للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

في يوم اللغة العربية.. الفصحى والعامية أيهما اقتحم عالم الآخر؟

مي خاطر

 

نواجه اليوم، اختلاط الأمور علينا، فلا نعرف من أين جاءت الكلمات التي نحسبها غريبة عن الفصحى الأم، خصوصًا أن اللهجة العامية المصرية، احتوت العديد من الكلمات المحرفة المتراكمة تاريخيًا سواء من اللغات الفرعونية القديمة أو التركية أو الفارسية أو حتى الإنجليزية والفرنسية، ولكن بالبحث سنكتشف أن غالبية كلماتنا هي فصحى سليمة أو حازت قليلا عن الفصحى.

تحل اليوم 18 ديسمبر ذكرى اعتماد اللغة العربية، لغة رسمية لدى منظمة الأمم المتحدة في 1973، أصدرت الجمعية العامة القرار رقم 3190، والذي يوصي باستخدام اللغة العربية رسميًا داخل منظمة الأمم المتحدة، لتكون واحدة من اللغات الرسمية الـ 6، الروسية والصينية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية والعربية.
 
• العربية السامية

تنتمي اللغة العربية إلى أسرة اللغات السامية، وتعد من أقدم اللغات نشأةً، وارتبطت اللغة العربية تاريخيًا في القرن السادس ميلادي بـالشعر الجاهلي ولغته، وبـالقرآن في القرن السابع ميلادي، وتعتبر شبه الجزيرة العربية هي موطنها الأول بعدما إنهار سد مأرب وهاجر عرب البائدة من اليمن إلى الشمال.

• العربية تنتشر

مع التوسعات السياسية والجغرافية للعرب، أخذت اللغة العربية في الإندماج عند مستخدميها الجدد في تلك الامتدادات الجغرافية الجديدة التي حازها العرب تدريجيًا، فتبنتها بعض الشعوب، مثل الأقباط، وأخذت حيزًا عند قاطني شمال أفريقيا إلى جانب اللغة الأمازيغية الأم هناك.

• العربية تتغير

وأخذت "العربية" في التطور وهو ما يمكن ملاحظته في الشعر العربي، حتى وصلنا إلى اللهجات التي نتكلم بها اليوم، فنجد الشعر العربي أيضّا تطور معها حتى امتلكنا شعر عامي حر مختص بكل لهجة على حدة.

•العامية المصرية

"أكثر من 1400 كلمة عربية سليمة درجت في الكلام حتى حسبها الناس عامية وهي فصيحة. كتاب لكل مهتم باللغة وكل أديب وصحفي وإعلامي، كلمات جديرة بالتداول في الكتابة والخطابة والأدب والقصص والتمثيليات وأدب الأطفال"، كانت تلك هي مقدمة كتاب "ألفاظ عامية فصيحة" للدكتور محمد داود التنير.

درس الدكتور محمد التنيرـ طب الأسنان في مصر والولايات المتحدة الأمريكية، عيّن عميدًا لكلية طب الأسنان بجامعة القاهرة عام 1974.
 
استهدف "التنير" خدمة المجتمع في المقام الأول، فاجتهد علميًا في ذلك، أعد دراسة عن تأثير العادات الاجتماعية على تسوس الأسنان في مصر.

برع في صياغة وترجمة مصطلحات العلوم إلى اللغة العربية، فشارك في وضع "معجم المصطلحات الطبية" بمجمع اللغة العربية، كما صدر له كتاي "رحلة عمر" عن دار المعارف 970)، وكتاب ألفاظ عامية فصيحة عن دار الشروق (1987) و(2008).

بحسب ما يخبرنا به "الكتاب"، فإن عدد كبير من الكلمات التي نستخدمها عشرات المرات في اليوم الواحد، يجهل مستخدموها أصلها، فتنتصر بهم اللغة العربية لنفسها في غفلة من مستخدميها، على لهجتهم "العامية" التي استدرجتهم بعيدًا عنها فظنوا خطاأً أن بداية "الفصحى" أزفت، بينما يُخبرنا الكتاب بالعكس تمامًا.

يشير الدكتور التنير في كتابه، إلى بساطة العديد من المصطلحات الفصحى، وكيف فرضت نفسها على لغة الكلام الحياتية، فشجع "التنير" كُتّاب المسرحيات الفصيحة، باستخدام تلك الصيغ، إذ تكمن البلاغة الحقيقية في وضوح المعنى وفهم الكلام مع عذوبة الأسلوب وجماله، فلا تعني البلاغة الغرابة.

فيما يلي بعض الكلمات والصيغ الفصحى أو شديدة القرابة بالفصحى:
 
* عمرة (البيت أو السيارة): هي عامية دارجة بمعنى أصلحه، يعود أصلها إلى الكلمة الفصحى (عَمَرَ)

* عُقب السيجارة: هي كلمة عربية سليمة، فالعُقب هو آخر كل شئ وخاتمته.

* غار، يغور حينما نقول (فلان كان هنا وغار)، وهي كلمة فصحى سليمة، بمعنى ذهب في الأرض، مثلا: غارت الشمس (بمعنى غربت)، (غار الماء غؤورًا) ذهب في الأرض وسفل فيها.

* غاغة: هي كلمة صحيحة ويُقصد بها مجتمعًا كبيرًا، وتوحي بتضارب الأصوات.

* طين عيشته: كلمة دراجة وهي فصحى سليمة، إذ تعني كلمة "طيَّن" لطخه بالطين.

* ظنيت: هي كلمة صحيحة أصلها ظننت.

* طلسم: كأن يُقال "فلان جاء وقعد مطلسم"، وهي كلمة صحيحة معناها: عبس.

* غسيل: كأن يُقال (غسلنا الغسيل)، وهي كلمة فصحى سليمة الغسيل هو المغسول.

* الغدا: هي تخفيف لكمة "غداء" وهي عربية سليمة، ويُقصد بها طعام الغداء، الغدوة.

* المغفل، استغفل: هي كلمات دارجة وهي عربية فصحى سليمة، فالمغفل يُقصد بها من لا فطنة له، والاستغفال يُقصد بها: ترقب غفلته.

* بح: نستخدمها في دارجتنا للدلالة على نفاذ الشئ، وفي الفصحى سليمة يُقال بحباح بنفس المعنى.

* القبقاب: هي كلمة فصحى بنفس المعنى المستخدم في العامية، وتطلق على النعل الخشب.

الغباوة نعتقد أنها عامية، فنستخدم بدلًا منها كلمة غباء، علمًا بأن الكلميتن فصحى ولهما نفس المعنى: غبى الشئ عن فلان، أي خفى عليه فلم يعرف.
 

الرسالة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية