للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مستشار ملكي يحذر من الابتعاد عن اللغة العربية المفضي للتفرقة

عبد الله أموش

 حذر المفكر والأكاديمي عباس الجراري من الابتعاد عن اللغة العربية، سواء باللجوء إلى لغة أجنبية أو إلى لهجة عامية، مؤكدا أن ذلك لن يؤدي سوى إلى تقوية تيار التغريب، وزرع بذور النزعات العرقية والنعرات العنصرية التي رأى أنها لا تفضي عند تمكنها من النفوس إلا إلى الصراع والصدام، ثم إلى التفرقة والانقسام، ومن ثم إلى إيجاد هويات ممسوخة وكيانات ممزقة قد لا تجد العولمة أية صعوبة في ابتلاعها والتهامها لقمة سائغة. وفي دراسة حول “اللغة العربية.. واقع يحتاج إلى تطوير” نشرتها ” منتدى إحياء للتنمية الأخلاقية والفكرية، بتاريخ 3 شتنبر 2019، قال عميد الأدب المغربي عضو أكاديمية المملكة إن “الدعوة إلى إيلاء اللغة العربية ما هي جديرة به من مكانة، لا تعني تصنيمها أو تقديسها إلى حد التجميد الذي قد يفضي إلى الموت والتحنيط، ولكن تعني وجوب تطويرها والإسراع بتحقيق ما هي في أمس الحاجة إليه. العربية والتنمية واعتبر الجراري اللغة العربية بمثابة “عنصر أساسي في التنمية”، قائلا “ولا إمكان لتحقيق هذه التنمية بلغة أجنبية أو بشتات لغوي، مهما يكن في المجتمع من تعدد وتنوع”، مشددا على أن اللغة العربية هي الخيط الواصل بين المغاربة كافة، وكذا بين العرب والمسلمين على العموم، والجامع لشملهم، والمعبر عن انتمائهم، والرامز لوحدتهم. ورأى الذي شغل منصب مستشار ملكي أن إنشاء مجمع لغوي موحد يمكن أن يكون خير انطلاق لكل ما يتطلع إليه المهتمون بشأن اللغة العربية والمهمومون به، مشيرا إلى أن المهتمين جميعاً يعلقون آمالا كبيرة في هذا المضمار على المشروع المغربي بإحداث”أكاديمية محمد السادس للغة العربية”، منتظرين تنفيذه بفارغ الصبر. وقال الجراري و”إنه لخطأ فادح ما يحدث في معظم الجامعات العربية، حين يراد قصر اللغة العربية على الدراسات الأدبية والإنسانية، مع فسح المجال للغة الأجنبية بالنسبة للعلوم التقنية والمعارف العصرية”، مقترحا ضرورة تطويع اللغة العربية وتوسيع استعمال حرفها في الحاسوب الذي غدا أداة التواصل الأولى بين الشباب، مما قد يساعد على تبادل المعلومات بها. واقترحت الدارسة البدء في ذلك بتقريب هوة الاختلاف بين مستعملي اللغة العربية في الأقطار الناطقة بها، وحتى داخل القطر الواحد، قائلة “وهي عملية تبدو اليوم سهلة إن لم تكن قد بدأت تتحقق، بفضل انتشار التعليم، وتعدد وسائل العالم على العموم، والمرئية منها على الخصوص، مما قد تنتج عنه لغة عربية فصحى جديدة تتسم بالبساطة وسعة التداول”. ودعت الدراسة إلى احترام استعمالها في الملتقيات الدولية التي اعترفت بالعربية لغة عالمية، موضحا أنها تستغرب مع هذا الاعتراف ما يصدر عن بعض المسؤولين العرب من تجنب الحديث بها، ولجوئهم إلى لغات أخرى لتقديم خطبهم، على نحو ما يلاحظ مثالً في منظمة اليونسكو وهيئة الأمم المتحدة. لغة عالمية وشدد الجراري على أن العناية بالجانب التربوي التعليمي لا ينبغي أن تبعد المهتمين بقضايا اللغة العربية عن النظر إليها من خلال الأزمة العامة التي تعيشها في أبعادها المختلفة، سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية، وما تعاني يف ذلك من تحديات متعددة، مقترحا العناية بتلقينها، وتحسين مناهج هذا التلقين في مراحل التعليم، مع العناية بتأليف مقررات دراسية ملائمة، وبتكوين المدرسين والمعلمين وكذلك الإذاعيين الذين هم بحكم وظائفهم يخاطبون عموم الناس ويشدون إليهم المسامع والأنظار. ولاحظ الجراري أن هذه الظاهرة المؤسفة تفاقمت إلى حد جعل الأمين العام الأممي يثيرها، مستغرباً ما يقع فيه هؤلاء المسؤولون من تناقض، حين يطالبون بجعل العربية لغة رسمية في المنظمة، ثم هم في الوقت نفسه يتخلون عنها، على الرغم من أن ترسيم هذه اللغة كلف الكثير لتحقيقه، سواء على مستوى التجهيزات أو المترجمين أو المطبوعات وما إليها من لوازم العمل. يذكر أن الدراسة عبارة عن عرض قدمه الجراري في اللقاء الثاني من الندوة العلمية حول “قضايا استعمال اللغة العربية في المغرب”، نظمتها أكاديمية المملكة المغربية، بمدينة فاس يومي 25 و26 ماي 2005م، وحضرها آنذاك عدد من الخبراء الأكاديميين، والمثقفين منهم عبد القادر الفاسي الفهري، الشاهد البوشيخي، عبد الهادي التازي، محمد بلقزيز، محمد الكتاني، محمد بنشريفة وغيرهم.


 8 - سبتمبر - 2019

العمق

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية