للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

جندرة اللغة العربيّة

أ. رلى المصري

 

ما زلت أذكر سعادتنا، نحن الناشطات في تلك الجمعية النسوية، في عام 2009، حين نُشر خبر إقرار صيغة "لا حكم عليها" الخاصة ببيان السجلّ العدلي في لبنان. وسبب تلك الفرحة "جندرة اللغة العربيّة" والاعتراف - الخجول - بالإناث وعدم وضعهنّ في خانة الذكور، فقط لأنّ اللغة العربيّة غير مراعية جندرياً. 

الحديث عن ضرورة جندرة اللغة العربيّة بدأ قبل عقدَين تقريباً، وما زلت أذكر كذلك ردّ الفعل الأوّل للذين يقرأون نصوص الأدلّة التدريبية أو بيانات حملة "جنسيّتي حقّ لي ولأسرتي". كانوا يعبّرون صراحة عن ثقل النصّ و"سماجته" إذا كان مجندراً. مع ذلك، بقينا نحرص على التوجّه إلى النساء والرجال عبر عدم حصر الأفعال بالذكور، بحسب ما تقتضي اللغة. كان كثيرون من الذين يقرأون النصوص أو البيانات الصحافية المجندرة يحاولون "التنظير" علينا قائلين إنّنا نخرج عن قواعد اللغة العربيّة. ولعلّ الجدال الأبرز كان أنّ اللغة العربيّة تتوجه إلى الجميع بصيغة المذكّر، حتى لو كان الجمع يشتمل على عدد من النساء ورجل واحد. 

اليوم، ما عاد لهذا النقاش الذكوري أيّ مكان، لأنّ سياق جندرة اللغة بات أمراً انسيابياً، وإن أتى محدوداً. هو بات أمراً نراه في "ستاتوسات" الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي التقارير الإعلامية، وفي بيانات المنظمات. فاللغة العربيّة باتت أكثر مرونة لمواكبة الوعي النسوي، وإن لم ينعكس ذلك بعد بصورة رسمية على قواعدها واستخداماتها الأدبية في النصوص. 

على الرغم من الاعتراف المباشر بوجود النساء وبشغلهنّ حيّزاً مادياً في اللغة، وإن بشكل محدود، فإنّ العربيّة تبقى قاصرة عن استيعاب بعض المصطلحات أو المفاهيم، مثل مصطلح "الجندر" نفسه. و"الجندر" كلمة معرّبة من اللغة الإنكليزيّة وأصل اشتقاقها لاتينيّ. يُذكر أنّ ثمّة من يخلط بين مصطلحَي "الجندر" و"الجنسانية" باعتبارهما أمراً واحداً في اللغة العربيّة، لكنّهما مختلفان وإن كانا متقاطعَين. وقد يكون "النوع الاجتماعي" المصطلح الأكثر استخداماً في مقابل "جندر". تجدر الإشارة إلى مصطلحات بتنا نستخدمها تلقائياً، من دون أن يكون لها معنى أو دلالة لغويَّين بالضرورة. 
 
في مقابل محدودية أو ربّما جمود اللغة العربيّة في ما يتعلّق بمصطلحات مشابهة، ثمّة قصور في مواكبة عدد من المصطلحات التي باتت مستخدمة باللغة الإنكليزية للدلالة على تعددية الهويّات الجندريّة وعدم حصرها في قطبَين جندريَّين، من قبيل "Gender-fluid" و"Cisgender" و"Bi-gender". ولمّا كانت هذه الأخيرة مجالاً حديثاً في البحث الاجتماعي والأنثروبولوجي، فإنّ عدم قدرة اللغة العربيّة على مواكبتها أو إيجاد مفردات مطابقة لها، يجعلها قاصرة عن اللحاق بالبحث العلمي في هذا المجال. 

ويبقى أنّنا نتمنى للغة العربيّة كثيراً من المرونة، لا سيّما في البلدان التي تخوض معارك في الإصلاح الدستوري، لعلّنا نصل إلى لغة دساتير مجندرة كذلك. 
 

العربي الجديد

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية