للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الترجمة تغفل تطور المصطلحات في البيئة المغايرة

محمد الفكي

 

نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية أمس، ندوة بعنوان «إشكاليات المصطلح العربي في العلوم الاجتماعية والإنسانية»، شارك فيها عدد من الخبراء والباحثين في اللغة العربية. انتظمت أبحاث هذه الندوة في محورين: محور وضع المصطلح العربي وآليات توليده، ومحور ترجمة المصطلحات العلمية، فضلاً عن حلقة نقاشية موسعة لتبادل الرؤى والتجارب والخبرات.

وأوضح الدكتور عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في كلمته الافتتاحية، أن تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق انعقاد المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، لافتاً إلى أن مشكلة الترجمة تكمن في أنها تغفل التطور الذي مر به المصطلح في البيئة المغايرة.وأشار إلى أن النقاش حول المصطلحات نقاش بحثي وليس مجرد نقل فني عبر الترجمة، مبيناً ذلك بعدد من الأمثلة. وقال عن ذلك، إن همّ المصطلح ليس مسألة ترجمة فحسب، بل ما يعبر عنه المصطلح والمفهوم الذي يعكسه، ولهذا فإن المهمة لا تنتهي بترجمة المفردة إلى أخرى.

عبدالسلام المسدي:
آن الأوان لمشروع بلورة «المصطلح المقارن»

تعاقب على الحديث خلال الجلسة الأولى -التي أدارها ياسر سليمان معالي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية- كل من عبدالسلام المسدي أمين سر المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، وعلي القاسمي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، وإبراهيم بن مراد نائب رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي. وقال عبدالسلام المسدي إن قضية المصطلح هي إشكالية عامة تندرج في اللسانيات الكلية، وإن لها تجليات خاصة تأتي من تنوع الألسنة البشرية، مشيراً إلى أن المصطلح منتج لغوي يصاغ ثم يقدف به في سوق التداول، فإما أن يروج فيشيع، وإما أن يُهمل فيكسد، مشدداً على أنه آن الأوان الحضاري المعرفي للتفكير بمشروع حضاري منطلقه بلورة علم المصطلح المقارن.
من جهته، أكد علي القاسمي، خلال مداخلته بعنوان «مشكلات وضع المصطلح العربي في الإنسانيات»، أن الازدواجية اللغوية منافية لأهم مبادئ علم المصطلح، إذ إن المصطلح الواحد يعبر عن المفهوم الواحد في الحقل العلمي الواحد، مما يستدعي التخلص من الاشتراك اللفظي والترادف. أما إبراهيم بن مراد، الذي تحدث عن «ملاحظات لسانية منهجية على توليد المصطلح واستعماله في العلوم الاجتماعية والإنسانية»، فنوّه بأن المصطلح العربي يثير شجوناً، وليس إشكالات فقط، لأن القضية ليست جديدة، والإشكال كان وما زال قائماً، ومما يقلل من همومنا أن هذه الشجون ليست عربية فقط. وقال بن مراد، إن التجربة المصطلحية العربية تعتبر الأقدم في العالم، لأنها بدأت منذ القرن الثاني للهجرة، متحدثاً عن تعدد المقاربات المصطلحية نحو: المقاربة النمساوية، العرفانية، الاجتماعية، النصية، وأنها كلها تحاول أن تقدم لبنة في النظرية المصطلحية، والبحث عن حل إشكالاته النظرية، غير أن المشكلة العربية أننا إلى اليوم لم نفكر في مقاربة المصطلح مقاربة نظرية.

عز الدين البوشيخي:
«سيادة الذوق في الانتقاء» تثير الفوضى

خُصّصت الجلسة الثانية لـ«ترجمة المصطلح العلمي»، وأدارها الدكتور علي أحمد الكبيسي مدير عام المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية بالدوحة. 
وتحدّث فيها كل من عزالدين البوشيخي المدير التنفيذي لمشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية التابع للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والباحثان اللغويان رمزي بعلبكي وحسن حمزة.
وقال البوشيخي، إن هناك فوضى في ترجمة المصطلح، سببها الرئيسي: «أسلوب يعجبني ولا يعجبني؛ أي سيادة الذوق في الانتقاء».
وأوضح أن من وظائف المصطلحات: تأسيس العلم، وتقييد العلم، وتنظيم المعرفة العلمية، وتنظيم الباحثين في المعرفة عن طريق توحيد المسميات بينهم، مشدداً على أن المَعْيَرة اللسانية ضرورية، ويُقصد بها: أنه لا بد لمن يقدم على ترجمة المصطلح أن يستحضر قواعد بناء الكلمة وقيودها، وأنه لا بد من مؤسسة تضفي الشرعية على المصطلحات وتقوم بتعميمها وتوحيدها بين الباحثين، منبهاً إلى أن التجربتين الفرنسية والكندية رائعتان في هذا المجال.
من جهته، قال رمزي بعلبكي رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في ورقته «دور السوابق واللواحق العربية في المصطلحات المنقولة عن اللغات الأجنبية»، إن السوابق أكثر شيوعاً من اللواحق وأكثر توليداً في ترجمة اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، مشيراً إلى أن العرب يميلون إلى التخفيف في المركبات واختصارها.
وذكر بعلبكي أن المتتبّع للسوابق واللواحق المترجمة إلى اللغة العربية، يلاحظ اتساقها، وإمكانية تحقيق غرضنا من عرضها هنا، وهو: توحيد المصطلحات.
في حين جاءت مداخلة حسن حمزة مدير برنامج اللسانيات والمعجمية العربية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بعنوان «المصطلح العربي: نقل للمصطلحات الأجنبية أم نقل المفاهيم؟»، ذكر فيها أن كثيراً من الترجمات تبدو ترفاً لا لزوم له عند البعض؛ لأنهم صاروا يأخذون العلوم من مصادرها الأولى، ولا يستشعرون الحاجة إلى ترجمتها إلى اللغة العربية، وقال إن المعاجم العربية التي نشطت القرن الماضي فقدت مكانتها وسُلطتها اليوم، وترهّلت مؤسساتها. وأوضح حمزة أن مثل المترجم إلى اللغة العربية كمثل الذي يضيق ذرعاً بين حزبين، فينشئ حزباً ثالثاً بينهما، ليخلص إلى أنه «لا ريب في أن موازنة المصطلح العربي بالمصطلح الغربي ليست في صالحه، بيد أن الاعتقاد بمثالية المصطلح الغربي يجلب علينا الكوارث».;
 

العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية