أ. حسام فتحي
.. التعليم أساس التطور.. واللغة أساس التعليم، يقول المفكر الراحل د.زكي نجيب محمود: «من اللغة تبدأ ثورة التجديد، حيث اللغة هي الوسيلة التي لا وسيلة سواها لنشأة المعرفة الإنسانية وتكوينها وتطويرها.. أو جمودها».
يحاول وزير التعليم والتعليم الفني الحالي د.طارق شوقي تحريك بحيرة آسن ماؤها منذ عشرات السنين، فكان من الطبيعي أن يواجه اعتراضات عديدة بعضها ـ بل النذر اليسير منها ـ منطقي يستحق النظر والتدبر، وجلّها يشبه هجوم ناموس المستنقع على ملقي الحجر في البحيرة الآسنة!!
العودة لاحترام لغتنا العربية، دون إغفال تعلم اللغات الاجنبية تعلما صحيحا، يتيح للطالب التحدث والتواصل والاطلاع على الثقافات والعلوم الأخرى هي ما يجب ان نسعى اليه، فما نراه اليوم من تشويه متعمد واستخفاف صريح بتعليم وتعلم وأهمية لغتنا الجميلة هو أمر سيئ بكل المعايير.
وما نلحظه من تراجع حاد وغير مسبوق لمستوى اللغة العربية لدى خريجي الجامعات المصرية، ناهيك عن أفرع الجامعات الأجنبية والمعاهد الفنية، لهو امر مفجع، ويصل لحد الكارثة، وعن تجربة شخصية فقد «اختبرت» خريجي جامعات يرغبون في العمل في مهنة الصحافة والإعلام، ومستواهم في تحدث وكتابة اللغة العربية لا يتجاوز طالباً بالسنة الأولى الثانوية! ولا أعرف كيف تجاوزوا امتحانات اللغة في بقية مراحل دراستهم!
وعندما يأتي مسؤول ويضع الخطط لإعادة «الاحترام» للغتنا العربية، لغة القرآن، نهاجمه بضراوة، وتخرج «وليات» أمور الطلاب في مظاهرات واعتصامات للمطالبة باستمرار الوضع الحالي، وكأن فلذات أكبادهن يتحدثون حقيقة باللغة الانجليزية!
وللعلم ستصبح اللغة العربية أصلية للمناهج في أول 6 سنوات فقط، وهو الأمر المتبع في دول سقف العالم التعليمي (فنلندا ـ اليابان ـ سنغافورة) فاللغة التي يتم تدريسها كتابة وقراءة هي اللغة الام بالتوازي مع تدريس الانجليزية، وهو ما سيتم في المنهج الجديد حتى نوقف «انتاج» الكائنات المشوهة التي لا تعرف لغتها الأم ولا تجيد التواصل والبحث باللغة الاجنبية.
وغدا للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
الأنباء