للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مبادرة ولي العهد «ض» تضع اللغة العربية في المكان الذي تستحق

نيفين عبدالهادي

 

عندما تخرج إبرة من بين أكوام من قشّ، مهمّة غاية في الصعوبة لكنها بالوقت نفسه ليست مسألة مستحيلة، هذا ما قام به سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد  ، عندما أخرج اللغة العربية من أكوام النسيان، والضياع، والتهميش، فاقدة في غيابها حضور أمّة بأسرها، وتاريخ وحضارة لعلّها تلاشت بغياهب التجاهل، ففي اللغة هويّة! 

ولي العهد، في مبادرته التي أطلقها يوم الجمعة الماضي، مبادرة (ض) الهادفة إلى الحفاظ على مكانة وألق اللغة العربيّة، والعمل على تطوير تقنيات تمكينها رقمياً وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، شدّ باللغة وبالحضور العربي برمته في مقدمة الحدث المحلي والدولي، حيث وضع اللغة العربية في صفوف لغات العالم الأولى، بعدما تراجعت خلف عشرات اللغات، مؤكدا سمّوه من خلال مبادرته أنها لغة يليق بها أن تنتشر وتحقق مساحة أوسع بين لغات العالم التي ودون أدنى شكّ تفوّقت عليها تحديدا فيما يخص المحتوى على الإنترنت.
سموه ، اختار في رسالة متلفزة للإعلان عن  انطلاق المبادرة  ، القرآن الكريم ليبدأ برسالته من إحدى آياته الكريمة التي تؤكد على أهمية اللغة العربية، فقال سموه:(«بسم الله الرحمن الرحيم»إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، لغتنا هويتنا، لغة القرآن الكريم، لغة حضارتنا وثورتنا ولغة الأدب والعلوم، هي بحر من الكلمات فيها وجودنا ومستقبلنا، نختزله بحرف واحد – الضاد)، مانحا اللغة حقّها الذي يليق بها، والذي تستحق، فهي اللغة التي تحمل هوية أمة، لكنها للأسف في الوقت ذاته، تحتاج من يشدّ بها نحو صفوف الحضور الدولي التكنولوجي الأولى.
وحيث تميّزت اللغة العربية واختلفت عن غيرها من لغات العالم بحرف (ضاد)، فقد عرّف سموه المبادرة بهذا الحرف، ليجعل من اللغة العربية حاضرة به، ويضعها مبتدءا لأخبار العالم، بلغاته المختلفة، حيث قال سموه (على بركة الله نطلق اليوم مبادرة «ضاد». فلغتنا التي حافظت على إرثها طوال القرون الماضية، لها الحق علينا أن ننشر محتواها في كل مكان، وأن نشجع الأبحاث بحروفها، لنحافظ عليها لغة عالمية قوية بجذورها التاريخية،  لغة الضاد، لغتنا)، ليعيد سمّوه بهذه المبادرة التي تهدف إلى إعداد سفراء للغة العربية يعملون على تعزيز استخدامها في مختلف ميادين المعرفة، وإنشاء وتعزيز عدد من المنصّات للتواصل باللغة العربية، واستخدامها في جميع مجالات الحياة العملية والعلمية والتكنولوجية، ألق لغة تاريخية عريقة مميّزة عبر العصور.
وفي قراءة خاصة لـ»الدستور» لأهمية هذه المبادرة، بدا واضحا أنها خلقت حالة مختلفة من الحضور العربي، فلم يعتد العالم أن يحضر العالم العربي بلغته في الكثير من التفاصيل التكنولوجية تحديدا، فكان يعتمد على لغة «غيره « بهذا السياق، ويسعى للترجمة، وبهذه المبادرة اختلف الأمر، وحضر العرب بلغتهم، ليظهروا أكثر قوّة وأقوى حضورا.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة أعدها الوزير الأسبق الدكتور إبراهيم بدران أن كلفة اللغة سنويا تصل إلى (300) مليون دينار، إذ نخسر هذه المبالغ نتيجة للغة، فضلا لكون هذا الجانب يفقدنا الحضور الإقتصادي، والعلمي، ولجهة الأبحاث، ويأتينا كل ذلك بكلمات متقطّعة، كون لغتنا ليست حاضرة في المنظومة العالمية بهذه المجالات كافة، لتأتي المبادرة وتغيّر من واقع الحال نحو ايجابية تجعلها متاعا للباحثين عن مكانة اللغة العربية، وللمتفوقين العرب بحضور عربيّ بحت.
المدير التنفيذي لمؤسسة ولي العهد الدكتورة تمام منكو قالت إن مبادرة «ض» تأتي تنفيذاً لنهج سمو ولي العهد، بضرورة توحيد الجهود المبذولة للحفاظ على مكانة اللغة العربيّة، مشيرة إلى أن المؤسسة قامت بإعداد مجموعة كبيرة من الفعاليات التي ستساهم في تحقيق أهداف المبادرة، وسيتم تنفيذ معظم هذه الفعاليات في المحافظات.
وزير التربية والتعليم الأسبق عضو مجمع اللغة العربية الدكتور إبراهيم بدران، أكد بدوره أن موضوع اللغة غاية في الأهمية، لعدة أسباب فمن الناحية الاقتصادية لا يمكن للمجتمع أن يواكب التطورات والتغييرات الإقتصادية دون التفاعل مع متطلبات العلم وأن يسخر التعليم لخدمة النمو الاقتصادي، واذا لم تكن اللغة الوطنية تستخدم في التعليم ويعتمدها المتخصصون الفنيون، حتى يكون لغة تواصل مشتركة فإن المعلومات ستكون متقطعة والمفاهيم متقطعة واستيعاب الطلبة يصبح ضئيلا!!
وكشف الدكتور بدران عن دراسة كان قد أجراها أظهرت أن كلفة اللغة سنويا تصل إلى 300 مليون دينار، نتيجة قلة التواصل عما يجب أن يكون عليه الأشخاص، إذ تذهب هذه الكلفة نتيجة لضعف التواصل، ونخسرها على شكل الإتصال والتواصل، فيضيع استيعاب الطلبة للمواد التي يدرسوها، نتيجة لضعف اللغة والفرق اللغوي.
وشدد بدران على أن الأهم أيضا بهذا السياق أو بنفس الدرجة من الأهمية فيما يخص الإهتمام بموضوع اللغة والحفاظ عليها التعامل مع العالم الفضائي، فلا بد من ايلاء اللغة أهمية بهذا المجال، لأن اهمال اللغة يضعف الإستفادة العلمية، بالتالي يبطء من انتقال العقل من الجانب الإجتماعي إلى العلمي.
وفي هذا الشأن، أكد الدكتور بدران على أهمية مبادرة سمو ولي العهد، كونها تضع اللغة في المكان الهام الذي تستحق، والذي يجب أن يؤخذ به، من قبل الجميع، ذلك أن حضور اللغة حضور للهوية، وللتفوق والتميز والاختلاف الإيجابي.
 

الدستور

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية