للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

وسائل الإعلام ونشر اللغة العربية في جنوب شرق آسيا - 2

أ. سيف الدين حسن العوض

الاعلام واللغة:
 اللغة ليست أداة للتواصل أو وعاء لحفظ التراث الإنساني فحسب لكنها هي التي تعطي للإنسان تميزه وقدرته على التفكير والإبداع، وهي مرتبطة ارتباطا جوهريا بهويته ، والهوية جزء من الذات ، ولهذا كان لابد من الاهتمام باللغة الفصحى وإعطائها المكانة اللائقة بها بوصفها لغة الدين والتراث والحضارة ، وبوصفها الرابط الوثيق بين أبناء هذه الأمة على اختلاف بلادهم ومذاهبهم.
رغم قدرة وسائل الإعلام الفائقة على الاتصال، فإن بينها وبين الحضارة علاقة تجسدها اللغة التي تعكس حضارة الإنسان. ويذهب كثير من الكتاب إلى أن كل نقص أو قصور يعتري لغة مجتمع ما إنما يعبر عن مدى تخلفه عن ركب الحضارة. فالخبرة الإنسانية المتراكمة على مر العصور تنعكس في اللغة وتجد لها، سواء في شكل الكلام العادي أو الكتابة المعروفة أو الرسوم أو النقوش التي تركها الإنسان المبكر على جدران المغارات والكهوف أو الإنجازات المعمارية أو الموسيقية أو الحركية كالرقص والتمثيل الصامت، تعبيرا يترجم إلى ألفاظ وتصورات ومفاهيم تنتقل إلى الآخرين.
فاللغة، في مفهومها الضيق الدقيق المعاصر لعلمي الكلام والكتابة، عنصر أساسي في حياة البشر، ويصعب بدونها قيام حياة اجتماعية متماسكة متكاملة، ويستحيل قيام حضارة ذات نظم اجتماعية وأنماط ثقافية وقيم أخلاقية ومبادئ، ومثل وحياة مادية ومخترعات باعتبار أنها أداة التفاهم والإعلام.. ويقال، في المجتمع التقليدي، بأن اللغة تستطيع أخذ الإنسان إلى تل أعلى مما يمكن أن يرى عنده الأفق ثم تجعله ينظر وراءه، وهي تعاون في تحطيم قيود المسافة والزمن والعزلة تنقل الناس من المجتمع التقليدي إلى المجتمع المتفتح حيث تتركز العيون على المستقبل. وهذا يعني وجود علاقة قوية بين الإعلام ولغة الحضارة.
ولقد نشأت فكرة "حضارة اللغة" من ارتباط وجود الحضارة الإنسانية باللغة لتميز الجنس البشري على سائر الكائنات بالفكر واللغة. وتأسيسا على ذلك فاللغة في النظرية الإعلامية، تعتبر من أهم أدوات الحضارة وأساس نشأتها وتطورها واستمرارها، فالشعوب التي تتكلم لغات مختلفة تعيش في عوالم مختلفة من الواقع، حيث تؤثر هذه اللغات في مدركاتها الحسية وأنماط تفكيرها باعتبارها الموجه الأساسي للحقيقة والواقع الاجتماعي الذي يعيشه المتكلمون بها.
ويقوم الإعلام بدور هام في تكوين الصور اللغوية الحضارية، فبتحرك المجتمع التقليدي نحو العصرية يبدأ في الاعتماد على الوسائل الجماهيرية، مما يؤدي إلى تجميع حصيلة كبيرة من الآراء عن الأشخاص المرموقين و الأشياء المهمة وغير المهمة، عن طريق وسائل الإعلام. فالصحف والمجلات والإذاعة يتعين عليها تقرير ما تبلغ عنه عملية اختيار من تكتب عنه أو تسلط عليه الأضواء، أو ما يقتطف من أقواله أو ما تسجله من حوادث. وتتحكم هذه العملية فيما يعرفه الناس أو يتحدثون عنه وهو أمر له دلالته بالنسبة للغة الحضارية.
وعملية الإعلام ليست إلا عملية ترامز، تتم بين المصدر أو المرسل بوسيلة من الوسائل وبين المستقبل الذي يحل هذه الرموز ويفسرها. وكثيرا ما تصبح الرسالة الإعلامية حروفا على الورق أو أصواتا لا معنى لها عندما لا يكون المستقبل على مستوى فهمها. وقد يحدث نفس الأمر في حالة استخدام لغة مشتركة دون الالتزام بإطار دلالي موحد لتحكم تصورات واتجاهات أي فرد في جماعة، في سلوكه ونظرته للأشياء.
وسائل الاعلام ونشر اللغة العربية:
تنتشر اي لغة من اللغات ويتسع مجال استعمالها بمدى ما تتصف به من سهولة وبساطة ومسايرة للواقع والتطور، بجانب ما تحمله هذه اللغة من رسالة، فاللغة الانجليزية على سبيل المثال قد فرضت نفسها واصبحت لغة كونية او عالمية لانها اتصفت بكل تلك الصفات فضلاً عن انها تحمل في طياتها رسالة التكنولوجيا والتطور العلمي او هكذا يعتبرها الآخرون.
وهكذا كان حال اللغة العربية – وسيظل بأذن الله – يتكلم بها اكثرية من الناس في جميع انحاء العالم ومؤهلة اكثر من غيرها للانتشار بفضل الاسلام وبفضل القرآن الكريم الذي كرمها وجعل لدى المسلمين في مشارق الارض ومغاربها حافزاً قوياً لتعلمها واتساع نطاق استعمالها واهلها لكي تكون لغة الخطابة والتواصل والبحث ووسيلة تلقين العلوم التطبيقية والنظرية، وماتزال مصادر قوتها واستمرارها تنبع من الدين الاسلامي. فالبرغم من ترجمة معاني القرآن الكريم الي عدة لغات عالمية الا ان الرجوع الي الاصل (وهو هنا النسخة العربية) يظل هو الاساس، مما يجعل سبب نقاء العربية وانتشارها قائماً باستمرار ويبرر اقبال المسلمين من غير الناطقين بها على تعلم هذه اللغة في جميع انحاء المعمورة.
وما يؤكد صحة ذلك هو تراجع استعمال اللغة العربية، بتراجع المجال الحيوي للاسلام، امام الزحف الاوروبي والسيطرة الاستعمارية والانحطاط الذي اصاب العالم الاسلامي، فتراجعت مكانة اللغة العربية في العالم ووصفت بانها لغة متخلفة ، وتم التنكر لها حتى من قبل ابنائها الذين هجروها واتجهوا الي العامية  بحجة الخصوصية وصعوبة تعلم قواعدها واسباب اخرى.
ومع ذلك تبقي اللغة هي اداة  حاملة لاتصال واسع ومتسارع للجماهير، ومازاد من ذلك هو التطور الهائل في وسائل الاتصال الجماهيري، فمع التطور التكنولوجي في مجال وسائل الاتصال والاعلام  الجماهيري، تطورت اللغة كذلك فعبر الصحف والراديو و التلفزيون والسينما والانترنت، وقع تنافس في اختيار الكلمة للتأثير في الناس.
ومع تطور وسائل الاعلام يظل التنافس محتدماً بين اللغات العالمية العربية والانجليزية والفرنسية والصينية والاسبانية وغيرها. وإذا كانت اللغة تعني حسب تعريف ابن جني لها: "مجموعة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"، ورجل الإعلام الذي يظهر على شاشة التلفاز أويتحدث عبر المذياع لكي يفهمه الجمهور، يلعب دوراً مهماً في تعليم اللغة العربية الصحيحة للمتلقين ذلك أن كثيرا من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تستخدم في خطابها لغة وسطى يفهمها كل متلقى لرسائلها، فمهما " اختلفت لغة وسائل الإعلام، فإنها تخضع لحقيقة بسيطة وهي:الوضوح ، والدقة ، والمباشرة.
ومع تنامي وسائل الاتصال الجماهيري وسعة انتشارها، وكثرة الإقبال عليها، ولاسيما منها وسائل الإعلام المرئية، ازداد التوجس من مغبة تحول هذه الوسائل – بما تملكه من نفوذ جماهيري- إلى معاول تنسف اللغة، وتفسد استقامة اللسان، وتهوي بالذوق اللغوي إلى الحضيض. لاسيما إذا كان التلاميذ يقبعون أمام جهاز التلفزيون أكثر مما يجلسون فوق مقاعد الدراسة، فمع إكمالهم مرحلة الدراسة الثانوية يكون التلاميذ قد قضوا 20 الف ساعة مشاهدة - حسب بعض الدراسات - في مقابل 15 الف ساعة في المدرسة، ومع إغراءات الوسيلة الإعلامية التي تقيم جسرا منينا مع هؤلاء تتسلل من خلاله قيم معرفية عديدة، قد تؤدي إلى إزاحة ما تقدمه المدرسة أو على الأقل مزاحمته.
والحقيقة أنه لا يُطلب من رجل الإعلام أن يتحدث إلى الجمهور بلغة سيبويه، بأن يبالغ في التقعر والتفاصح، وإنما أقصى ما يُطلب منه هو احترام قواعد اللغة والمعايير المنظمة لها، مما يضفي على أسلوبه مسحة من الأناقة والجمالية، وينأى به عن الإسفاف والرداءة والقصور، وعليه يجدر بمن يتصدى لمهنة الإعلام أن يُحسن التقدير في إبلاغ رسالته إلى الجمهور بحيث يوصل محتواها إلى المتلقي دون التجني على اللغة تطرفا أو قصورا. وينبغي ان لا تكون اللهجة العامية هي الغالبة على البرامج الموجهة للطفل، وانما ينبغي ان تكون لغة وسطى تجمع بين الفصحى والعامية، حتى تسهم برامج الاطفال بدورها المفروض في الارتقاء بالمستوى اللغوي للأطفال.
ومن أمثلة البرامج التي ساهمت في التعريف بالكثير من قضايا اللغة والأدب العربيين نذكر برنامج أفتح يا سمسم، مدينة القواعد، لغتنا الجميلة، كلمات ودلالات، فرسان الشعر، وغيرها من البرامج التي صالت بالمشاهد وجالت في بحر اللغة العربية وشواطئها الجميلة، ولعل هذه المبادرات الخلاقة تستدعي الإشادة والتنويه وتستنهض هممنا للمطالبة بمزيد من المشاريع الإنتاجية بغرض سد الثغرات وتجاوز النقائص وهو أمر يتطلب تظافر الجهود الغيورة على اللغة العربية رسمية كانت أو شعبية إضافة إلى التنسيق المحكم بين الفضائيات العربية وغيرها في الدول الاسلامية، وتوحيد جهودها الإعلامية خدمة للهدف المشترك، وهو النهوض باللغة العربية وجعلها مواكبة للتحولات ومواجهة للتحديات التي يفرضها عصر العولمة.
والإعلام سلاح ذو حدين، فإذ كان بالمستوى المطلوب لغة وأداء، أصبح مدرسة لتعليم اللغة، وهذا يعني أن وسائل الإعلام قادرة على تربية الملكات اللغوية ورعايتها وتنميتها مما ينعكس ايجابا على الإعلام نفسه، أما إذا تردى الإعلام إلى مستوى من الإسفاف، فإن ذلك نذير شؤم على تحوله إلى مستنقع آسن، يوشك أن يطال المجتمع بأسره ولاتسلم اللغة من عواقبه المؤذية. ومن الطبيعي أن يؤدي هجر اللغة إلى هجر الثقافة والقيم المرتبطة بها، وبذلك يتأسس فراغ لغوي وثقافي تتدفق اللغات والثقافات الأجنبية إلى ملئه . إن قتل الفكر جريمة أشد من قتل الجسد، إن الشعوب تنهار إن لم تكن محصنة من داخلها لا من حولها.
ولمواجهة عصر الكوكبية والتفجر المعرفي المتنامي لثورة الاتصالات والمواصلات، والسماء المفتوحة، كان لابد من الرجوع إلى اللغة العربية بوصفها بوتقة الانصهار العربي والوجداني والفكري لأمة عربية واحدة. اللغة العربية هي التي تصنع وحدة الفكر والعقل . واستعمال الفصحى لغة للإعلام ليس مطلبا عسير المنال، فلغة الإعلام هي الفصحى السهلة المبسطة في مستواها العملي، والمرونة والعمق، وهي الخصائص التي تجعلها تنبض بالحياة والترجمة الأمينة للمعاني والأفكار، والاتساع للألفاظ والتعبيرات الجديدة، التي يحكم بصلاحيتها الاستعمال والذوق والشيوع .
وعلى الرغم من غنى اللغة العربية وقدرتها الدائمة على استيعاب مختلف التطورات، وقابليتها المستمرة للتجديد والتكيف مع التطورات، فإن دعاة وأحبار العولمة مافتئوا يروجون لاغتيال اللغات القومية، مشككين في جدوى قدرتها على الحيلة في عصر الكوكبة  وتلعب وسائل الاعلام سواء التقليدية او الجديدة منها دوراً مهماً في ترقية اللغة العربية وانتشارها، بجانب تعليمها للناطقين بها وللناطقين بغيرها كذلك.
أن الحديث حول وسائل الاعلام ونشر اللغة العربية ينبغي ألا يكون أُحادي الموقف، بمعني أن يكون صادراً من المتخصصين باللغة العربية أو المدافعين عنها والمتحمسين لها، إنما يكون حوار مشترك بين هؤلاء من جهة والقائمين على وسائل الإعلام من جهة أخرى، وذلك حتى يصل الجميع إلى نتائج مقنعة، مبنية على استكشاف آفاق قضايا الموضوع من جميع جوانبها. أن اللغة العربية الفصحى تخنق في معظم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بطريقة تشعر بأن بعض القائمين على هذه الأجهزة على عداوة راسخة مع العربية، إنهم لا يعطونها من الوقت إلا القليل ، ولايبرزونها للجمهور إلا بطريقة منفرة.
فالبرامج التي تُقدم بالفصحي سيئة الإخراج والتنفيذ، بعيدة عن هموم الناس ونبض حياتهم اليومية، تلقى فيها اللغة بتكلف ظاهر وتقعر ممجوج، كما أن التمثيليات والمسلسلات العربية التي تعرض بالفصحى - معظمها تاريخي - تمثيليات هزيلة شكلا ومضمونًا، والانطباع الذي يأخذه المشاهد أو المستمع عنها أنها عنوان للتخلف، وإنه من المؤسف أن يدخل العرب العولمة ذات الصراعات الحاسمة والقوى المتكالبة عزلا، لا من الأسلحة المادية وحسب، وإنما من الأسلحة المعنوية، وأهمها سلاح الثقافة الذي يستمد قوته وتأثيره من اللغة الفصحى الموحدة وهي خط الدفاع الأول عن الهوية.
إن حركة التصويب اللغوي بدأت حين ظهر الخطأ أول مرة في أواخر القرن الأول للهجرة بعد الفتوح الإسلامية واختلاط العرب بغيرهم من الشعوب التي دخلت الإسلام وتكلمت بلغة القرآن، فظهر الخطأ وسمع اللحن، وكان هذا دافعًا إلى حماية العربية وسببًا لنشوء ما سمي بمبدأ تنقية اللغة، ويذكر الأستاذ/ محمد بنشريفة أن التصويب اللغوي في وسائل الإعلام الذي اهتم به عدد من المؤلفين طوال القرن الماضي أنشأ رأيين:
أحدهما: يدعو إلى حماية اللغة وصيانتها وتنقيتها وصفائها، وينتقد أي محاولة للخروج عن سننها المقررة .
أما الرأي الثاني: فيدعو أصحابه إلى تبسيط اللغة وتقريبها من أكبر عدد من القراء والمستمعين، وهم يقولون: إن الفضل فيما وصلت إليه العربية الحديثة يرجع إلى الصحافة.
ويحتل الإعلام مكانة مهمة لدى المجتمعات اليوم، لأنه بفضل ما يمتلكه من تقنيات حديثة، وقدرة واسعة علي الانتشار بين فئات المجتمع بمختلف مستوياتها الثقافية والفكرية والاجتماعية، أصبح الأداة المناسبة لتوجيه المجتمع ونقل المعرفة، وإن كان الإعلام والاتصال ليس نشاطاً حديثاً " فالاتصال هو النشاط الأساسي للإنسان ومعظم ما نقوم به في حياتنا اليومية ما هو إلا مظاهر مختلفة لما نعنيه بالاتصال الذي يحدد بدوره معالم الشخصية الإنسانية، ولكن المقصود هنا هو ذلك التقدم الذي شهدته وسائل الإعلام والاتصال في العصر الحالي، مما زاد من أهميتها، ودورها في حياة المجتمعات، بل أصبح لهذه الوسائل قدرة السيطرة علي الأفراد والتأثير فيهم ، وبخاصة في القضايا المهمة، وخلق رأي عام حولها، ومن ثم فأنه في ما يختص بقضايا اللغة فأن"المهمة التي يمكن أن تضطلع بها وسائل الإعلام هي تحريك الاهتمام الجماهيري بضرورة تعلم اللغة العربية وبلورة رأي عام قادر علي التصدي لها فوسائل الإعلام من اكثر المؤسسات التربوية قدرة علي نشر الوعي اللغوي بين أفراد المجتمع.
الأهمية اللغوية لوسائل الإعلام
التعرف علي أهمية وسائل الإعلام وخصائصها يكشف عن أهمية دورها اللغوي، فيمكن لوسائل لإعلام أن تشارك مشاركة فعالة في نقل مفاهيم الوعي اللغوي إلي الأفراد، وتنمي بينهم الشعور بأهمية الحفاظ علي اللغة العربية التي يشتركون فيها مع المسلمين خاصة وأنه من المعروف أن دور وسائل الإعلام، مشارك أساسي في عملية التربية والتنشئة ، بل أصبح معروفا أن تأثير وسائل الإعلام قد يفوق تأثير المدرسة بحكم عوامل كثيرة.
 وفي مجال الإعلام المرئي يصبح للتلفاز أهميته في مجال نشر اللغة العربية، وذلك لأن التلفاز أكتسب ميزة الصدق لاعتماده علي الصورة التي تتميز عن الكلمة المسموعة بأنها وسيلة إقناعية تضفي الصدق،  أما الصحيفة كونها رسالة تستهدف خدمة المجتمع والإنسان الذي يعيش فيه، وهي بهذا المعنى متصلة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصدر به الصـحيفة، ومن ثم تصبح من بين أهدافها في مجال خدمة المجتمع والفرد التوعية بضرورة تعلم اللغة.
إن وسائل الإعلام مؤسسة تربوية، وتمتلك القدرة علي القيام بدورها التربوي في نشر اللغة العربية، كنتيجة لتفاعل وسائل الإعلام مع الإجراءات التي اتخذتها الدول والمنظمات بشأن تعليم اللغات والتي من ابرزها اللغة العربية في المجتمعات المسلمة الناطقة بغيرها.
يوضح د. عبد العزيز شرف دور وسائل الاعلام وبخاصة الاذاعة في توظيف جوهر عملية الاتصال (اللغة) للارتفاع بمستوى المتلقي لغوياً من خلال استخدام هذا المستوى اللغوي فيقول: " ولا يخفى أثر الاذاعة في الارتفاع بالمستوى اللغوي بين طبقات الشعب كافة، ولئن كانت الصحافة قد دفعت باللغة المشتركة خطوات واسعة الي الامام فان الاذاعة ستكون عظيمة الاثر في زيادة الثروة اللغوية بين عامة الشعب وفي توحيد نطق المفردات وفي تقريب اللهجات، وليس من المستبعد ان تنجح الاذاعة في احلال الفصحى المبسطة محل العامية السائدة، لان لغة الاذاعة هي لغة الاتحاد الحقيقي بين لغة الكتابة ولغة الحديث، إن لغة الاذاعة هي اللغة المنطوقة، التي نتوسل بها في الاعلام، على النحو الذي يجعلها قسمة شائعة بين افراد المجتمع جميعاً، ومصدر ذلك ان لغة الاذاعة تتسم بالشمول والسرعة والمباشرة والعادية والواقعية.  
كما ان لغة الاذاعة لها القدرة والقوة في سرعة الانتشار، ما يذيب الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، وينزع الاختلافات في اللهجات من جزورها، بفضل وضوحها وبساطتها ودقة مباشرتها.
أثر وسائل الإعلام في تعليم اللغة العربية:
في الوقت الذي تتخذ فيه كثير من الدول كل الإجراءات لعدم بروز أي لغة داخل حدودها سوى تلك المعتمدة فيه كلغة رسمية حفاظا على وحدة البلاد نجد الحال مختلفا مع اللغة العربية، فيمكن اطلاق قناة اذاعية عبر موجة الاف أم وأخرى تلفزيونية بلغة عربية تتجاوز حدود اندونيسيا إلى ما جاورها من بلدان. ومن الممكن ان تكون القناة العربية الاذاعية او التلفزيونية وكذلك الصحيفة العربية جزءاً من قناة قائمة او محطة اذاعية قائمة او صحيفة صادرة على ان تصدر بصورة مستقلة في المستقبل القريب ان شاء الله. إن المخاوف من تعميق النزاعات العرقية غير مبرَّرة وأن فوائد هذه القنوات تفوق مضارها وهي تؤصل للغة القرآن الكريم، وبوجود القنوات المتخصصة في اللغة العربية يصير الشعب الاندونيسي المسلم على معرفة بثقافات العرب والمسلمين ويمكن الاستفادة من هذه القنوات بدلا من أن توسع الشقة بين الثقافات المختلفة في المجتمع الواحد يمكنها أن تقرب بينها وتعلمنا ثقافة التعايش وتعدد الثقافات بدلا من ثقافات الاختلافات.
ويمكن لاي قناة عربية في اندونيسيا ان تغدو مهمة نظراً لأنها يمكن ان تبث لشريحة سكانية واسعة تمتد عبر اندونيسيا والي ماجاورها من مناطق في ماليزيا وتايلند وسنغافورة ومما يزيد من أهميتها هو تداخل الثقافات والعادات والتقاليد بين العرب وجنوب شرق آسيا. برامج القناة ستشجع التقارب والتفاعل من خلال عرض الأفلام الناطقة بالعربية، ونقل الندوات والمهرجانات الثقافية العربية والاسلامية وغيرها. في عصر المعلومات والتكنولوجيا بات وجود تلفزيون ناطق باللغة العربية مطلبا مُلحا مما يدفع الاندونيسيين إلى إنشاء قناة لهذه الغاية والثقافة الاسلامية واللغة العربية غنيتان بما يتطلب أن تكون لهما هويتهم المميزة في اندونيسيا، والخوف من التأثير الاجتماعي والثقافي على المواطن الاندونيسي ومعتقداته يجعل البعض يتحفظ على دور هذه القنوات المستقبلي في ظل زيادة النفوذ الغربي كما لا يخفي هؤلاء مخاوفهم من تمام النزعات الغربية وسط القبائل الملايوية المقسمة بين اندونيسيا وماليزيا وتايلند وسنغافورة.
ويعتقد الباحث أن قنوات مثل هذه يمكن ان تجلب تغييرا إيجابيا لمجتمع اندونيسيا. كما يمكن للصحافة العربية في اندونيسيا أن تعيش عصرها الذهبي، وتهتم بالقضايا الثقافية العامة كالأسرة والأطفال والشباب وكل ما يعني كافة قطاعات المجتمع وتهتم بالعلوم والتاريخ والفن والأدب والفكر وعلم النفس. والصحافة الأكاديمية العربية ورغم ما قد يعاب عليها من عدم توجهها إلى جمهور واسع هي أيضاً تعتبر خطوة في تجاوز الطابع السياسي في الصحافة الاندونيسية. ولابد من التفكير كذلك في اصدار مجلة اختصاصية نخبوية تبحث عن مواد فنية نظرية وأيضاً بحيث تهتم بالفنانين الاندونيسيين والملايويين وبشكل عام كافة أنواع الفن التشكيلي الحديث والقديم. أما الصحافة الأهلية أو المستقلة فقد تمتلك جرأة التطرق إلى قضايا حساسة طالما أُهملت في وسائل الإعلام الاندونيسية.
أن هناك منبعين أساسين يؤثران في استعمال الناس اللغة وهما عاملان قويان جدًا في انتشار ألفاظ الحضارة الحديثة والمصطلحات العلمية والتقنية وهما المدرسة وامتداداتها من جهة ، ووسائل الإعلام على اختلاف أنواعها من جهة أخرى ، وقد استغلت هاتين القوتين كلُ الحكومات والأحزاب في كل دولة ، أما فيما يخص البلدان الإسلامية فإن الحكومات فيها لم تستغلها استغلالاً عقلانيًا في ميدان اللغة خاصة.
الاستفادة من الاعلام الغربي الموجه للناطقين باللغة العربية:
لا يشجع الباحث الشعب الاندونيسي او الماليزي او غيرهم من شعوب المنطقة للاستفادة من الإعلام الغربي الموجَّه للناطقين باللغة العربية مثل محطة الحرة التلفزيونية وإذاعة سوا الذين تمولهما الولايات المتحدة الأميركية وإذاعة الـ (B.B.C.) بلغتها العربية المميزة والتي تمولها الحكومة البريطانية بجانب قناة الدويتشه فيلله (Deutsche Welle) وهي محطة تلفزيونية ألمانية موجهة للناطقين باللغة العربية.
كل هذه الاذاعات والقنوات يريد الغرب من خلالها تقديم برامج متعددة اللغات للعالم يعكس الرؤية الألمانية والأوروبية والامريكية للقضايا المختلفة لكن هذا ليس كل شيء فهم يريدون كذلك تناول الرؤى الأخرى من خلال الحوار وتقديم وجهات النظر والآراء المختلفة لكن يهم أن تكون قيمهم الغربية والأوروبية والامريكية والالمانية في المقدمة.
يقولون أن الإعلام العربي تسيطر عليه الحكومات العربية، لذا هم يحاولون أن يوصلوا للمستمعين ما يحتاجونه من معلومات محايدة وقريبة للحقيقة. وبالطبع هناك دواعي كثيرة لاهتمام السياسيين الغربيين وكذلك وسائل الإعلام الغربية بالظاهرة العربية، الأمر الأول هو ما تبين أو ما ظهر في السنوات الأخيرة من ظهور قنوات عربية تتكلم باللغة العربية وتخاطب الجمهور العربي وتؤثر في الجمهور العربي مما مثَّل تحديا لوسائل الإعلام الغربية في التأثير على الرأي العام العربي هذا الأمر الأول، الأمر الثاني هو ما تريده بعض الدول الغربية من التأثير على السياسات الخارجية لبعض الدول العربية فهذا الاهتمام طبعا هو اهتمام له دواعي ثنائية من هذا الجانب.
بنظرة مهنية بحتة إذا ما حاولنا تقييم أداء الإعلام الغربي الموجه للناطقين باللغة العربية، نجده بالتأكيد غير منصف، إن الإعلام الغربي الناطق باللغة العربية هو ينبثق عن قاعدة ثقافية سياسية هي تصبو في نهاية الأمر للصالح الغربي، الإعلام الغربي الناطق بالعربية لا يخدم المشروع العربي ولا المشروع الإسلامي، لا يمكن أن ننتظر من قناة الـ BBC الناطقة بالعربية أو قناة روسية ناطقة بالعربية أو قناة فرنسية ناطقة بالعربية أن تغطي قضايا المسلمين الحية مثل القضية الفلسطينية قضية العراق بمثل ما ممكن أن تغطيه قناة عربية لأن الموروث الثقافي، المصالح هي مختلفة.
الخاتمة والتوصيات:
لأن اللغة العربية أمانةٌ في أعناق العرب والمسلمين جميعاً، لا يُستثنى من ذلك أحدّ منهم، كلّ من موقعه، وبأسلوبه. ذلك أننا لا نستطيع، أن ننهض بهذه الأعباء جميعاً، ما لم تتضافر جهود كل المسلمين، ويتعاونوا في إنجاز ما يتطلبه منهم حمايةُ اللغة العربية من الآفات والمخاطر التي تتهدّدها، من عملٍ ينبغي أن يكون مدروساً ومنسقاً.
وإيمانا من اندونيسيا بقدرة اللغة العربية على مواصلة مسيرتها الحضارية في عالمنا المعاصر. وشعوراً بأنّ هذه اللغة ليست لغة انتماءٍ عرقي فحسب، ولكنها لغة دين وثقافة وأصالة ينتمي إليها كلّ المسلمين ارى انه لابد  لاندونيسيا من ضرورة  تعميم تعليم اللغة العربية على المستويات التعليمية المتنوعة كما بدأ الامر في ماليزيا الآن، وان توفر لهذه الغاية المناهج، وتكون الأطر، وتوفر الإمكانات والوسائل المعينة حتى تعطي لهذه اللغة حظها من التقدير والتعميم والاعتزاز. كما نرجو ان تخطو اندونيسيا خطوة كبرى بإنشاء أكاديمية اندونيسيا للغة العربية ليكون لها إن شاء الله، الإسهام المتميز في إثراء اللغة العربية وانتشارها.
إننا لا ننكر أن اللغة كائنٌ حيّ ينمو ويتطوّر، ولكننا نرى أن تطوّر اللغة العربية يتعيَّن أن يسير في خط مستقيم، وأن تحكمه ضوابط علمية، لأننا نخشى أن يؤدي بنا التساهل في تطوير اللغة، إلى إحداث القطيعة مع تراثنا العظيم، ومع مصادر ثقافتنا العربية الإسلامية، وفي المقدمة منها، الأصول الراسخة لثقافتنا وتراثنا.
إننا ندعو إلى انتهاج سبيل الوسط والحكمة والتبصّر في تطوير لغة الضاد، ونرى أن التطوير، الذي هو ضرورةٌ، لا يعني بأي حال، إفسادَ اللغة، أو تمييعَها، أو اقتلاعَها من جذورها وطمس هويتها، وإنما يكون التطوير والتجديد والتحديث بالحفاظ على سلامة اللغة وصحتها، وتكييفها في الحدود المعقولة، مع مقتضيات تطوّر العصر، دون مسخ لشخصيتها الاعتبارية.
وفيما يتعلق بدور وسائل الاعلام في نشر اللغة العربية توصي الورقة بما يلي:
أولاً: ضرورة الاستعانة في تدريس اللغة العربية بالوسائل السمعية والبصرية الحديثة، لمختبرات اللغة وأجهزة الاستماع، والأشرطة المرئية، والشرائح المصورة، وأقراص الحاسوب والاستفادة من التقنيات الفضائية لنشر العربية عبر برامج التعليم عن بعد، والاستفادة من تجارب الآخرين في كل هذه المجالات لمعرفة استراتيجيات التدريس ومداخله وأساليبه وتقنياته.
ثانياً: الاهتمام ببرامج تعليم العربية لغير الناطقين بها، المقروءة منها والمسموعة والمرئية، ودراسة اهتمامات غير الناطقين وأغراضهم من الاطلاع على اللغة والثقافة العربية الإسلامية، ومراجعة المحتوى الثقافي الذي تقدمه مناهج وكتب تعليم اللغة العربية إلى هذه الشريحة بما يغني حاجتها ويُحقق أغراضها التي لا تتعارض مع قيم الثقافة الإسلامية وأبعادها العقدية والشرعية والأخلاقية.
ثالثاً: التوسع في نشر اللغة العربية في الدول التي كانت العربية لغتها الرسمية، مثل دول جنوب شرق اسيا مثل اندونيسيا وماليزيا والدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء،، والجاليات العربية في الخارج، ودعم هذا العمل بالوسائل المادية والمعنوية، بما يجعله قادراً على منافسة اللغات والثقافات الأخرى بأساليب قادرة على الصمود والتأثير.
رابعاً: تشجيع الكتاب العربي بكل الوسائل، وتشجيع تكوين الجمعيات الأهلية لحماية اللغة العربية والدفاع عنها، والإشادة هنا بالجمعيات القائمة في هذا المجال.
خامساً: استحداث مراكز لتطوير اللغة العربية أسوة بمراكز تطوير اللغات الحية في العالم، وذلك لتلبية الحاجة إلى تطوير أساليب تعليم لغة الضاد وإيجاد مداخل تدريسية علمية جديدة، وإجراء دراسات مشتركة لتعليم اللغة بين اللغويين والتربويين.
سادساً: مواصلة السعي لدى المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، للاحتفاظ بمكانة اللغة العربية باعتبارها إحدى لغات العمل المعتمدة لديها، ودعوة الدول العربية إلى تقديم الدعم المالي المخصص لهذا الغرض.
سابعاً: على الإعلام الإسلامي أن يعزز في النفوس مكانة اللغة العربية الفصحى لكونها لغة المستقبل، وأن يشعر الإنسان المسلم بأهمية الوعي بها واحترامها. وعليه أيضًا أن يُفسح للفصحى مزيدًا من الوقت ، وأن يقدمها في ثوب يغري المتلقين.
المراجع:
1-    القرآن الكريم
2-    ابراهيم امام محمود، موقف الاعلام من التحدي القائم بين الحضارة الحديثة والشباب العربي، ضمن ابحاث الندوة العلمية الخامسة بعنوان دور الإعلام في توجيه الشباب، (الرياض، دار النشر بالمركز العربي للدراسات الامنية والتدريب، 1408م).
3-    أحمد شيخ عبد السلام، العولمة اللغوية: تبعات حضارية للغة العربية، ( كوالالمبور، مطبعة الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا، 2008م) ط1، ص 19.
4-     أحمد ابراهيم أبوشوك، (دار التجديد للطباعة والنشر والترجمة، الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا، 2006م)، الجزء الاول.
5-    أحمد ابراهيم ابوشوك، تاريخ حركة الاصلاح والارشاد وشيخ الارشاديين احمد محمد السوركتي في اندونيسيا، مركز البحوث العلمية، الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا، ودار الفجر – ماليزيا 2000م.
6-    محمود اسماعيل صيني، وسائل تدريب معلمي اللغات الاجنبية وتطويرهم، الندوة العالمية الاولى لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، جامعة الرياض 26- 30 مارس 1978م.
7-     عناية الله إبلاغ، اللغة العربية واهتمام المسلمين بها ، الجزيرة نت
http://www.aljazeera.net/channel/archive/archive?ArchiveId=90807
8-    علي ليلة، الثقافة العربية والشباب، (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 2003م)،الطبعة الاولى
9-    محمد إبراهيم عيد، الهوية والقلق والإبداع، (دار القاهرة ،القاهرة، 2002م)، الطبعة الاولى
10-    عبد العزيز شرف، الإعلام الإسلامي وتكنولوجيا الاتصال،(دار قباء القاهرة ،1998م).
11-    سلطان بلغيث، وسائل الإعلام واللغة العربية: الواقع والمأمول، نشر في ٢٨ أيار (مايو) ٢٠٠٦م http://www.diwanalarab.com/spip.php?article4568
12-     http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=1759
13-     عاطف عدلي العبد، القنوات المتخصصة أنواعها، جمهورها، بحوثها، وأخلاقياتها، (القاهرة، 1997م).
14-     فاروق ابوزيد، فن الكتابة الصحفية، (القاهرة ، 1998 )
15-     محمد نادر عب الحكيم السيد، لغة الخطاب الاعلامي في ضوء نظرية الاتصال: دراسة أسلوبية لغوية في نشرات الاخبار الاذاعية، (القاهرة، دار الفكر العربي، 2006م) الطبعة الاولى.
16-    علي عبد الرحمن رشدي، تعليم العربية بالراديو، السجل العلمي للندوة العالمية الاولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها (الرياض، عمادة شؤون المكتبات جامعة الرياض،  1980م). الجزء الثاني.
17-    حسين قادري، دور وسائل الاعلام في تعميم اللغة العربية في الجزائر، مجلة العلوم الانسانية، جامعة محمد خيضر بسكرة، العدد الخامس،فبراير 2004م.
18-    عبد العزيز شرف، اللغة الاعلامية، (القاهرة، المركز الثقافي الجامعي، 1980م)،


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية