للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

في يومها العالمي: لغة الضاد المريضة.. هل تشفيها الاحتفالات؟

د. غسان شحرور

 

تعددت الاحتفالات بلغتنا العربية،  ففي الحادي والعشرين من شهر شباط (فبراير) نحتفل بها في سياق “اليوم العالمي  للغة الأم”، الذي خصّصته منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو)  سعياً منها لإبراز أهمية التنوع اللغوي في العالم، وفي الأول من “1 آذار/ مارس” تحتفل مجامع اللغة العربية “باليوم العربي للغة العربية”، وكذلك في الثامن عشر من كانون أول/ ديسمبر نحتفل “باليوم العالمي للغة العربية”، وهو اليوم الذي تقرر فيه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة وفقا لقرار (3190) الصادر في 18 ديسمبر لعام 1973 من الجمعية العامة للأمم المتحدة . في هذه المناسبات من كل عام، تخرج إلينا مجامع اللغة العربية، و المؤسسات الحكومية والأهلية والإعلامية ببيانات وفعاليات متواضعة تكتفي خلالها بـ “التذكير بحق لغتنا العربية الفصيحة”، و”الدعوة إلى حملة إعلامية”، و”نهيب بأبناء الأمة كافةً والمعنيين في الوطن العربي خاصة”، و”ليضطلع كل بدوره في الدفاع عن العربية”، و”لا بد من إيلاء اللغة العربية اهتماماً ورعاية خاصتين باعتبارها وعاء للفكر والثقافة العربية ولارتباطها بتاريخنا وديننا وثقافتنا وهويتنا”، و “لا بد أن تصبح أداة تحديث في وجه محاولات التغريب والتشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربية”، و”على أبناء الأمة كافةً مسؤولية حماية حدود لغتنا التي هي الوطن الروحي لأمتنا”، وغير ذلك من العبارات العامة المألوفة التي كثر استهلاكها وترديدها منذ سنوات بل عقود طويلة دون أن تضيف جديداً في زمن حرج تواجه فيه لغتنا العربية محنة قاسية بسبب إقصائها المتزايد عن مجالات العمل والتعليم والعلوم والتعلّم والتواصل في معظم أرجاء الوطن العربي، وبسبب مواجهتها تحديات تبدأ ولا تنتهي، فهي تعاني ضآلة ما يترجم منها وإليها، مقارنة حتى مع بعض اللغات غير العالمية، وكذلك ضعف محتواها الرقمي على الشابكة (الإنترنت)، وضعفها المتصاعد في مواكبتها للتقانة ومستجدات العصر المتطور والمتغير، وعدم توحيد المصطلحات التي تضعها الجهات المتخصّصة المختلفة، وغيرها كثير وكثير، الأمر الذي تتسع معه الفجوة التي تفصلها عن اللغات العالمية في عصر المعرفة المتسارع إلى درجة يتعذر معها ردمها مستقبلاً. نعم.. لم تفلح أكثر من قمة عربية كانت قد أدرجت قضية تعزيز اللغة العربية على جدول أعمالها في تحقيق خطة عمل شاملة ذات خطوات ملموسة في قضية “تمكين اللغة العربية” وفي تبني السياسات اللازمة لتعزيز مكانتها ودعم مجامعها وأعلامها. كما ذكرت سابقا وفي أكثر من مناسبة، كنت أتوقع في هذا اليوم أن نكون أكثر تحديداً في وصف الداء والدواء، ووضع النقاط على الحروف، حتى في عجالة هذه المناسبة، كنت أتطلع إلى معرفة المستجدات في عناصر البيئة التشريعية والقانونية والمالية الأساسية لتمكين اللغة العربية والنهوض بها، وكذلك في رصد واقعها … أين تقدمنا وأين أخفقنا في مشاريع تعزيز المحتوى الرقمي العربي، وفي مراصد اللغة العربية في أمة اقرأ، وغيرها. نعم لا يسعنا في هذا اليوم، إلا تشديد النقد الذاتي والإشارة بقوة وعزم إلى مواقع تقصيرنا ومسؤوليتنا الكبيرة على ما أصابها، وإخفاقنا كحكومات أو كأفراد في تعزيزها والنهوض بها، فكثيرا ما حمّلنا الاستعمار من قبل مسؤولية إقصائها وتهميشها، وها نحن اليوم، كما في كل عام، نحمّل بعضنا البعض تارةً، ونحمّل العولمة تارةً أخرى، وقلما حمّلنا أنفسنا جميعاً المسؤولية. 


 

عين ليبيا

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية