للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

يوم أن قُتلت اللغة العربية في بلد المليون شهيد

أ. سارة أبوشادي

 

حاول الاحتلال طمس هوية الدول العربية، فنجح في بعضها وفشل في الأخرى، لم يكفهم فقط سرقة الأرض بل عملوا على سرقة العقول، فالأرض لن تكفيهم حتى يتمكنوا من السيطرة على أهلها وجعلهم تابعين لهم، بل العقل هو النموذج الأمثل لهذا الأمر.

الفكر أيضًا له دور كبير، فالقضاء على الهوية والثقافة ونشر ثقافة المحتل بداخلهم ستجعله يحتلهم أبد الدهر، حتى لو استطاعوا إخراجه من الأرض فلن يستطيعوا إخراجه من العقل.

في مصر مكث الاحتلال مايقرب من 70 عامًا حاولوا فيها سرقة الأرض، ولكنّهم وجدوا مقاومة من أهلها، بحثوا عن جانب آخر يستطيعون سرقة المصريين من خلاله، فدخلوا من باب الثقافة ولكنّ المصريين دافعوا باستماتة عن هويتهم وثقافتهم، فخرج الاحتلال ولم يتبقى منه شئ في المحروسة.

مصر كانت النموذج الأوحد الذي استطاع الحفاظ على هويته العربية، لكن الاحتلال استطاع أن يتمكن من أشقائها وتحديدًا دول شمال إفريقيا، والتي كانت تقع تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، تلك الدول التي استقر بها الاحتلال عشرات السنين، استطاع أهل تلك البلاد طردهم من أرضهم ولكنّهم فشلوا أن يقفوا أمام انتشار ثقافتهم في عقول شبابهم، خرجوا منذ سنين من الأرض، ولكنّهم ما زالوا يحتلون الثقافة والعقول والفكر، فهذا هو الاحتلال الأخطر، اليوم، الثامن من مايو من عام 1936، قُتلت اللغة العربية في الجزائر.

فرنسا تُصدر قرار باعتبار اللغة العربية أجنبية في الجزائر
في الثامن من مايو عام 1936 أصدرت الحكومة الفرنسية، قراراً تعتبر فيه اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر، جاء هذا القانون ضمن سلسلة كبيرة من القوانين التي أصدرها الاحتلال فقط لأجل محاربة اللغة العربية، لغتهم الأم وسلاحهم الخطير، وجعلهم يرتدون ثوب الفرنسيين، ونجحوا في ذلك فتسببت هذه القوانين في زحزحة اللغة العربية واحتلال اللغة الفرنسية لمكانة متميزة في الإدارة والحكم في الجزائر.

وبعد تحرير الجزائر من الاحتلال عام 1962، حاولت الدولة إعادة إحياء اللغة العربية مرة ثانية، فعملت على إعادتها كلغة رسمية للدول، واعتبار اللغة الفرنسية لغة أجنبية، ولكنّهم استطاعوا تغييرها على الورق فقط لكن الحقيقة كانت غير ذلك.

أثناء تجولك في شوارع مدن الجزائر، ستجد كلمات وجمل غير مفهومة لاعلاقة لها بالعربية أو الفرنسية، البعض من المترددين على الجزائر يجدون صعوبة بالغة في الحديث مع أهلها أو فهم كلماتها، فقط لأنّ معظم كلماتهم مكتوبة باللغة العربية ولكن معناها بالفرنسية فعلى سبيل المثال «محلا متعدد الخدمات يصبح «طاكسيفون»، غسل السيارات «لافاج»، «فاست فود»، «فليكسي»، فهجر أهل المدينة لغتهم الأم، وأصبحت تقتصر على نخبة المجتمع فقط.

وتعاني اللغة العربية في الجزائر من هجر، وبات استعمالها يقتصر على نخبة المجتمع في بعض المحافل السياسية والإعلامية، ولو حاول عامة الشعب الكتابة أو الحديث بلغتهم الأم «العربية»، ستجد هناك الكثير من الأخطاء الفادحة، وستحتاج لمزيد من الوقت فقط لتحليلها ومحاولة فهمها، هنا نستطيع أن نقول أنّ الاحتلال نجح في طمس الهوية العربية في أرض المليون شهيد.
 

بلدنا اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية