للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الحقوا أيها السادة.. لغة القرآن تضيع

أ. عزت السعدنى

 

اسمحوا لى ونحن نستقبل الشهر الكريم شهر رمضان الذى أنزل الله فيه القرآن كتابه المنير وضالة المستجيرين والركع السجود وأحباب الله وحملة راية الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها..

اسمحوا لى أن أنعى لكم اللغة العربية لغة القرآن ولسان نبيه محمد بن عبدالله.. بعد أن نسيها عامدين أو غافلين المسئولون فى التعليم فى بلدنا فى آخر الزمان.. وأصبح التلميذ فى مدارسنا من أولى ابتدائى وحتى دخول الجامعة.. لا يعرف كيف يكتب خطابا أو موضوع إنشاء باللغة العربية.. بعد أن أفرغنا المدارس من المدرسين وحوَّلنا تلاميذنا إلى خواجات صغار يتحدثون بلسان أجنبى.. ولكنهم لا ينطقون العربية ولا يكتبون بالقلم الذى استبدلناه بالتابلت يعنى الولد الآن لا يمسك قلمًا ولا يكتب على ورق ولا يعرف الفرق بين «الألف وكوز الذرة» كما يقول المثل العامى!

وتلك فى الحقيقة أكبر الكوارث فى حياتنا التعليمية والثقافية والوطنية والدينية أيضًا.. بعد أن هجرنا المدارس وتزاحمنا على حاجة كده اخترعوها فى آخر الزمان اسمها «السناتر» وهى فى الحقيقة «سبوبة» لأكل العيش للكل حتى يعمل فى حقل التعليم.. وها هم المدرسون قد وجدوا بابًا للرزق وتركوا الفصول والتلاميذ والعملية التعليمية كلها فى يد من هب ودب.. وربنا يستر على اللغة العربية وعلى العملية التعليمية كلها.. ومن عنده كلام آخر فليتفضل!

* * *

طيب إذا كان هذا حال اللغة العربية التى أهملناها كتابة وحفظًا للأناشيد وقواعد لغة وتطبيقاتها.. ما حال دروس الدين والقرآن والأحاديث ونحن فى أوائل شهر رمضان.. يا عالم كفاية تجارب فى تلاميذنا وارجعوا إلى العلم والورقة والسبورة والطباشير لكى تعود اللغة العربية إلى سابق عهدها.. وتتربع على عرشها كما كانت.. وكفاية علينا جيل مايل من التلاميذ لا يعرفون كيف يفكون الخط ولا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم بحروف عربية موش أفرنجية؟

واسمحوا لى هنا أن أحكى لكم حكايتى أنا مع اللغة العربية فى المدرسة الأميرية فى شبين الكوم عندما كنت يادوب تلميذًا فى سنة ثالثة ابتدائى.. وضربت معايا لخمة فى درس تطبيق اللغة العربية ولم أعرف يومها كيف أعرب بيتًا لشاعر مصر العظيم أحمد شوقى الذى يقول فيه:

أنا تــاج العــلاء فى مفرق

الشرق ودراته فرائد عقدى

ويومها حبسنى مدرس اللغة العربية عم توفيق أفندى فى حجرة تالتة تانى فى المدرسة الأميرية وقال لى يومها: لن تذهب إلى منزلك يا سى عزت حتى تعرِب هذا البيت من شعر عمك أحمد شوقى باشا؟

وجلس هو أمامى فى الانتظار.. وأمضيت أكثر من ساعة وحدى مع فراش المدرسة حتى ألهمنى الله بالحل.. وقدمت له الكراسة.. عندها قال لى: عفارم عليك يا عم عزت!

وحتى يومها وأنا ضليع يعنى آخر شطارة فى اللغة العربية والإنشاء والإعراب والتطبيق!

بل إننى لكى أزداد شطارة فى اللغة العربية اتبعت نصيحة والدى وهو مهندس رى كان يقرأ كل صباح جريدة الأهرام وجريدة المصرى لأنه كان وفديا كبيرا.. وقد نصحنى بدوام قراءة الجريدتين (الأهرام + المصرى).. وإذا لم أفهم جملة ما مما أقرأه.. أستشيره هو.. وقد كان..

* * *

وهكذا أيها السادة أصبحت صحفيا وكاتبا فى الأهرام.. ولكن ما يحدث هذه الأيام يحتاج إلى وقفة جادة حتى لا تضيع اللغة العربية لغة القرآن من بين أيدينا.. ونحن عنها لاهون!!

* * *

كلمات عاشت:

«من علمنى حرفا.. صرت له عبدًا». كاتب لا أعرفه
 

الواقع

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية