للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

دانماركيون يغنون بالعربية.. ويمزجون الإيقاعات الشرقية بالغربية

عمر سويدان وتهاني عبود

 

(شال) إحدى الفرق الموسيقية الشبابية الحديثة في أوروبا، اختصت عن غيرها بأداء لون فني جديد، مزجت فيه بين الألحان والإيقاعات الشرقية بنظيرتها الغربية، مقدمة مذاقاً فنياً غنياً، يغذي ويرضي جميع الأذواق، لاقى إقبالاً جماهيرياً حافلاً في أوروبا، سواء بين سكانها من الغربيين، أو أبناء الجاليات العربية المختلفة.

لمزيد من التفاصيل حول فرقة (شال)، ودورها في مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب للتعريف بأصالة الفنون الشرقية، وإثراء عالم الموسيقا والطرب. التقت “الكومبس” بضابط إيقاعها العربي، الفنان عمر مفلح، في نص الحوار التالي:

حدثنا قليلاً عن نفسك، وخطواتك الأولى في عالم الموسيقى؟

اسمي (عمر نبيه مفلح)، مواليد 24 فبراير/ شباط 1994، نشأت في منطقة دمشق القديمة، خريج معهد تقني هندسي، قسم تصميم مساحة.

كان لنشأتي بين أفراد عائلة موسيقية، يعمل فيها والدي وشقيقي كعازفي إيقاع، أثراً إيجابياً كبيراً على بروز موهبتي، حتى أني بدأت العزف في سن الخامسة.. لقد وجدت نفسي دائماً في الموسيقى، وشعرت معها بالاسترخاء، ما جعلني أوليها كل اهتمامي، كما أني لقيت تشجيعاً كبيراً من أهلي وأقاربي الذين لاحظوا امتلاكي موهبة موسيقية مبكرة، تميزني عن بقية أقراني.

ما أبرز العقبات التي اعترضت طموحاتك الفنية في بلدك؟

عندما كبرت، اختلف وضعي كثيراً وقابلتني صعوبات عدة، أهمها نظرة مجتمعنا العربي إلى الطبال باعتبارها مهنة سوقية، لا يرقى ممتهنها إلى درجة عازف إيقاع. حتى عندما تقدمت لدراسة الموسيقى في دار الاوبرا بالمعهد العالي، راغباً في تطوير نفسي بشكل أكبر، فوجئت بهم يجيبوني أن الطبل لا يثير اهتمامهم، ولا يعتبرونه آلة موسيقية أساسية في مجال الأوبرا.

لماذا اخترت عزف الإيقاع بالذات.. وما الرسالة تحاول إيصالها من خلالها؟

أنا لم أختر مهنة عزف الإيقاع، لكن عزف الإيقاع هو الذي اختارني، لقد كان موجوداً بداخلي منذ البداية ولم أتعلمه، إنه يمنحني طاقة إيجابية كبيرة، تحثني دائماً على تطوير نفسي أكثر.. أما رسالتي فهي رفع قيمة العزف الإيقاعي في مجتمعنا بحيث لا يُنظَر إليه مرة أخرى كشيء ثانوي.. إن أول ما يفعله أي ملحن يعتزم تأليف لحن جديد، هو محاولة تحديد سرعة إيقاع هذا اللحن، فالإيقاع مثل دقات القلب، لابد أن يكون منتظماً دائماً. كما أنه يمثل العمود الفقري لأي موسيقى.

حدثنا عن بدايات مشوارك الفني في المهجر؟

أواخر سنة 2015 سافرت إلى السويد، لأجد نفسي ببلد غريب، لا يعرفني فيه أحد، أواجه تحديات كبيرة في التأقلم مع اللغة والحياة والثقافة الجديدة. عادلت شهادتي وعدت لدراسة الهندسة، لكني عرفت أن طموحي هذا سيحتاج وقتاً طويلاً لتحقيقه. كانت فكرة التوقف عن عزف الموسيقى أمراً صعباً جداً علي، خاصة أني اعتدت قبل الهجرة على أداء تدريبات موسيقية يومية في أرقى الأماكن بمدينة دمشق، ما جعلني أشعر بالضياع وأتأثر نفسياً إلى حد كبير، غير أني قررت عدم الاستسلام لليأس، ورحت أُطَبِلُ في الشوارع والساحات العامة والمدارس، مظهراً موهبتي أمام الجميع، فجاء رد فعل السويديين إيجابياً، وتفاعلوا مع أدائي بالرقص والتصفيق، ورغم كوننا آنذاك في أواخر شهر ديسمبر، والثلج يتساقط بغزارة، ما جعلني أستطيع بالكاد تحريك أصابعي من وطأة البرد، إلا أني شعرت بسعادة غامرة لقاء معاودتي العزف من جديد. هكذا بدأت أصور مقاطع فيديو لنفسي وأنا أعزف، ثم أنشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى اهتماماً كبيراً بين الناس، وتلفت الأنظار إليَّ في مدينة هلسنبوري.

كيف انتقلت من مرحلة الأداء المنفرد إلى العزف ضمن فرقة موسيقية دانماركية؟

بدأ التعاون بيني وبين الفرقة الدانماركية أول مرة هنا بمقاطعة سكونه السويدية، حيث تواصلوا معي من الدانمارك عبر عازف الجيتار بالفرقة، (نور عمورة)، الذي أخبرني أنهم يعملون على مشروع إنشاء فرقة موسيقية تعزف إيقاعات متنوعة من جميع ثقافات العالم، ويريدون مني أن أعمل معهم بصفتي ممثلاً عن الإيقاع الشرقي، ما أشعرني بالفخر وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقي.

كيف تقبل الأعضاء الدانماركيون وجود عازف إيقاع شرقي بينهم؟

لقد اهتموا بي وبجميع تفاصيل عملي وحياتي، فشعرت بقيمتي، وعرفت أني لست مجرد طبال، هكذا اندمجنا، وقمنا معاً بتأسيس فرقة دانماركية تعزف الألحان الشرقية في كل أرجاء الدانمارك. لقد أتاح لي عملي مع الفرقة، فرصة التعرف بأشخاص كثيرين في الدانمارك، من خلال حبهم لإيقاعاتي الشرقية، وإحساسهم بتميز موهبتي.

مم تتألف فرقتكم؟

تتألف فرقتنا من 4 أشخاص، (بو) عازف البيانو الدانماركي الشهير الذي انضم إلينا من شدة حبه للموسيقى الشرقية، (سارة) المطربة الدانماركية، (نور عمورة) عازف الجيتار وكاتب النوتات، وأنا عازف الإيقاع الشرقي. معاً كَوَنّا فرقة (شال) قبل سنة ونصف السنة، وأصبحنا نغني بالعربية والدانماركية والإنجليزية.

كيف كانت ردود أفعال الأوروبيين على ما تقدمونه من مزج موسيقي؟

ردود الأفعال جاءت إيجابية جداً، لقد لاقت الفكرة استحسان الناس دائماً، سيما إيقاعات الطبل الشرقية، ما شجعنا على الاستمرار في أداء هذا النمط الجديد، ذلك أننا لا نقدم إلا الموسيقى الشرقية الأصيلة ذات الإحساس القوي، الذي يصل إلى مستمعيه بشكل سلس وتلقائي.

 إن الغربيون يتأثرون بالعزف الشرقي كما نتأثر نحن بعزفهم تماماً، وهو ما عايشته من واقع تجربتي الشخصية، حتى أن بعضهم بدأوا يعزفون إيقاعاتها في السويد والدانمارك لاستشعارهم مدى جمالها في نفوسهم. لقد لاحظت حدوث امتزاج كبير بين اللحن الشرقي والغربي خلال السنوات الثلاثة الماضية، بل أجرؤ على القول إن الموسيقى الشرقية أضافت كثيراً إلى نظيرتها الغربية، الأمر الذي جعلني أحس بوجودنا كعرب، كلما سمعت موسيقانا تعزف خارج أوطاننا في أي بلد أجنبي أزوره.

كيف انتقلتم من مرحلة عزف الألحان الشرقية إلى الغناء باللغة العربية؟

كنا في البداية نعزف ألحاناً شرقية فقط، أما الغناء فكان باللغتين الدانماركية والإنجليزية، لكن المطربة (سارة) عشقت الغناء العربي، خاصة أغاني فيروز، فقررت حفظها وأدائها، ولما قدمتها أمام الناس راقت لهم فكرة أداء مطربة دانماركية لأغانٍ عربية، ما منحها شعوراً عارماً بالإنجاز، وحفزها على الاستمرار.

ما سر إجادة (سارة) لأداء الأغاني العربية؟

إن (سارة) مولعة بالأغاني العربية كثيراً كما أسلفت، ناهيك أنها تمتلك سرعة عجيبة في الحفظ، لهذا لم تتوان لحظة عن مفاجئتنا بتقديم أغاني عربية جديدة في كل مرة، إضافة إلى أنها تجتهد على تطوير نفسها باستمرار، وطلب مساعدتنا حين تواجه صعوبات في اللغة العربية. بشكل عام فإن أعضاء الفرقة الدانماركيين يحبون الغناء العربي، ويعملون جاهدين على حفظ كلماته عن طريق كتابتها بأحرف لاتينية ليسهل عليهم قراءتها ونطقها.

ما هي أبرز الحفلات الموسيقية التي شاركتم فيها؟

قمنا بالمشاركة سابقاً في حفل سياحي بالدانمارك للموسيقى السورية، وعمدنا قبل أداء كل أغنية عربية، على شرح كلماتها باللغة الدانماركية للجمهور، ما أثار سعادتهم وجعلهم يستشعرون معانيها. لكن أكبر وأهم تظاهرة شاركنا فيها، كانت حفلة إليسينيور الخيرية، التي نُظِمت خصيصاً للتبرع بعائداتها إلى جمعية أطباء بلا حدود في سوريا، وضمت أغلب نجوم الموسيقى والطرب السوريين الموجودين في أوروبا، حيث كنا نختار أفضل عازف سوري مغترب من كل دولة أوروبية. كما شاركتنا الحفل المطربة الشهيرة (همسة منيف)، وسط حضور جماهيري مهيب. لقد استطعنا في نهاية هذا الحفل جمع مبلغ 50 ألف كرون دانماركي كتبرعات.

على الصعيد الشخصي.. ما هي خططك المستقبلية؟

أخطط مستقبلاً للنجاح في مجالي هندسة المساحة والموسيقا معاً، كما أطمح إلى تأسيس معهد موسيقي للأطفال، لأن الموسيقى تهذيب للروح والنفس، تُحِيل عازفها شخصاً إيجابياً ينشر السعادة دائماً من حوله.

ماذا قدمت لك الموسيقى كفنان مغترب؟

ستبقى الموسيقا رفيقي الدائم في حزني وفرحي، وجزء أساسي من حياتي، لأنها وفرت لي العمل والصداقات وحياة اجتماعية ممتازة، كما لقيت بفضلها تشجيع الناس، وأنا كشاب مغترب فررت من أوضاع صعبة في بلدي، بحاجة ماسة إلى مثل هذه الطاقة الإيجابية التي تمنحها لي، لأتمكن من إثبات جدارتي ومدى فاعليتي في مجتمعي الجديد.

الكومبس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية