للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية مزيج من لهجات متعددة تميّز كل مجتمع عن غيره من المجتمعات

 

تعد اللغة العربية بلهجاتها المتعددة بناء ائتلافيا يميز كل مجتمع عن غيره من المجتمعات بسلوكياته وممارساته رغم ما يربطها من عادات وثقافات تحمل خصائص ومفاهيم مشتركة تتضمن فكر الإنسان وعلاقته مع الآخرين.

ويتميز كل مجتمع بسمات شخصية وملامح عامة تعد في مجملها بطاقة تعريفية يمكن من خلالها تحديد أوجه التباين والاختلاف بين المجتمعات في تفاعل يفضي إلى التنوع والتعدد وفق معطيات مختلفة بيئية وفكرية تتيح إنشاء ثقافة بخصوصيات معينة وتحدد انتماء الإنسان إلى أي من المجتمعات.

وترتكز هوية الفرد في كل مجتمع على اللهجة التي ينطق بها اذ تساعد الآخرين على تحديد جنسه او سلالته عبر لفظه للكلمات والتمييز بين شخصية وأخرى او مجتمع وآخر.

ويكتسب الفرد لغته الأولى في طفولته قبل أن يجيد اللهجة فيبدأ بنطق الأصوات ثم لفظ الكلمات على نحو ركيك إلى ان تكتمل في جمل تجعله ينخرط شيئا فشيئا في المجتمع اللغوي.

وتناولت مجموعة من الدراسات اللغوية قضايا اللهجات المحلية لاسيما عند الأطفال نظرا إلى أهمية تلك المرحلة العمرية في تشكيل الفكر اللغوي لدى افراد المجتمع مستندة في ذلك إلى بحوث علمية متخصصة في سبيل تحقيق أهدافها.

وتعد الدراسة التي قامت بها د. هديل عياد الاستاذة في قسم علوم اضطرابات التواصل في كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت انموذجا على الدراسات اللغوية الحديثة التي تناولت اللهجات عند الأطفال اذ تضمنت دراستها اختبارا يساعد المتخصصين على معالجة القصور اللغوي عند بعض الأطفال.

وقالت عياد في لقاء مع «كونا» إن الاختبار يسمى KAAP-Test (نطق وأصوات اللهجة الكويتية) وهو دراسة تقنينية تقدم معايير مرجعية للاصوات التي اكتملت عند نطق الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 أعوام.

وأضافت ان الاختبار يبحث عن طرق معالجة النطق لدى فئة الأطفال حتى لا يتعرضون في المستقبل الى اي صعوبات عند تعلم اللهجة او تأخر اتقانها في سن مبكرة.

وأكدت أن التدخل الطبي المبكر يساعد الطفل على ان يسمع ويتكلم ويصبح عضوا فعالا في المجتمع، كما يجنب من يعاني من عيوب في السمع والنطق أن ينتهي به المطاف الى مدارس الصم والبكم.

وأوضحت انها اعدت الاختبار في أطروحتها للدكتوراه بالتعاون مع البروفيسورة باربرا بيرنهارد من جامعة (بريتش كولومبيا) في فانكوفر - كندا وطبقته في جميع مناطق الكويت التعليمية لعينة من الأطفال بهدف تجميع البيانات «المعيارية» وتحديد مستويات النطق لديهم.

وذكرت ان الاختبار في نسخته الأولى عبارة عن دارسة مسحية لجميع أصوات اللهجة الكويتية والأحرف الصحيحة التي لا بد أن يتقنها الطفل ويكتسبها في سن صغيرة.

وأضافت أن صفحة المحتويات في الاختبار تحتوي على نظرة موسعة، موضحة انه ينقسم الى جزءين هما الاختبار المسحي (1 ـ أ) والاختبار الشامل (1 ـ ب).

وبينت ان الاختبار المسحي يتكون من مجموعة كلمات يتم من خلالها التأكد من سلامة نمو وتطور الأصوات لدى الطفل الكويتي احادي اللغة (مرحلة ما قبل المدرسة) إلى جانب مراحل تطور الصوت والنطق وما اذا كان بإمكان الطفل لفظ الأحرف وكذلك تحديد الطرق المثلى التي يجب اتباعها في حال وجود اضطراب في النطق للتأكد من ان الطفل اصبح مؤهلا لدخول الروضة وبدء سنة مدرسية من دون صعوبات.

وأوضحت عياد أن أفضل طريقة هي عرض بعض الصور والكلمات على الطفل للتعرف على طريقة لفظ الأصوات ومساعدته من أَثناء التعلم والممارسة على نطقها بشكل سليم.

وقالت ان الاختبار المسحي (1 ـ أ) مكون من 40 صورة اضافة إلى كلمات تحمل أصوات خاصة باللهجة الكويتية سواء كانت في بداية الكلمة او في وسطها وفي آخرها علاوة على انها تتنوع من حيث الطول وحجم المقطع الخاص.

وأفادت بأن المغزى من ذلك هو التأكد من أن الطفل لا يتقن فقط الأصوات بل يتقن أيضا العديد من الكلمات التي تشكل حجر الاساس في تعلم اللغة واللهجة المحلية أَثناء مرحلة ما بعد رياض الأطفال.

ولفتت إلى أن الاختبار الشامل (1 ـ ب) يضم 60 كلمة أخرى وبأحجام مختلفة، موضحة انه في حال لم يجتز الطفل أول 40 كلمة وبنسبة 80% فلا بد له ان يخضع لاختبار شامل.

وشددت على لزوم وجود اختصاصيين في النطق لتقييم وتشخيص حالة الطفل ومن ثم الاشراف على الاختبار القائم على دراسة نابعة من علم اللغة التطبيقي أي اضطرابات النطق.

وأوضحت عياد ان إجراءات الاختبار الشامل تتطلب تسجيل 60 كلمة، مشيرة إلى لزوم ان يستخدم اخصائيو النطق أدوات تسجيل دقيقة وواضحة عند اجراء الاختبار.

وذكرت انه توجد ملاحق في نهاية الاختبار وكل منها يحتوي على قائمة كلمات وصفحات اضافة إلى الأبجدية الدولية الصوتية التي تجمع لغات ولهجات العالم بما فيها اللهجة ذات الاضطرابات التي تضم كلمات غير صحيحة او منحرفة.

وأشارت إلى أنه «من أَثناء التدوين واستخدام الأبجدية نضع الكلمة ونرى كيفية نطقها بحذافيرها وهي لغة أبجدية خاصة للتوثيق بدقة ولغة وصفية حول كيفية وآلية النطق».

وتابعت: انه من الضروري الاستعانة بالجداول التأصيلية الموجودة في نهاية الاختبار والتي نتجت عن معايير مرجعية يتم من خلالها مقارنة الأرقام التي حصل عليها الطفل بالاختبار ومن ثم يقارن اخصائيو النطق الطفل بفئة عمرية موجودة في هذه الجداول.

وبينت أنه من أَثناء هذا الاختبار تحدد حاجة الطفل وما اذا كانت هناك لزوم للتدخل بسن مبكرة في حال كانت النتائج متدنية جدا او ينتظر حتى ينضج الطفل وينمو ويجيد اللهجة مع مضى الوقت.

وقالت عياد إن اختبار (نطق وأصوات اللهجة الكويتية) هو مخصص فقط لأطفال الكويت، مؤكدة أهميته في مساعدة الطفل الكويتي على النطق السليم.

وفيما يتعلق بالمدارس الأجنبية، بينت أن اللغة الانجليزية هي لغة العالم والشائعة في المدارس الأجنبية، داعية إلى أهمية المحافظة على اللغة الأم وان تكون الكمية متساوية بين اللغتين بحيث يكون الطفل ثنائي اللغة.

شبكة راصد الإخبارية

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية