للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

في يومها العالمي.. اللغة العربية "محرمة" في بيوت طلاب المدارس الأجنبية

مي الصباغ

 

تزايد في السنوات الأخيرة، اهتمام أولياء الأمور بتعليم أبنائهم اللغات الأجنبية واتقانها، والبعض يبدأ في هذا في سن مبكرة جدا، إلا أن ظاهرة جديدة انتشرت بين الآباء والأمهات مؤخرا، أثارت انتقادات من ناحية وسخرية من ناحية أخرى، وهي تجنب التحدث بالعربية داخل المنزل كي يتقن الصغار لغات الأجانب فلا تكدر صفوها اللغة العربية.

فالبعض يرى أن اللغة العربية أصبحت مهددة بالانقراض بعد لهاث الأهالي وراء اللغات الأجنبية فقط، والبعض الآخر يرى، أن تلك هي متطلبات سوق العمل، وأن تعلم اللغات الأجنبية وحده الذي سيحمي الأطفال من المستقبل المجهول، وسيضمن لهم فرق عمل أو سفر جيدة.
 
وتروي سلوى العلي، 35 سنة، أم لطفلين، أنها تحرص على تعليم طفليها اللغات الأجنبية ولكن دون الجور على حق اللغة الأم، وأنها اتخذت قرار اخضاع طفليها لكورسات تعليمية منذ أن وصلوا لسن الـ6 سنوات، لتعلم الانجليزي أولا ثم ستكمل معهم لتعلم الفرنسية، وكذلك فهي تحرص على التحدث معهم باللغة الانجليزية داخل المنزل، حتى تثبت في أذهانهم اللغة.

وتضيف أنها تحترم اللغة العربية، والهوية العربية، ولكنها حريصة على تأمين مستقبل جيد لطفليها من خلال تعليمهما اللغات الحية والأكثر طلبا في سوق العمل.

أما هاني عبدالعليم، 41 سنة، أب لطفلة واحدة، يقول، لم أرد أن أنجب أطفالا آخرين، لأهتم بتعليم ابنتي جيدا، فأدخلتها مدارس دولية واخترت مدرسة تحرص على ان لا يتحدث الأطفال باللغة العربية خلال اليوم الدراسي، سوى في حصص اللغة العربية، أما باي المواد فتدرس لهم بالإنجليزية، وكذلك مدرسيهم أجانب، مما يضمن أن تخرج ابنتي متمكنة بشكل كبير من التحدث بالإنجليزية، وفي المنزل كذلك نحرص أنا وزوجتي على دعم المهارات اللغوية لها.

أما عن أهمية دراسة اللغة العربية، فيرى عبدالعليم، أن تعلم اللغة العربية لم يعد من أهم ما يواجه الأهالي، وإنما تعلم اللغات الأجنبية والتي على أساسها سيتحدد مستقبل الأطفال، هو الأهم.

من ناحيتها قالت رضوى فؤاد، 38 سنة، أم لطفلتين، أحاول أنا وزوجي أن نضمن لطفلتينا التوازن بين تعلمهما اللغات الأجنبية والتي تهتم بها مدرستهما، خاصة أنها مدرسة راهبات تعتمد على الفرنسية كلغة أساسية، وبين اللغة العربية الفصحى، من خلال توفير مدرسة عربي تأتي لهما في المنزل، تقوي لهما أساسيات اللغة وتعلمهما قراءة القرآن وفهمه وحفظه.

وتتابع فؤاد أما المدرسة فهي قادرة على تعليمهما اللغة الفرنسية والإنجليزية بقوة، خاصة وأن هناك اهتماما كبير باللغات وشرحها والتحدث بها واقامة نشاطات مدرسية تعتمد على اللغتين، مثل المسرحيات والمسابقات اللغوية وغيرها.

وفي تقرير لها، نشرت وكالة دويتشة الألمانية، تصريح للباحثة في علم اللغات في جامعة فرانكفورت بمعهد علم النفس واللغة، تناولت نفس الظاهرة، حيث قالت "أنها تعتقد أن هناك مبالغة كبيرة في الاهتمام بتعلم اللغات الأجنبية في الصغر، خاصة وأنهم لن يحتكوا باللغة الأجنبية سوى من خلال الدورات التعليمية، اما في بيئة حياتهم فسيتعاملون باللغة الأم.

أما الخبير التربوي، دكتور كمال مغيث، فيري، أنه علينا أن نعترف أن اللغات الأجنبية أصبحت أحد أدوات الحياة في هذا العصر، فهي لم تعد شرطا للعمل فقط، وإنما كذلك لتقارب الثقافات، والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ولكن لابد من التفرقة بين نوعين من التعامل مع اللغات الأجنبية، فهناك نوع وهو التماهي وانعدام الهوية والذوبان في الآخر، أم التفاعل الحر والخلاق والإيجابي،

وتابع مغيث، لـ"الرسالة"، أن هناك عوامل وظروف تساهم في الانسحاق والذوبان أكثر من مجرد التفاعل الايجابي، منها سوء التعليم وتدهور مستوى تدريس اللغة العربية، ورغم أن هناك عدة نظريات نفسية حول السن المناسب لتعلم اللغات الأجنبية، فهناك من يرى أنه لابد من الانتظار حتى تمكن الطفل من لغته الأم أولا، وهناك من يرى أنه من الممكن أن يتعلم الطفل اللغتين بالتوازي.
 
ويضيف الخبير التربوي، أن مفهوم الهوية الوطنية وصمودها أمام طوفان اللغات الأجنبية،ليس بهذه البساطة والسطحية، فالهوية ليست مجرد لغة التحدث، وإنما هي وعي كامل ودراسة بتاريخ الوطن والانتماء إليه وفهم الإنسان لحقوقه والشعور بها داخل وطنه.
 

 

الرسالة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية