للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

العربيزي: لماذا تحاربه غوغل وتهتم أكثر بالعربية الخالصة؟

محمد رياض العشيري

مازلنا نعيش في فعاليات مبادرة "أيام الإنترنت العربية" التي بادرت بها شركة غوغل –بالاشتراك مع بعض الشركات الأخرى، مثل "تغريدات"، و"ومضة"، و"يملي"، من أجل زيادة المحتوي العربي على الشبكة العالمية.

ويقدر عدد متحدثي اللغة العربية الآن بأكثر من 422 مليون نسمة، وهم يمثلون 5 في المئة من سكان العالم، والعربية من أكثر اللغات سرعة في الانتشار على الإنترنت، إذ تحتل المركز السابع بين أكثر اللغات استخداما على الشبكة، ومن المتوقع أن ترتقي إلى المركز الرابع بحلول عام 2015.

وعلى الرغم من ذلك كله فإن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 3 في المئة من إجمالي المحتوى الرقمي عليها بأنواعه كافة المكتوبة والمصورة والمسموعة.
محاربة غوغل للعربيزي

ولكن لماذا تهتم شركة مثل غوغل بزيادة المحتوى العربي على الإنترنت؟

قد يرجع اهتمام غوغل باللغات بصفة عامة –ومن بينها العربية- إلى طبيعتها كشركة تربح من العمل في مجال الإعلان المرتبط ببعض الخدمات التي تقدمها، ومن أهمها البحث على الإنترنت (محرك غوغل للبحث)، والبريد الإلكتروني (جيميل)، واليوتيوب، والخرائط، وغيرها.

ولذا فكلما زاد عدد مستخدمي تلك الخدمات في البلدان المختلفة في أرجاء العالم، وباللغات المختلفة، عاد ذلك على الشركة –بلا شك- بربح أكبر.

ومن هنا سعت الشركة إلى جلب المستخدمين من متحدثي العربية.

فأتاحت لهم منذ بدايات نشأتها في أواخر التسعينيات إمكانية بحث محتويات شبكة الإنترنت باللغة العربية، مستفيدين في الوقت نفسه من الميزات التي عُرف بها محرك غوغل من سرعة فائقة في عرض النتائج.

ولم تكتف غوغل بذلك، بل أتاحت للعرب وسائل أخرى تشجعهم على استخدام الإنترنت بلغتهم دون الحاجة إلى الإلمام بلغة أجنبية، كان منها خاصية البحث الصوتي بالعربية الفصيحة، أو بإحدى لهجاتها، وإطلاق خاصية الإكمال التلقائي للكلمات خلال الكتابة بالعربية، وتعريب واجهة يوتيوب، وتعريب خرائط غوغل، وموقع التواصل الاجتماعي غوغل بلس، وتعريب متصفح "كروم"، وبريد جيميل.

وشاركت الشركة أيضا في محاربة ظاهرة آخذة في الانتشار في بعض دول الخليج، خاصة الإمارات، تعرف بـ"العربيزي"، وهي خلط العربية بالإنجليزية عند استخدام وسائل التقنية الحديثة، مثل الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية، أو الكمبيوتر، وفي الأحاديث اليومية التي تكاد تغيب عنها الهوية العربية شيئا فشيئا.

وهنا قدمت غوغل ميزة تعرف بـ"التعريب" التي يمكن عن طريقها استخدام لوحة مفاتيح اللغة الإنجليزية، كأن تكتب مثلا "kaifa haluka" فيحولها نظام غوغل إلى المقابل العربي "كيف حالك".

ويهم غوغل -بطبيعة الحال- باعتبارها شركة تعتمد على الأرباح الواردة من الإعلانات، أن يزيد عدد من يكتبون بالعربية، ففي ذلك زيادة للمحتوى العربي الذي سيساعد بدوره على جلب المزيد من الإعلانات، في منطقة تعرف بكثرة رجال الأعمال والأثرياء الذين ينفقون ببذخ على ما يهوون وما يحبون.
"الكتابة الرومانية"

وموضوع "العربيزي"، يعيدنا إلى قصة علاقة اللغة العربية وتقنية الإنترنت بصفة عامة، والعربية وغوغل على وجه الخصوص.

فعندما ظهرت الهواتف المحمولة، في أوائل التسعينيات لم يكن بها لوحة مفاتيح للحروف العربية.

لكن أبناء العربية تفتقت قريحتهم عن فكرة ذكية للتغلب على هذا القصور، يمكن أن نسميها طريقة "الكتابة الرومانية"، وذلك باستخدام لوحة المفاتيح "الرومانية" بصفة عامة لكتابة محتوى عربي.

ومثال ذلك، العبارة التالية "2ana 2asta6ee3 kitabat allu3’a al3arabiya 7aliyyan"، التي تعني "أنا أستطيع كتابة اللغة العربية حاليا".

وهناك بطبيعة الحال "لهجات" أو اختلافات –وإن كانت طفيفة- في تمثيل العبارة العربية الواحدة بحسب الرموز التي يميل كل شخص إلى استخدامها.

ثم تطورت هذه الطريقة بعد ذلك، باستخدام مختصرات لبعض الكلمات المتكررة، لتقليل التكلفة الكبيرة التي كان على مستخدمي الهواتف المحمولة دفعها نظير الرسائل النصية –التي كانت هي ذاتها أقل من حيث التكلفة من المكالمات الهاتفية.

ولاتزال "الكتابة الرومانية" مستخدمة في عدد لا بأس به من غرف الدردشة العربية، بل لا يزال عدد من شباب العرب وكبار السن أحيانا –خاصة المقيمين في الدول الغربية- حتى اليوم يفضل استخدامها ربما لسرعتها، أو لعدم توافر لوحة مفاتيح عربية في هواتفهم.
ملامح إنجليزية

ولم يقتصر تأثير الإنترنت وتقنيتها الحديثة في اللغة العربية على طريقة "الكتابة الرومانية" فقط، بل أخذت بعض ملامح الإنجليزية تسري في اللغة العربية المستخدمة في مجال الإنترنت، فانتشرت أسماء مثل "إنترنت" و "أونلاين" و"كمبيوتر" و "كيبورد" و "ماوس" و"آيفون" و"آيباد" و"آيبود" و"يوتيوب" و"فيسبوك" و"تويتر". وترددت أفعال من قبيل "ستَّاب - " و "هنَّج - " و "سيَّف – ".

لكن العلاقة بين اللغة العربية وتقنية الإنترنت الحديثة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدت ذلك خاصة بعد ظهور محرك غوغل للبحث، الذي تعود نشأته إلى عام 1998.

ولم يعد غوغل محركا للبحث فقط، بل تجاوز ذلك إلى المنافسة في مجالات أخرى، منها البريد الإلكتروني، والمدونات، والترجمة التي تعتمد –كما تقول الشركة- على الذكاء الاصطناعي، والهواتف المحمولة وتصميم نظام خاص بها يعمل على الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، هو نظام أندرويد الذي ينافس نظامي شركة أبل ومايكروسوفت.
هيمنة غوغل

ولكن تظل المهمة الرئيسية للشركة في نظر مستخدميها -الذين قد يفوق عددهم المليار شخص- هي البحث عن المعلومات في مواقع الإنترنت. وأدى هذا إلى صياغة فعل جديد في اللغة الإنجليزية للدلالة على الحث على البحث عن معلومة عبر الإنترنت، وهي "google it".

ونحا بعض الآباء عند اختيار البحث عن أسماء لأطفالهم المولودين حديثا إلى استشارة غوغل لسرعة النتيجة وشمولها.

وكانت أغرب قصة قرأتها في السادس من ديسمبر/كانون الأول الحالي هي ما فعله أب لبناني –كان يبحث عن اسم جديد وفريد لابنه الذي ولد حديثا عبر موقع غوغل- بعد عناء البحث باختياره "غوغل" اسما لابنه.

وأغرت سرعة غوغل الفائقة في عرض نتائج البحث بعض المواقع الإخبارية والصحفية بالالتزام برسم الاسم الذي يُظهر محرك غوغل شيوعه، حتى وإن خالف ذلك الاسم ما هو متعارف عليه رسميا.

فالدولة السورية التي مازال اسمها يتردد في الأخبار كل يوم تقريبا منذ ما يقارب العامين تعارف أهلها رسميا على كتابة اسمها "سورية" لكن بعض المواقع تميل إلى كتابتها "سوريا" لأن هذا هو الرسم الأكثر شيوعا على غوغل.

وبالرغم من أن العاصمة الصينية التي كانت تعرف في الماضي بـ"بكين"، وأصبحت الآن رسميا "بيجين"، فمازال بعض المواقع الصحفية يفضل استخدام "بكين"، لأنه الأكثر ورودا في محرك غوغل.

بي بي سي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية