للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

توظيف الموسيقا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

طارق عبدالجليل

 

في مدرج مركز اللغة العربية للعلوم والثقافة بجامعة القاهرة، يجلس طارق عباس، ملحن وأستاذ اللغة العربية في الجامعة، ممسكًا بعوده ومقدماً عدداً من الأغنيات باللغة العربية الفصحى والعامية أمام مجموعة من الطلاب الأجانب الراغبين بتعلم اللغة العربية. إذ يعتقد أن فهم وإتقان قواعد اللغة من خلال الموسيقى يُسهل إستخدامها على غير الناطقين بها.

قال “الموسيقى لغة مشتركة بين جميع شعوب العالم، كما أن اللغة والموسيقى تتشابهان في التناغم والتآلف الصوتي، ويُمكن استخدام مقاطع أغنيات معينة لشرح وتسهيل فهم قواعد اللغة وأيضاً نطقها.” موضحاً أن هناك العديد من الحروف باللغة العربية غير موجودة بلغات أخرى كالخاء والضاد والعين والهمزة وبالتالي يجد الراغبون بتعلم العربية صعوبة كبيرة في تعلم نطقها بشكل صحيح. قال “من السهل ترديد وحفظ كلمات الأغنيات ذات الألحان الجميلة وبالتالي يسهل نطق الكثير من الحروف والكلمات بصورة صحيحة.”

تعتبر اللغة العربية رابع أصعب لغة للتعلم لغير الناطقين بها على مستوى العالم،  بحسب كلية الدراسات اللغوية بمعهد خدمة الخارجية الأميركية.

يحتاج الطلاب لنحو 10 أشهر للتحدث بالعربية بعد إلتحاقهم بصف عباس، الذي بدأ باستخدام الموسيقا في تعليم اللغة منذعام 2001.

تأتي جهود عباس لتطوير تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وسط مساع حكومية لاستقطاب طلاب أجانب للدراسة في مصر في ظل تزايد أعداد الراغبين بدراستها من غير الناطقين بها وقلة عدد المعاهد المتخصصة في تعليمها في المنطقة خاصة مع تردي الأوضاع السياسية والأمنية في عدد من الدول العربية التي كانت تعرف سابقاً باستقطابها للطلاب الأجانب، كسوريا على سبيل المثال.  (اقرأ التقرير ذو الصلة: مساع مصرية لزيادة عدد الطلاب الأجانب في الجامعات الحكومية). وعلى الرغم من أن بعض الدول كالولايات المتحدة وبريطانيا مازالت تحذر رعاياها من السفر إلى مصر، فإن دولاً في شرق أسيا كالصين تشهد إقبالاً متزايد على زيارة البلاد وتعلم العربية فيها.

تتعدد مراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصر، وتنقسم البرامج اللغوية والتعليمية إلى مراحل أو مستويات يختلف عددها بحسب منهاج كل مركز. فعلى سبيل المثال، يحتاج الطالب إلى الانتهاء من  7مستويات في برنامج جامعة الأزهر وبعد ذلك يمكنه الالتحاق بالجامعة مباشرة. بينما تحتاج دراسة اللغة العربية لغير الناطقين بها إلى اجتياز 13 مرحلة في الجامعة الأميركية بالقاهرة. في العموم، يحتاج الطلاب لنحو عامين وسطياً لإتقان اللغة العربية في مختلف البرامج. مع ذلك، لا يوجد امتحان موحد لقياس إتقان اللغة العربية لغير الناطقين بها كما هو الحال في امتحانات التوفل والايلتس للغة الإنجليزية. إذ تجري كل مؤسسة اختبارها الخاص لتقييم مستوى الطلاب.

قالت هبة الله سالم، مديرة مركز الدراسات العربية بالخارج بالجامعة الأميركية بالقاهرة ،” لدينا اختبار كفاءة يقيس مهارات اللغة الأربعة وهي القراءة والكتابة والأستماع والتحدث وهو معد من قبل مجموعة من أساتذة اللغة العربية الأكفاء.” مشيرة إلى سعي الجامعة لوضع اختبار لإتقان اللغة خاص بها قريبا.

يبدي فهر شاكر، الأستاذ بجامعة القاهرة ومدير مركز اللغة العربية للعلوم والثقافة، أسفه لعدم وجود اختبار موحد لقياس اتقان اللغة العربية. لكنه يؤكد وجود مساعي لتحقيق ذلك قريبا. قال “نحتاج لوضع مقياس لقياس كفاءة الامتحان أولاً قبل تعميمه على جميع المراكز.”

وإلى جانب غياب وجود امتحان موحد، يواجه تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصرعدة تحديات، بحسب عبد الرحمن الشرقاوي، مدرس الأدب المقارن بقسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، من بينها عدم وجود نظام موحد لتدريس اللغة العربية في مصر، وندرة وجود مناهج متخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عموماً وفق أسس لغوية معاصرة، بالإضافة إلى انتشار بعض المراكز غير المتخصصة في المجال ما يؤدي إلى تشتت الطالب الأجنبي.

قال “من هنا تكتسب تجربة عباس باستخدام الموسيقا أهمية خاصة لأنها تقوم على تدريب الطلاب على نص محدد فيه مفردات متنوعة تعكس جمالية اللغة وقواعدها بطريقة ممتعة.” مشيراً إلى أنه من الضروري اختيار الأغنيات بعناية لضمان غنى المفردات ودقة القواعد المستخدمة.

بدوره، يعتقد شاكر، أن تعليم اللغة العربية لا يقتصر على القواعد والمفردات وإنما يشتمل على تدريس الثقافة العربية أيضاً. قال “يتوافد طلاب من جنسيات مختلفة للدراسة في مصر ولديهم شغف كبير للتعرف على الحضارة المصرية إلى جانب تعلم اللغة، وتوظيف الموسيقا يسهم في تحقيق الهدفين معاً.”
 
قبل عام، وصل لي سونغ جي، 24 عاماً، إلى مصر بهدف التعرف على فرص الاستيراد من مصر. لكنه اكتشف لاحقاً أهمية إتقان اللغة العربية للتواصل مع الناس وإنجاز عمله، ليلتحق  بمركز اللغة العربية للعلوم والثقافة بجامعة القاهرة. لم يكن الأمر سهلاً في البداية خاصة مع الفارق الكبير في طبيعة الحروف بين اللغة العربية والكورية.

قال “كان صعباً جدا بالنسبة لي نطق العديد من الحروف العربية، لكن الموسيقا سهلت كل شئ وجعلتني أتقن النطق الصحيح وأستمتع به أيضاً.”

يتمنى عباس أن يتم تبني مبادرته بشكل رسمي في مصر بحيث يتم تعميمها على مختلف المراكز التعليمية.

قال “التعليم بالموسيقا ليس اختراعاً حديثاً، هو أسلوب متبع في الخارج، وتعميمه سيجعل من مصر وجهة أساسية للراغبين بتعلم العربية.”
 

الفنار للإعلام

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية