للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الحفاظ على الوعى وضرورة إزالة التشوهات اللغوية

د. رجاء سلـيم

 

تمثل اللغة الوسيلة التى يدرك بها الانسان هويته الوطنية، فإذا فقدت الأمة لغتها فقدت هويتها، فهى وسيلة لنقل التراث الحضارى والثقافى والاجتماعى لأى مجتمع، فضلا عن أنها تمثل حلقة الوصل بين الماضى والحاضر والمستقبل. لذلك حرصت الدول الاستعمارية سابقا، وتحرص القوى الكبرى حاليا، على استخدام التغلغل الثقافى واللغوى كمعول لهدم ثقافة الشعوب.

ولا شك أن الحفاظ على اللغة الوطنية, الُتى تُعد شكلا من أشكال التعبير الثقافي, يرتبط ارتباطا وثيقا بقضية الوعى عند المصريين، لأن الثقافة تتضمن المحصلة الاجمالية لعادات وقيم ومعارف وفنون أى شعب وتعبر عن هويته. وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى قضية الوعى فى خطابه، وإدراكا من سيادته لأهمية الثقافة، لذا اهتم بالبعد الثقافى فى العلاقات الدولية حين حدد عام 2020 ليكون عام الثقافة المصرية الروسية.

ولكن كيف يستقيم الحال بين ما يطرحه الخطاب السياسي، الذى يؤكد أهمية وعى المصريين، وبين ما يُحاط بالمواطن من مسميات أجنبية لـ: منشآت تجارية وخدمية، ومشروعات اسكان، وأسواق، ومقاه، وأسماء سلع. وكلها مسميات تمثل تشوهات لغوية فى منطوقها، لايستطيع المواطن البسيط نطقها بشكل سليم ،وفى شكلها أيضا حيث إنها كلمات أجنبية بحروف عربية. فضلا عن تعمد بعض المشآت إلصاق اسمها بدول غربية لا تربطها بها أية علاقة. ليس هذا فقط، وإنما الطامة الكبرى هو اتجاه العديد من البرامج التلفزيونية إلى استخدام مسميات أجنبية،واتجاه بعض المذيعين وضيوفهم إلى استخدام جمل ومفردات أجنبية، فضلا عما تزخر به وسائل التواصل الاجتماعى من مفردات لغوية ركيكة ومغلوطة املائيا مع استخدام مفردات أجنبية بشكل خاطئ، ناهيك عن الاعلانات وما تستخدمه من مفردات.

لا شك أن هذا الواقع المحيط بالمواطن المصرى يمثل انفصاما بين ما تقوم به مختلف أجهزة الدولة. وقد يؤدى ذلك بمرور الوقت إلى نسف جهود القيادة السياسية فى الحفاظ على الوعى الوطني، وأيضا عدم استقامته مع جهود المحاربة الفكرية للارهاب. والنتيجة أن تلك الجهود لن يُكتب لها النجاح إذا استمرت تغذية عقول أجيال المستقبل بثقافات أجنبية ليست فى سياقها، وإبعادهم عن ثقافتهم الوطنية، من خلال ما يقرأونه أو يرونه أو يسمعونه أو يأكلونه.

إن جميع الجهات المسئولة فى الدولة شركاء فى مسئولية الحفاظ على الوعى الوطني، والعمل كذلك على إزالة التشوهات اللغوية، وحماية لغتنا الجميلة, التى هى لغة القرآن, من معاول الهدم بكل أشكالها. لقد ضاعت من قبل جهود كثير من المفكرين والمثقفين الغيورين على لغتنا الجميلة الذين تناولت أقلامهم خطورة هذه القضية. وإذا كانت أجهزة الدولة قد استطاعت فى الأونة الأخيرة ازالة التشوهات الخرسانية، بتبنيها حملة مكبرة لإزالة المبانى والمنشآت المخالفة أو المبنية على أراضى الدولة والأراضى الزراعية، لمعاقبة المخالفين ولردع من تسول له نفسه تكرار ذلك، فلماذا لا تسعى أجهزتها المعنية لإزالة التشوهات اللغوية التى تمس الروح المعنوية للمواطنين؟.

لذلك أتمنى: أولا؛ أن تقوم الجهات المعنية بمنح التصاريح لإقامة المنشآت المختلفة، بوضع سقف زمنى لتلك المنشآت، لإزالة المسميات المشوهة للغة واستبدالها بمسميات عربية صحيحة(وحرصا على عدم الإضرار التجارى بها يمكن كتابة اسمها الحالى بخط صغير تحت الاسم الجديد مع كتابة كلمة سابقا بجواره) مع عدم التصريح للمنشآت الجديدة باستخدام مسميات غير عربية.

ثانيا؛ قيام الهيئة الوطنية للاعلام بمنع استخدام مسميات أجنبية للبرامج التلفزيونية أو الإذاعية، مع تغيير أسماء الموجود منها، والتشديد على المذيعين ومن يستضيفونهم بعدم خلط حواراتهم بلغات أجنبية.

ثالثا؛ أن يدعم تلك الخطوات صدور قانون عن مجلس النواب يمنع استخدام المسميات الأجنبية المشوهة للغة.

هذه مشاركة منى فى مبادرة صوتك مسموع، التى أطلقتها وزارة التنمية المحلية تحت رعاية رئيس الوزراء، فهل فعلا صوتى مسموع؟.
 

الأهرام

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية