للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أيّ الموصولة في الدرس النحوي

د. مناهل عبد الرحمن الفضل


المعنى اللغوي للموصول : 

جاء في اللسان : وصلت الشيء وصلاً ووصيلة ، والوصل ضد الهجران ، واتصل الشيء بالشيء إذا لم ينقطع ، والصلة : الجائزة والعطية ، يقال : وصل حبله وبرّه ، إذا أعطاه مالاً ، فهو موصول .
يُفهم من هذا أن المادة تفيد الالتحام والاتصال اللازم بين شيئين ، وعليه فإن الموصول يقصد منه ما التحم به غيره متصلاً به اتصالاً وثيقاً .
أما لدى النحاة : فهو اسم مبهم الدلالة غامض المعنى في حاجة إلى صلة تأتي بعده تعين مدلوله وتوضح معناه فيصبح كامل الفائدة ، فيجوز أن يقع فاعلاً ومفعولاً ، ومضافاً إليه ومبتدأ وخبراً .
فالمكونات الأساسية لتحقق الموصول نحوياً هي : اسم الموصول ، وجملة الموصول ، بمعنى أن تكون له صلة تتصل به فيتبين المقصود منه ويتحدد معناه ، والعائد على الموصول ، وذلك بأن تشتمل هذه الصلة على ضمير عائد على اسم الموصول يربط جملة الصلة به .
والموصولات في اللغة العربية إما أن تكون حروفاً ، وهي تشمل كل حرف يؤول مع صلته بمصدر ، وإما أن تكون اسماً .
من الأسماء الموصولة ( أيّ ) ، وهي تحتاج إلى كلام بعدها تتم به اسماً كاحتياج ( الذي ) ، ويعمل فيها ما قبلها من العوامل كما تعمل في ( الذي ) ، فتقول لأضربن أيّهم في الدار ، والمعنى : الذي في الدار منهم ، فـ( أيّ ) بمنزلة ( الذي ) إلا أنها تفيد تبعيض ما أضيفت إليه ولذلك لزمتها الإضافة ، وقد تُفرد ومعناها الإضافة وهي في هذه الحالة تكون معربة ، وذلك نحو قوله تعالى : ( أيّاً ما تدعوا  فله الأسماء الحسنى ) ، فالمعنى – والله أعلم – أي الاسمين دعوت الله به فله الأسماء الحسنى ، فـ( أيّاً ) : مفعول به منصوب بـ( تدعوا ) .
وهي تختلف عن باقي أخواتها – من الأسماء الموصولة المشتركة – إذ ليس من بين هذه الأسماء ما يجوز إضافته ، كما تضاف ( أيّ ) في بعض حالاتها ، وهي جميعها مبنية عدا ( أيّ ) فإنها تأتي مبنية حيناً ، ومعربة أحياناً .
أحوال بناء  ( أيّ ) وإعرابها : 
وتُبنى ( أيّ ) على الضم ، وذلك إذا أُضيفت ، وكانت صلتها جملة اسمية صدرها – وهو المبتدأ – ضمير محذوف ، كقوله تعالى : ( ثم لننزِعنّ من كلِّ شيعةٍ أيُّهم أشدُّ على الرحمن عِتِيّا ) ، فـ( أيّ ) - في الآية الكريمة – مبنية على الضم لإضافتها ، وهي اسم موصول في محل نصب مفعول به ، و( أشدُّ ) : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو أشدّ 
وقد ذهب سيبويه إلى أنه إنما بنى ( أيّ ) على الضم تشبيهاً بـ( قبلُ ) و( بعدُ ) و ( يا رجل ) ، لأنه يكون معرباً في حال ومبنياً في حال ، كما تقول : جئت من قبل ومن بعدُ ، ويا رجلاً ، ثم تقول : جئت من قبل ومن بعد – إذا أردت المعرفة – ويا زيد .
والكوفيون يخالفونه في هذا الأصل وينصبون ( أيّا ) إذا وقع عليها فعل سواء حذفوا العائد من الصلة أو لم يحذفوه ، وأما قوله : ( ثم لننزعن ...) الآية ، فإنهم يقرؤنها بالنصب ، حكاه هارون القارئ عنهم ، وقرأ بها أيضاً .
أما ( أيّ ) فإنها تكون معربة إذا لم تتوافر لها شروط البناء السابقة ، وذلك إذا أضيفت وذكر صدر صلتها ، وإذا لم تضف وذكر صدر صلتها ، وإذا لم تضف ولم يذكر صدر صلتها .
زمن العامل في ( أيٍّ ) الموصولة : 
أما زمن العامل في ( أيِّ ) الموصولة من حيث المضي والاستقبال ،  فقد ذهب بعضهم إلى كون عاملها مستقبلاً ولا يصح أن يقع ماضياً ، وهم الكوفيون وعلى رأسهم الكسائي ، ونسب أبو حيان هذا المذهب لسيبويه والجمهور .
وذهب البعض الآخر إلى أن عاملها يجوز أن يكون ماضياً ، وأن يكون مستقبلاً وهو مذهب البصريين وعليه أكثر المتأخرين كالشلوبين وابن مالك .
والذي نراه أن زمن العامل في ( أيّ ) يجب أن يكون مستقبلاً مُقدّماً عليها وأن تكون صلتها غير ماضية ، لأنها موضوعة للعموم و الإبهام ، فكان المستقبل مناسباً لها ، والماضي منافياً ، كما أنه لم يرد من كلام العرب ما يفيد أن الماضي عمل في ( أيّ ) .
وأما صحة وقوعها مبتدأ فقد أثبته سيبويه ، بقوله : ( ويقال : أيّها تشاء لك ) فـ( تشاء ) : صلة لـ( أيّها ) حتى كمُل ( أيّها ) اسماً ثم بنيت ( لك ) على ( أيّها ) كأنك قلت : الذي تشاء لك ) .
 فـ( أيّاً ) اسم موصول مبتدأ ، و( تشاء ) صلته ، والخبر الجار والمجرور ( لك ) .
نخلص من هذا كله إلى أن ( أيّاً ) إذا وقعت في أول الكلام ، تارة تأتي موصولة فتكون مبتدأ ، وتارة تكون شرطية فتكون موصولة في محل رفع مبتدأ إن لم يقترن بخبرها الفاء نحو : (أيّها تشاء لك ) ، فإن اقترن خبرها بالفاء فهي شرطية ويجب نصبها مفعولاً به .

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية