للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الفرانكو اراب.. رحلة لغة بدأت منذ سنوات جعلت العربية دقة قديمة

إسراء الشرباصى

 

جلس رجل خمسيني ممسكا بهاتفه يتصفح حسابه الشخصي على الـ "فيس بوك"، وعندما ظهر له وجود رسالة فتحها ليقرأها وفوجئ بحروف إنجليزية تتخللها أرقام، فأخذ يحاول فك شفرات الجملة التي أرسلها إليه ابنه العشريني، ليحاول فهمها، ربما تحمل الرسالة معلومة مهمة، إلا أنه عجز عن قراءتها وأغلق الـ "فيس بوك" وهاتفه متسائلا: "إيه اللغز اللي أنت باعتهولي عالفيس دا؟!". فرد الابن قائلا: "يابابا دا فرانكو".

استغرب الرجل ثم علق: "المفروض إني افهمه أزاي وأنت باعت حروف وأرقام هو أنت فاهم أصلا إيه اللي أنت كاتبه"، فرد الابن "طبعا يا بابا فاهم معقول حضرتك مقدرتش حتى تقرأ ولا كلمة"، فاستنكر الأب أن تستبدل اللغة العربية ويقوم الشباب بتحريفها وترقيمها، وشعر الأب حينذاك بالخجل من أن هناك لغة متداولة ويفهمها ابنه بكل هذه الثقة وهو لا يستطيع حتى قراءة كلمة من كلماتها، وحاول البحث عنها ليسد الفجوة بينه وبين ابنه ويستطيع التفاهم معه بلغته.
 
ووجد الرجل خلال رحلة بحثه أن الـ "فرانكو" أو الإنجليزى المعرب هي أبجدية مستحدثة منذ عدة سنوات وتنطق هذه اللغة كاللغة العربية إلا أنها تكتب بحروف لاتينية في كتابتها ويتداولها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي،  يرجح البعض نشأتها إلى أوائل الألفية الجديدة من خلال شبكات المحادثة المنقولة بالإنترنت وهو نظام التبادل الفوري المعتمدة في الغالب على أنظمة اليونكس والتي لم تتح سوى الحروف اللاتينية للكتابة، ما أجبر الكثير من العرب على استخدام الحروف اللاتينية.
 
وكانت شبكات الدردشة هذه قد ظهرت قبل ظهور التليفون المحمول والرسائل القصيرة في البلدان العربية، حيث لم تكن الحروف العربية متاحة في الأجهزة الموصولة على شبكة الإنترنت، وقد انتشر استخدام تلك الشبكات لدى الطلبة العرب كطريقة تواصل أوفر ماديًا من المكالمات الهاتفية.
 
غير أن السبب الرئيسي لانتشار هذا النوع من الأبجدية أقترن مع ظهور خدمة الهاتف المحمول في المنطقة العربية، وذلك لأن خدمة الرسائل القصيرة (sms) تتيح للأبجدية اللاتينية حروف أكثر في الرسالة الواحدة عنها في نظيرتها العربية، ما دفع بعض الذين لا يتقنون الإنجليزية إلى الكتابة بالحروف اللاتينية ولكن بصيغة عربية.
 
وسرعان ما انتشرت بين المستخدمين لتوفير أكبر كم من الحروف، كما فضلها المستخدمون الذين اعتادوا على استخدام الأبجدية اللاتينية لأنها تحل مشكلة عدم دعم بعض الأجهزة للأبجدية العربية.
 
إلا أن انتشارها بهذا الشكل المبالغ فيه حاليا غير مبرر فلقد حول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لغة دردشتهم وتواصلهم عن طريق الـ "فرانكو" رغم توفير كافة حروف اللغة العربية والهمزات والتشكيل أيضا.
 
وفى هذا الإطار تحدثنا مع مجموعة من المستخدمين للغة الـ "فرانكو"، وقال علا أشرف، إنها تستخدم لغة الـ "فرانكو" في التحدث مع أصدقاءها على الـ "فيس بوك" بحرية دون أن يفهم والديها ما يدور من حديث إذا وقع في أيديهم.
 
كما قال أحمد مصطفى أنه تعلم لغة الـ "فرانكو" بسبب أصدقاؤه الذين طالما يسخرون منه أنه لا يستطيع التحدث بها مثلهم فاضطر على تعلمها والحديث مع أصحابها بها.
 
وقالت فاطمة محمد: "في إطار السوشيال ميديا اللي بيتعامل بالفرانكو بيبقي دا الروش واللي بيتابع الجديد لكن اللي بيكتب لغة عربية عادية بالنسبة لهم دقة قديمة".
 
وفي ذات النطاق قال أمين مصطفى معلم لغة عربية، إن تداول الشباب لغة الـ "فرانكو" على مواقع التواصل الاجتماعي أنساهم لغتنا العربية، وأصبحوا يخجلون من التعامل بها على السوشيال ميديا، وهذا أمر يسيء للغة بلدنا، وعلى كل أب وأم أن ينصحوا أولادهم بالتعامل باللغة العربية ولا يخجلون منها فهي لغة الآباء والأجداد. 
 
وأكد على أن المدرسة لها دور كبير في حث الوعي بين الطلاب بضرورة استخدامهم للغة العربية ولعل السبب الرئيسي هو تطوير أنفسهم في لغتنا وسط استخدامها يوميا.
 

صوت الأمة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية