للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مناهج الأدب

أ. مفيد نجم

 

يبدو حتى الآن أن مناهج تدريس اللغة العربية عصية على التطوير والتجديد. والغريب أن هذه الظاهرة لا تخصّ بلدا عربيا دون الآخر، لأن جميع مناهج المدارس والجامعات العربية تعاني من هذه الظاهرة. إن نظرة واحدة على هذه المناهج هنا أو هناك، تكفي لمعرفة الطابع التقليدي لهذه المناهج، وكأن لا علاقة لهذه المناهج بالزمن ومكتسباته العلمية، حيث إنها مكتفية بذاتها.

 تخصص الجهات التربوية في أكثر من بلد عربي يوما خاصا في العام للاحتفال باللغة العربية، بهدف تعميق وعي الطلاب بأهمية اللغة. وعلى الرغم من أهمية هذه المبادرة، فإن ما يحتاجه الطالب أكثر من الاحتفال، بحيث يتم تطوير مناهجها وطرق تدريسها، بالصورة التي تجعل تلقيها واستيعابها أمرا ميسرا وعصريا.

وتظهر هذه الإشكالية بصورة أكبر في مناهج تدريس الأدب العربي، التي تعتمد المنهج التاريخي في دراسته، بدءا من العصر الجاهلي وحتى عصر النهضة، مرورا بالعصر الإسلامي والأموي والعباسي. تتوقف هذه المناهج عند هذه المرحلة، وكأن الأدب العربي توقف عندها، ولم يستطع أن يقدم جديدا، ما يعني شطب المنجز الإبداعي الأدبي الذي جاء بعد تلك المرحلة، وقطع العلاقة بين الجيل الجديد وهذا الأدب.

والمثير للاستغراب أن أغلب مناهج الأدب للمرحلة الثانوية في الوطن العربي تتبع نفس المنهج، ولا يختلف الحال في مناهج أقسام اللغة العربية في جامعاتنا، التي تعتمد نفس التحقيب في تدريسها للأدب العربي، في حين تصمت عن تدريس الأدب العربي الحديث بمدارسه واتجاهاته وأعلامه. لذلك يحافظ خريجو هذه الجامعات، على الطابع التقليدي للأدب، انسجاما مع المنحى الذي تتلمذوا عليه في دراستهم للأدب.

وتظهر المفارقة في سياسات هذه الجامعات، عندما تقبل من طلبة الماجستير والدكتوراه إعداد رسائلهم عن ظواهر الأدب الحديث والمعاصر، أو عن أحد أعلامه، أو عن الاتجاهات الحديثة في الشعر كما في الرواية أو القصة. إن هذا القطع الزمني على مستوى هذه المناهج، يجد تعبيره الواضح، في انتقال طالب الدراسات العليا، من دراسة الأدب العباسي، إلى دراسة الأدب المعاصر بأحدث اتجاهاته ومفاهيمه وجمالياته.

إن من غير المفهوم تجاهل القائمين على هذه المناهج للأدب العربي الحديث، في الوقت الذي يلجأون فيه إلى إعادة تدريس الأدب القديم، في المراحل الثانوية والجامعية، وكأن هذا الأدب هو وحده من يمتلك القيمة الإبداعية، وهو ما ينعكس سلبا على عملية التلقي وتنمية الذائقة الأدبية وربط الطالب بأدب عصره.

إن استمرار هذا الواقع هو استمرار لتغريب الأجيال عن ثقافة عصرها، ومحاولة لتمجيد الماضي وقيمه، والتشكيك في كل ما هو جديد مهما كانت قيمته الأدبية.
 

العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية