مدير عام الإيسيسكو يدعو لعقد قمة عربية للثقافة وحماية اللغة العربية
دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، مؤتمر وزراء الثقافة العرب، الذي افتتحت أعمال دورته الحادية والعشرين اليوم الاثنين في القاهرة، إلى تبني قرار يُوصي بعقد مؤتمر قمة عربي يُخَصَّصُ للثقافة العربية، وتكون حماية اللغة العربية محوراً رئيساً له.
وقال المدير العام للإيسيسكو، في كلمته التي ألقتها بالنيابة عنه الدكتورة أمينة الحجري، المديرة العامة المساعدة للإيسيسكو، أن المؤتمر يعقد في ظروف صعبة يعيشها العالم العربي، حيث تَـتَـصَاعَـدُ التهديدات التي تَـتَعَدَّدُ مصادرُها، لإضعافه وتمزيقِ وشائج القربى التي تجمع دوله، والمساسِ بما اصطُلح عليه بالنظام العربي، الذي يستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية، وإلى قرارات مؤتمرات القمة العربية. مشيرةً إلى أن اختيار الموضوع الرئيس للمؤتمر اختيار موفَّـق ومطابق لمقتضى المرحلة الحالية، ويعبّر في الوقت نفسه، عن طبيعة التحدّيات الصعبة التي تواجه الدول الأعضاء كافة، وموضحةً أن (المشروع الثقافي العربي) يقف اليوم أمام تحدّيات ضارية، لأنه جزء لا يتجزأ من (المشروع الحضاري العربي) في مفهومه الواسع ومدلوله العميق.
وأكدت الكلمة أن الثقافة هي الركن الأساس في بناء الشخصية العربية، وهي عمادُ الحضارة العربية الإسلامية، على تعـدّد العناصر التي تتكوّن منها، وهي إلى ذلك كلِّه، خطُّ الدفاع الأولُ عن الهوية والخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية للأمة العربية.
وجاء في كلمة المدير العام للإيسيسكو: "لما كان المشروع الثقافي العربي يقوم على قواعد ثابتة، إحداها اللغة العربية، فإن الهجوم الذي يُـوجَّـه إلى لغتنا العريقة، على أكثر من صعيد، هو عدوانٌ على العرب أجمعين، بل على المسلمين كافة في جميع أقطار الأرض، لأن اللغة عنصرٌ أساسٌ من العناصر القوّية التي تشكّل هذا المشروع، إنْ فسدتِ اللغةُ فَـسَـدَ المشروعُ الثقُافيُّ العربي، وإنْ قويتِ اللغةُ واغتنتِ وازدهرتِ وتجدّدت، كان المشروعُ في مأمنٍ من الانتكاس والانهيار، وبعيداً من الفشل".
ثم استطردت: "إن المشروع الثقافي العربي قضيةُ سيادةٍ في المقام الأول، لأن حماية اللغة العربية، والعناية بها، ودعمها، وتحديثها، وتطويرها، وإحلالها المكانة المرموقة التي تَـتَـنَـاسَبُ وأهميتَها في الحياة العربية، وحضورَها القويَّ في الضمير العربي، من أعمال حماية السيادة العربية جملةً وتفصيلاً، التي ترتبط بالأمن القومي العربي في مدلولاته الثقافية والفكرية والإبداعية والحضارية، لأن الأمن الفكري، والأمن الثقافي، ولنقل أيضاً، الأمن اللغوي، كل ذلك هو الأساسُ لأمن المجتمعات وأمن الأوطان".
ودعت إلى الانتقال من مرحلة الدفاع العاطفي المنفعل عن المشروع الثقافي العربي والحماية العاجزة القاصرة عن بلورته وتجسيده في ممارساتٍ عمليةٍ تَـتَـجَـسَّدُ على أرض الواقع، إلى المرحلة الأكثر إيجابياً والأوفر حظاً من النجاح في تحقيق الأهداف، وذلك حتى لا يبقى المشروع نظرياً أكثر منه واقعياً. موضحاً أن المقترح الذي طرح، خلال الفترة الأخيرة، في بعض الأوساط، بعقد قمة عربية حول الثقافة العربية تكون من محاورها الرئيسَة دراسة الأوضاع الحالية للغة العربية، كان مقترحاً وجيهاً، حان الوقت للخروج به إلى حيّز التنفيذ.
وقال: إن المرحلة الحالية التي يعيشها العالم العربي، تستدعي العمل المتناسقَ المتضامنَ لصدّ العدوان على الأمة العربة لغةً وثقافةً وعقيدةً ووحدةً وأمناً قومياً. مؤكداً أن حماية المشروع الثقافي العربي مما يتعرّض له من مخاطر، مسؤوليةٌ جماعيةٌ، تتطلب قرارات سيادية فاعلة وتنفيذاً محكماً، حمايةً للذات، وصوناً للمصالح العربية العليا، وحفاظاً على سلامة المشروع الثقافي العربي واستدامته.
iinanews
|