|
|
الفلاسفة الحقيقيون
منى بشير الجراح
الفلاسفة الحقيقيون يُفكِّرون بعقليّة الندرة لا الوفرة يحرسون الذات ولايسعون لقتلها تحت غطاء التدليس الفكري القابع خلف رموز اللغة
تروقني فكرة كسر القاضي سنة القلم عقب النطق بحكم الإعدام ضد المتهم ... إنه التقليد المتبع في المحاكم منذ العهد البريطاني القديم ويرمز إلى أن حياة المتهم خلف القضبان ... وبكسر سنة القلم فهذا يعني أنه ستُؤخذ منه روحه ...وحيث أن السنة لا يُمكن إصلاحها مجددًا كذلك حياة المتهم التي لن تعود له بعد إعدامه ... كما يرمز أيضًا إلى تلويث سنة القلم بدماء ذاك المتهم عقب إصدار الحكم فيلجأ القضاة إلى كسرها ...
هذا الفعل الحضاري بامتياز لايُبارح العقل الفلسفي الأوروبي عبر الأزمنة الذي غالبًا مايتلقَّفه بعض كتابنا ممن تتفوَّق لديهم نزعة ذاتية خالصة على كل ماسواها فلايحرزون من خلالها أكثر من ضوضاء المجالس ولاتقع أقلامهم إلا على أنا غريبة متعالية ينصبون لها أجراسًا تحاول تجميلها بنصف قلم ... ونصف عين ... ونصف طريق ...
إنهم لايُبارحون المنتصف المائل الذي لايصمد طويلا أمام مروحة الفكر ... وهذا مكمن الفرق ...
|
|
|
|
|