للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية بين الأصالة والتغريب

أ.د. محمد عبد الله سليمان

   الأصالة تعني الانتماء إلى ثقافة الأمة والتحرر من عقدة النقص والتبعية ، والإنسان طالما أنه ينتابه الشعور بأنه تابع لغيره وليس أصيلا لن يستطيع أن يقدم لأمته شيئا لأنه سيدخل في دائرة الاستلاب الحضاري والثقافي فعلى الإنسان العربي أن لا يكن إمعة يقول أنا مع الناس، ولكن عليه أن يكون له موقفه الحضاري والثقافي ، وأن يرتكز على تراثه اللغوي والأدبي عند عباقرة العربية القدماء .
    والأصالة بحسب ما ورد في معاجم اللغة تعني جملة من المعاني منها  الثبات والقوة والعراقة والجودة والتميز والابتكار . وقضية الأصالة والمعاصرة والقديم والحديث من القضايا التي تجادل حولها النقاد كثيرا في عصور الأدب المختلفة قديما وحديثا ، وبعضهم يظن أن الأصالة تعني الانحياز للقوالب الجامدة في المجتمع فكريا ، أو ثقافيا ، أو أدبيا دون أن يمتد إليها التطور والمعاصرة فلابد من الانطلاق من تراث الأمة نحو آفاق المستقبل ، يقول الدكتور حسن حنفي ، في كتابه " قضايا معاصرة  في فكرنا المعاصر "  " الأصالة أساس الفكر والمعاصرة إحساس بالواقع "  فالنقطة الأساسية للانطلاق نحو المعاصرة هي الأصالة ، وأي انطلاق من فكر وثقافة الآخر دون الارتكاز على فكر الأمة وثقافتها الأصيلة يؤدي إلى الانزلاق نحو التغريب والتبعية .
   ولابد لنا من الانتفاع الواعي بالتراث ، والنظر إليه بعين فاحصة ، والغوص في أعماقه لاصطياد جواهره ولآلئه الثمينة ، وليس هنالك ثمة أمة عريقة في الحضارة ، ولها وزنها يمكن أن تهمل تراثها اللغوي والأدبي والعلمي والثقافي .
   والقضية التي نحن بصدد مناقشتها هي الأصالة مقابل التغريب ، والأسئلة التي تحتاج إلى نقاش . هل كل ما جاءنا من الغرب من نظريات أدبية ولغوية صالحة للتطبيق على اللغة العربية ؟ وكيف نستفيد من النظريات الغربية دون المساس بخصوصية العربية ؟ وهل يمكن الاستغناء عن هذا الإنتاج الإنساني الغربي للنظريات ؟ وهل في مقدورنا إنتاج نظريات معاصرة خاصة بنا بدلا من أن نكون عالة على الغرب ؟ .
     بعض المثقفين المنبهرين بالغرب يظنون أن النظريات الغربية الحديثة فيها حلول سحرية لمشكلاتنا اللغوية المعاصرة ، ويحاولون نقل النظريات الأدبية واللغوية وتطبيقها على لغتنا العربية بحذافيرها دون مراعاة لخصوصية اللغة العربية وهم بهذا الفعل  كمن يحرث في البحر لأن العربية لها  سماتها الخاصة بها ، ولا مفر لنا إلا بالرجوع إلى تراثنا العربي ، ونفض الغبار عنه وتطويره والبناء علية ، فتراتنا العربي حافل بالنظريات والجهود اللغوية والأدبية .وهذا لا يعنى أن لا نستفيد من التجارب الإنسانية ، ولكن ليس كل نظرية تصلح  للتطبيق على لغتنا .
   ولا ندعي أن كل ما جاءنا من الغرب من نظريات في اللغة والأدب غير صالح ولو حدث ذلك نكون مجافين للمنهجية العلمية ، ولكن بالمقابل ليس كل النظريات الغربية صالحة للتعامل معها وتطبيقها على العربية . فالنظريات اللغوية والأدبية نظريات إنسانية عامة محايدة في أغلب الأحيان ولكن ليس بالضرورة أنها تتواءم مع لغتنا .
   وما نؤكد عليه أن تراثنا العربي ثر وغني ولكننا عجزنا عن تطوير هذا التراث لأسباب كثيرة لا يسع المجال لذكرها فلابد لنا من العودة باللغة إلى أصولها القديمة والغوص في تراثها اللغوي والأدبي  والانطلاق منه نحو المعاصرة ، والاستفادة من النظريات الغربية الحديثة وليس الاعتماد عليها وجعلها هي الأصل .


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية