خليل الفيلكاوي.. عميد اللغة العربية في الصين
حمزة عليان
في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي، الذي عُقد في إمارة دبي مؤخراً، جلس مع مشاركين آخرين في ندوة؛ ليتحدث فيها عن سياسة الصين تجاه العالم العربي، استرعى الحضور التعريف بنفسه وباللهجة الكويتية «أنا خليل الفيلكاوي» من الصين، جئت إليكم متحدثاً باللغة العربية التي تعلمتها في بكين وأتقنتها في الكويت، بمنحة قدمتها لي حكومة هذا البلد قبل 30 سنة تقريباً.. ومن هنا كان «وجهاً في الأحداث».
■ جامعة اللغات والثقافة في بكين، وتحمل لقب «الأمم المتحدة المصغرة» تسمع فيها طلاباً صينيين يقرأون العربية ونصوصاً بلغات اجنبية، ومن تلك البقعة الجغرافية خرج لوه لين، الذي يعرف باسم «خليل الصيني»، متأثراً بأجواء اندماج الثقافات وتمازجها في ذلك الصرح الأكاديمي، بعد تخرجه في كلية اللغة العربية عام 1990 من جامعة بكين.
■ عرفته صنعاء في الفترة من 1992 الى 1996، من خلال تدريسه اللغة الانكليزية ببعثة بلاده، تعاظمت محبته للثقافة العربية، وزرع في نفوس الطلبة الشوق لمعرفة الثقافة الصينية، فشرعوا يدرسون لغتها، ومن هناك منحه أصدقاؤه لقب «الأخ خليل»؛ تعبيراً عن محبتهم له.
■ وجوده هناك حفّزه على عمل دراسات علمية؛ منها «دراسة مقارنة في الكلمات المستعارة بين اللغتين الصينية والعربية في العصور القديمة»، و«دراسة مقارنة لصورة النساء في المعلّقات العربية وكتاب الأغاني الصيني».
■ عميد كلية دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات ببكين. كان الأستاذ الوحيد لفصل وحيد يدرس فيه عشرون طالباً، وبعد جهد طويل ومبادرات ذاتية بهدف التطوير باتت كلية اللغات من أفضل كليات اللغة العربية في الصين؛ ليرتفع عدد الطلبة سنة بعد أخرى، ويسافر أكثر من ألف طالب صيني إلى مصر لدراسة اللغة العربية كل سنة.
■ أقام دورات منتظمة لمسابقة الخطابة باللغة العربية لطلبة الجامعات الصينية، وأنشأ مسابقة الترجمة الأدبية بين الصينية والعربية، ونظراً الى ارتباطه الطويل والدائم باللغة العربية، فقد أطلق عليه باحث سعودي لقب «الشيخ خليل»، في حين أسماه أحد المصريين «خليل باشا»؛ فقد زار مصر أكثر من 30 مرة.
■ أمضى خمس سنوات شاقة في دراسة اللغة العربية، كان يقرأ الكتب العربية صباح كل يوم، ويستذكرها ليلاً في المكتبة، ارتبط بحالة من الدفء والمودة مع هذه اللغة، وتفتحت مداركه المعرفية بها أثناء دراسته بجامعة الكويت، مما أرسى أساساً متيناً لسيره في هذا النهج، وارتباطه بها يرجع إلى عام 1987، حيث تلقّى تدريباً بها قبل مجيئه الى هنا، انتابه شعور بالارتياح وهو يسير في حرمها، وتحت ظلال أشجارها الخضراء، والوجوه المتنوّعة.
■ سُئل يوماً عن سبب تعلّقه باللغة العربية في لقاء أجرته مع مجلة «الصين اليوم» عام 2012، فقال: دراسة اللغة العربية ممتعة، لأنها غنية بالروائع الثقافية ومتعددة الموضوعات، وعند البحث فيها يكتشف المرء درراً كامنة ومفاجآت مدهشة. اللغة أداة لمعرفة جوهر الثقافة، ولا يمكن الاقتراب من أمة إلا بإجادة ثقافتها.
القبس