للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

غطرسة لغوية

أ. دوان موسى الزبيدي

هناك مقولة في النحو - وإن كنت لا أستحسنها– "لم يترك الأول للآخر شيئا في النحو " فقد سبقنا العلماء الأ ُوَل إلى كل ما نريده منهم ،هم اعتمدوا على السماع والقياس معا ، بعضهم  مال إلى القياس ،وآخرون آثروا السماع ، وجميعهم أخذو ا من بعضهم بعضا ، فسيبويه أخذ من الخليل خمسمائة مسألة في النحو وضمّنها كتابه ،وأخذ من حبيب بن يونس أكثر من مئتي مسألة ...
لم يصرخ الخليل، ولا حبيب في وجه سيبويه ولم يتهماه بالسرقة ، وما نـُقِلَ عنهما أن سيبويه قد سرق منهما ؛ فغايتهم ،وسيبوية وضع الأسس النظرية لقواعد اللغة العربية،وهكذا نسج المحدثون على منوال من سبقهم من العلماء الأفذاذ،لم يهذي واحد منهم فيما أبدع ولم يصبهم الغرور فيما قدموا للعربية ، لكن في زمن داء الغطرسة ،والتكبر، والادعاء أصبح الهذيان وترا يعزف عليه كل المدّعين، والأدعياء ، فقد ادعى الدكتور الشمسان أنني أخذت من بحثه،"رأي العلماء في صرف أشياء" ولم أشر إليه، وما درى أنني ،وأياه ننهل من معين واحد ،والبحث ذاته مدرج في مجلة مجمع اللغة العربية، وفي مشكل إعراب القرآن.....وقد ذكرت ما رجعت إليه للأمانة العلمية،ولم أذكر الشمسا ن؛ لأن هناك من سبقه في تناول مسألة اختلاف العلماء في صرف أشياء،لم أردّ على ما كاله من اتهامات ، وتركت الردّ للقراء المحترمين لم يقصروا بحقه، على كل حال لن أقف عندهذا طويلا..لكن أقول :ما أتعس الذين يمتهنون الكتابة،وما أشد عذابهم عندما يرتبطون بباب ثابت، وموعد ثابت يطاردون الأفكار فكرة وراء فكرة،ولايكادون يمسكون بواحدة منها حتى يتضح لهم أن هذه الفكرة قد تمّ تناولها من قبل ،أو كـُتب عنها،وعالمنا اليوم على الرغم من اتساعه فهو قرية صغيرة تكتنفها الاتصالات لقدسقط بعض الكتاب في هذا الفخ، وأصبح يملأ مساحته الثابتة كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر بأيِّ شيء، لكن القرّاء يحاكمون ،ويقبلون، ويرفضون ويناقشون ،ويعلقون، يكفي الدكتور الشمسان تعليق الدكتور عصام نور الدين في - 21-07-2014 الذي همس فيه لنا لكي نتعظ: "أريد أن أقول كلمتين أحسم فيهما الخلاف بين شمسان ودوان :في النحو لم يترك الأول للآخر شيئا فلايعتب الشمسان على الأستاذ دوان عندما لم يذكر اسمه لأنه أورد أسماء هي أكبر منه بكثير واعتمدها مراجع له، وأشياء هي أصلا مختلف فيها وكان رأي دوان واضحا أن نحل الاختلاف بجواز الوجهين منعا وصرفا..." ما الذي يضيرك ياأستاذ شمسان!
لقد استخرج الدكتور عصام  بكلمتين الحكم العلمي من رحم اللغة العربية نفسها مراعيا خصائصها ومستوحيا عبقريتها، وهادفا إلى خدمتها بجعلها متلائمة وروح العصر الذي نعيش،لكن عندما أفردت جريدة الجزيرة  زاوية مداخلات لغوية للشمسان ،وبدأ يخوض فيها بمسائل لغوية جرت مناقشتها من قبل وعلى مستويات عالية،وهو يريد من خلال طرحه هذا أن يبرز( فهلويته) النحوية ،ويضيّق ما هو واسع ليقال عنه : "الشمسان فهمان".. لغتنا يسيرة على من أحبها.. جميلة  عند من يتذوق الجمال ، جليلة  في عين من يجلّ القرآن....  وأختم بقول  البستي "من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه ،وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه ،فإن أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم ،وأعجز منه من عابهم بما فيه. (ابن حبان البستي)
تدقيق لغوي:
وأود أن أذكـّر الشمسان أن الفعل (عاب ) متعدٍ ، نقول : عابه ولا نقول عاب عليه ،والفعل ( دلّ) متعدٍ بالحرف (على) نقول: دل عليه، ولا نقول: دلني إليه، يقول تعالى :" هل أدلكم على تجارة ...."
وأرجو من الدكتور الشمسان أن يبحث في تصريف كلمة " دوّان"..لنقف على معناها..شكراً..


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية