الثقافة والاعلام فلا يعنيها الأمر من قريب أو بعيد .

أهملنا اللغة العربية حتى باتت الأطاريح العلمية في جامعاتنا بها حاجة لمشرف أو مصحح لغوي ، وكأن الذي كتبها صاحب لغة أخرى . في حين إنّ الطلبة الذين يكتبون رسائلهم الجامعية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في لغات أخرى ومنها الانكليزية والفرنسية ، كأنهم يمارسون لغتهم الأصلية ويقلقون ويشعرون بالعيب في حال ارتكبوا أي خطأ عابر في اللغة أو القواعد ، ربما لايلحظه أحد .

العربية ضحية في الجامعات العربية نفسها ، فضلاً عن كونها ضحية في المدارس والمعاهد . نادراً نجد تشجيعاً للطلبة المتفوقين في العربية ، أو يكون التشجيع عابراً كدرجة امتحانية عادية .

صحيح ان اللغة تنتدثر عندما تتخلف المجتمعات علمياً وصناعياً ، حيث المتفوق علميا في العالم يفرض لغته على منتوجه الذي يحتاجه العالم .

الدول الاسلامية التي تتشدق بالدفاع عن قضايا المسلمين، وهي ادعاءات سياسية مغرضة بكل تأكيد ، لا تولي العربية وهي لغة القرآن الكريم عناية مستحقة ، بل نرى مراجع الدين في دول اسلامية لسانهم ركيكاً في التعامل مع العربية برغم كونها اللغة الدينية التي يتوجب على المرجع اتقانها لفهم القرآن ولغة العرب عامة ً .

اللغة العربية ليست نحواً وصرفاً فحسب، انما هي روح حياة الأمة التي كلما تعرضت لنكسة سياسية أو عسكرية لحقت بها موجة التجهيل والتضعيف التي تزعزع ثقة ابناء الامة بلغتهم رمز وجودهم.
 

الزمان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية