للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تطبيق لبناني يُسهِّل تعلّم اللغة العربية

 

إليكم قصة رائدة الأعمال، بمحض المصادفة، التي ترغب في تعليم الأطفال اللغة الثانية، الأكثر صعوبة في العالم، بسهولة.

تأتي اللغة العربية في المركز الثاني بين أصعب اللغات التي يمكن تعلمها، فإتقان اللغة العربية، ثبت أنه أمرٌ صعب، لا سيَّما بالنسبة إلى 295 مليوناً من الناطقين بها، ما جعل التلاميذ في المدارس بالشرق الأوسط، يشعرون بالإحباط.

ومع ذلك، ربما تنتهي معاناة الطلاب بالفصول الدراسية قريباً بفضل ذلك التطبيق الرائع، الذي طورته اثنتان من المُعلِمّات اللبنانيات، ذلك التطبيق الذي حقق بالفعل حجماً كبيراً من المبيعات في جميع أنحاء العالم، ما ساهم في توفير التمويل اللازم.

منصَّة كم كلمة Kamkalima، لها الآن مكاتب في بيروت ودبي، مع خطط توسُعيَّة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالنجاح المُبكِّر الذي حققته المنصَّة، يُبرر استقالة الشريك المؤسس، سيرون شاميكيان، من عملها كمُعلِمّة لمدة 20 عاماً، وبدء عملها الخاص.

تقول شاميكيان، التي وجدت ضالتها في عملها كمنسقة تربوية، تتولى مهمة تثقيف المُعلِمّين الآخرين حول كيفية استخدام التكنولوجيا للتحسين من تلقي التلاميذ للعلم «أرى نفسي رائدة أعمال، بمحض الصدفة، حيث واجهت دوماً الكثير من الصعوبات في تعليم التلاميذ اللغة العربية في المدارس، فاللغة العربية، هي حقاً لغة مختلفة، والبرنامج الحالي لم يعمل بشكل جيد».

تتابع شاميكيان حديثها «تزايد الشعور بالإحباط بين المُعلِمّين، حيث كان بمقدور التلاميذ الاستفادة من التكنولوجيا في تعلم كافة المواد الدراسية بطريقة تفاعلية ممتعة، ما عدا اللغة العربية، ولحسن الحظ، لم أكنْ ذلك الشخص الذي يقبل الوضع الراهن، لذلك اجتمعت وبعض من زملائي في قسم اللغة العربية، وبدأنا العمل على حل هذه المشكلة بأنفسنا».

في النهاية، تمكنا من إنشاء منصَّة سحابية، يمكن الولوج إليها من مختلف الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت، تلك المنصَّة، التي تحوي أحدث التقنيات المتقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة لمساعدة الطلاب في إتقان مهارات اللغة العربية.

تطلَّب الأمر منا الكثير من الجهد والإصرار على النجاح، ففي عام 2015، بدأت الشريك المؤسس لشاميكيان، نسرين مكوك، بمساعدة أصدقائها المُعلِمّين في وضع تصور لما يأملون تحقيقه، قبل وضع أسس خطة العمل، ومن بين الآلاف من الأفكار المختلفة، كانت أفكار ذلك الفريق كافية لإقناع شاميكيان بترك وظيفتها، والعمل بدوام كلي في تلك الشركة الناشئة.

لاحقاً في العام نفسه، حصلت منصَّة كام كلمة Kamkalima، التي تعني باللغة العربية «بضع كلمات»، على مقعدٍ في المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي، وهو منظمة غير ربحية، بالتعاون بين الحكومتين اللبنانية والبريطانية، ساعدت بنجاح أكثر من 80 من الشركات المختلفة في الدخول إلى الأسواق في أقل من ثلاث سنوات.

تقول شاميكيان «كنت أعمل وحدي خلال فترة النهار، ولكن بعد الظهيرة، يأتي المُعلِمّون الآخرون لمساعدتي، بالإضافة إلى بعض من طلابي السابقين ممن تخرجوا في أقسام تصميم الغرافيك، وإدارة الأعمال التجارية».

اختبار المنتج

حصلت منصَّة كام كلمة Kamkalima، على التمويل اللازم في أكتوبر 2016، وسرعان ما تم اختبار النموذج الأولي للمنتج في مدارس بيروت.

تقول شاميكيان «أحب المُعلِمّون الأداة كثيراً، ولكنهم لم يتمكنوا من ابتكار المحتوى اللازم لجذب الطلاب».

لتجاوز تلك العقبة، استفادت شاميكيان من خدمات بعض من الكُتَّاب المُستقلين، لكتابة مقالات قصيرة وجذابة، يمكن تحويلها بسهولة إلى خطط دراسية كاملة ذات أهداف محددة، لتحقيق النتائج المرجوة من مقرر اللغة العربية.

تشمل تلك الخطط الدراسية كذلك، أسئلة جاهزة، ينبغي على الطلاب الإجابة عنها، وتُحتسب الدرجات بصورة أوتوماتيكية، ثم تُرسل تفاصيل النتائج إلى المُعلِمّين، الذين يمكنهم بسهولة تحديد نقاط الضعف لدى الطلاب.

تقول شاميكيان «حقق ذلك نجاحاً مبهراً، فالمنتج يُعلِم الطلاب كيفية قراءة الموضوعات، وكذلك مهارات الكتابة، والاستماع، والتحدث باللغة العربية، فنحن نقدم خططاً دراسية لكافة تلك الجوانب، ومرة أخرى، تُحتسب الدرجات بصورة أوتوماتيكية بواسطة البرنامج».

توفر منصَّة كام كلمة Kamkalima، للمدارس، ثلاثة أنواع من حسابات المستخدم، حساب للطلاب، وآخر للمُعلِمّين، وآخر لمديري المدارس، كما يجري في الوقت الحالي، العمل على إنشاء حساب لأولياء الأمور.

تقول شاميكيان «هدفنا الرئيس هو المُعلِمّ، لأنه بدعم المُعلِمّ وتوفير كافة الموارد والأدوات التي يحتاج إليها، سوف يمكن تنمية مهارات الطلاب بسهولة». حسابات الطلاب تتميز بوجود نافذة دردشة آلية، تقوم بإرشاد وتوجيه الطلاب، بينما يقومون بأداء الفروض المدرسية على المنصَّة.

تقول شاميكيان «اللغة العربية، هي لغة صعبة للغاية، فعلى سبيل المثال، الإعراب وكيفية نطق الكلمة، يعتمد على الكلمة التي تسبقها، فعندما يقوم الطالب بكتابة كلمة ما، يقوم المساعد الآلي بتحديد تلك الكلمة، ويُذكِّر الطالب بالقواعد النحوية اللازمة لنطق الكلمة التي تليها بشكل سليم، وذلك بطريقة لطيفة بالطبع، وبالتأكيد، يقوم بذلك كمساعد آلي، ولا يتحدث إلى الطالب كأنه المُعلِمّ».

التوسع الدولي

على الرغم من أن المنصَّة حققت نجاحاً ملحوظاً في وقت قصير، لم يكن من السهل تحقيق الربح من ذلك النجاح، ولذلك، قرر مؤسسو كام كلمة Kamkalima، توسعة نطاق الأعمال إلى خارج لبنان، ولحسن الحظ، كانت شركة كام كلمة Kamkalima، واحدة من بين ثلاث شركات من أصل 24 شركة، نجحت في إنهاء برنامج حاضنة أعمال الشركات الناشئة بنجاح، تلك الشركات التي اختيرت للمشاركة في برنامج مُسَرِّع الأعمال الدولي.

اختيرت الشركات الثلاث الناجحة بواسطة فريق دولي من الخبراء اللبنانيين والدوليين في مجالات الأعمال التجارية، استناداً إلى النموذج التجاري للشركة، وقدرتها على التوسعة، وجاهزيتها للمنافسة في الأسواق الأجنبية. وفّر المركز لشاميكيان إقامة ممتدة لثلاثة أشهر في أحد فنادق دبي، إلى جانب مكتب لإدارة أعمال الشركة لمدة ستة أشهر، ما أتاح لها الفرصة المثالية للتواصل مع الجالية اللبنانية في الإمارات العربية المتحدة.

تقول شاميكيان «لدينا مُعلِمّون زملاء يعملون في دبي، وطلاب سابقون يديرون المدارس هناك، فهذا واحد من الأشياء التي أحببتها حول المركز، كون البرنامج الذي يقدمونه ليس جامداً، ولكنه مُخصَّص لتلبية الاحتياجات المختلفة للشركات الناشئة، فوجودنا في دبي، جعل من السهل بالنسبة إلينا، عقد الاجتماعات مع مسؤولي المدارس هناك، وإقناعهم بتجربة المنصَّة الخاصة بنا».

في الوقت الحالي، هناك بالفعل 26 من المدارس الإماراتية، بمجموع طلاب يصل إلى 10,000، حصلت على اشتراك مدفوع بالمنصَّة، 80 % من المؤسسات التعليمية، تقوم بتوقيع عقود طويلة الأجل عقب المحاكاة المجانية لمنصَّة كام كلمة Kamkalima.

تقول شاميكيان، التي تقضي 10 أيام شهرياً في الإمارات العربية المتحدة «نجاحنا تحقق فقط بتوصيات المُعلِمّين، ولم ننفق بنساً واحداً على التسويق. أتلقى المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكترونية من المُعلِمّين، التي مفادها، أوصاني زميلي في تلك المدرسة بتجربة منصَّة كام كلمة Kamkalima، هل يمكنكم المجيء وتقديم المزيد من المعلومات حول ذلك المنتج؟».

في بداية الأمر، أسندت منصَّة كام كلمة Kamkalima، تطوير البرمجيات إلى مطورين مستقلين، ولكن هناك حالياً فريق من المطورين العاملين بالشركة. فريق عمل الشركة مكون من ستة من العاملين بدوام كلي، واثنين من العاملين بدوام جزئي، والسوق الرئيسة المستهدفة، هي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنعقد في الوقت الحالي، مفاوضات للحصول على المزيد من التمويل اللازم لدعم التوسعة خارج نطاق لبنان والإمارات العربية المتحدة، كما تأمل المنصَّة في الحصول على تمويل جديد بحلول يوليو القادم.

تقول شاميكيان «نتلقى طلبات تقديم الخدمات التطوعية من المدارس في المملكة العربية السعودية ومصر، والكثير من المناطق الأخرى، ولكن لا يمكننا القيام بذلك، فنحن نسعى للاستثمار لتوسعة نطاق أعمالنا، كي نتمكن من توظيف المزيد من الأشخاص للسفر إلى تلك البلدان، وزيادة حجم المبيعات».

كذلك، تجري الآن الشركة تجربة بالتعاون مع إحدى المؤسسات التعليمية الكبرى، لاستخدام المنصَّة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

«نهدف كذلك إلى توسعة نطاق أعمالنا في المستقبل القريب، لنتجاوز حدود دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتستفيد الجاليات العربية التي تعيش في البلدان الأجنبية من منصَّة كام كلمة Kamkalima».
 

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية