الهند - الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي تحتفي بـ اليوم العالمي للغة العربية

نظم قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي، اليوم الخميس، لقاء خصص للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 دجنبر من كل سنة، وذلك بتنسيق مع اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند.

وأبرز محمد أيوب الندوي، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة في افتتاح هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع البيت الثقافي العربي بنيودلهي، دلالات الاحتفال بهذا اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارا أدخلت بموجبه اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الهيئة الأممية.

وأشار الندوي إلى الدور الذي تضطلع به الجامعة الملية الإسلامية، التي تحتفل بهذه المناسبة للعام الثاني على التوالي، في تدريس اللغة العربية وآدابها منذ تاريخ تأسيسها في عام 1920 على يد شباب وطنيين ينتمون إلى حركة "عدم الموالاة مع الاستعمار الإنجليزي"، مضيفا أن الجامعة تضم حاليا نحو 300 طالب يدرسون اللغة العربية وقواعدها.

ومن جهته، استعرض محمد نعمان خان، رئيس اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، المجهودات التي يبذلها الاتحاد في سبيل تطوير مناهج الدراسة باللغة العربية في الكليات والجامعات المتواجدة في شبه القارة الهندية، من خلال تنظيم برامج ثقافية وإلقاء محاضرات تعنى باللغة العربية وقواعدها.

وأضاف نعمان خان أن الاتحاد، الذي قام بتأسيسه نخبة من أساتذة اللغة العربية الهنود، هو بمثابة أرضية مؤسساتية تهدف إلى الإعلاء من شأن اللغة العربية والحفاظ على الموروث الثقافي الهندي – العربي، مذكرا بقيادة الاتحاد لحملة ضد إقصاء اللغة العربية من اختبارات الخدمة المدنية في الهند.

وبدوره، قال مازن المسعودي، رئيس بعثة جامعة الدول العربية في الهند، إن اللغة العربية، التي تستمد قوتها من كونها لغة القرآن، دخلت الهند من خلال الفتوحات الإسلامية والبعثات الثقافية والتجارية، كما شهدت ازدهارا كبيرا بفضل مساهمة عدد من الكتاب والعلماء الهنود.

وأكد المسعودي استعداد بعثة جامعة الدول العربية في الهند تقديم كل الدعم والمساندة لأي مبادرة تهدف إلى تطوير آفاق تدريس اللغة العربية والرفع من شأنها في شبه القارة الهندية من قبل المؤسسات والهيئات الهندية، مشيرا إلى أن البعثة حصلت على موافقة الحكومة الهندية والأمانة العامة للجامعة العربية من أجل إنشاء مركز ثقافي عربي في الهند.

ومن جانبه، قال نوري الشيخلي، رئيس البيت الثقافي العربي في الهند، إن هذه المؤسسة الثقافية تهتم بمد جسور التعاون والتواصل بين الشعبين الهندي والعربي، وتساهم في نشر اللغة والثقافة العربيتين لدى فئات الشعب الهندي، داعيا في الوقت ذاته طلبة اللغة العربية في المؤسسات الهندية إلى الانخراط في أنشطة البيت الثقافي العربي.

أما رئيس تحرير مجلة (ملي غازيت)، ظفر الإسلام خان، فقد تطرق إلى المكانة العظيمة التي تحتلها اللغة العربية في مناطق واسعة من العالم، مشيرا إلى أنها الوحيدة من بين باقي اللغات السامية التي يتحدث بها أزيد من 450 مليون شخص عبر المعمور.

كما أعطى ظفر الإسلام خان، وهو كاتب هندي مرموق، لمحة عن أصل اللغة العربية ونشأتها، كما تطرق إلى مراحل تطورها عبر التاريخ، مبرزا في هذا السياق المساهمات الجليلة التي قدمها الأعاجم في سبيل تطوير اللغة العربية خلال العهدين الأموي والعباسي، ومن بينهم على الخصوص سيبويه وابن المقفع.

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت القرار رقم 3190 في 18 دجنبر 1973 والذي قرر جعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها، في حين تم استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي للمنظمة خلال عام 1974. ولدى انعقاد الدورة الـ 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة (اليونسكو) في أكتوبر 2012، تقرر تكريس يوم 18 دجنبر يوما عالميا للغة العربية.

منارة