للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لسان العرب في خطر

أ. جواد محمود مصطفى

علينا أن نأخذ تحذيرات الباحثين من خطورة تراجع استخدام اللغة العربية بالأهمية الواجبة،فالملاحظ منذ سنوات طويلة مضت غزو اللغات الأجنبية لمناهج التعليم،واستتباعا اختراقها مفاصل حياتنا العملية التجارية والاقتصادية،والسياسية،والفنية،وواجهات المحلات،الأسواق والاعلانات والشركات والفنادق، وسائل النقل العام والخاص،وحتى الحافلات المدرسية،كتبت معظمها باللغة الانجليزية تحديدا،فتستفزّك هذه الظواهر السلبية بعروبتك وهويتك القومية،فتهرب من هذا الواقع بكظم غيظك "وذلك أضعف الايمان".
ناهيك عن هذا،فالملاحظ من سنوات طويلة غلبة الكلمات والمصطلحات  والألفاظ الانجليزية والفرنسية على اللغة العربية في المسلسلات والأفلام السنمائية والأغاني،وعلى ألسنة مقدمي البرامج التلفزيونية كنوع من النزق الثقافي .
وعند وصولك الى مطارات بعض عواصمنا العربية جوا ومنها الدوحة، تعتريك الدهشة والاستغراب لغياب الناطقين باللغة العربية وسيادة اللغة الانجليزية، كون العاملين في المطار قليل من الجنسيات العربية،والغالبية من الجنسيات الأجنبية ولا يجيدون الاّ الانجليزية مشفوعة باشارات توضيحية من الناس بقصد الفهم .
عندما تسأل وتتقصّى السبب لدى رجال الأعمال والتجّار والملاّك والجهات المعنية الأخرى،يأتيك الجواب "الاقتصادي" الذي فحواه أن العمالة الآسيوية رخيصة،وأن العامل والموظف الآسيوي لا مطالب له،ولا يكافح من أجل حقوق مكتسبة له بموجب قانون العمل في الدولة،اضافة الى أنه مطواع وخدوم ،وسمعت جوابا يقول بأن الآسيوي مسكين وفقير ويريد أن يعيش .
وان كانت هذه الاجابات واقعية،الاّ أنها غير مقنعة،فالمفروض من أصحاب المشاريع وشركات استقدام العمالة الوافدة من الجنسيات الآسيوية،وما أكثرها في عواصم دولنا الخليجية،وخاصة خدم المنازل وسائقي السيارات، تعليمهم اللغة العربية المبسطة،مع شيء من التعريف بعاداتنا وتقاليدنا تجنبا للاشكاليات الاجتماعية والأخلاقية.
من المنطق ونحن في بلد تتكلّم أرضها العربية،وشعبها سليل بطون القبائل العربية الأصيلة،أن تكون نسبة العمالة العربية فيها في شتى المجالات والأنشطة،هي الأكثر حضورا،وأن تكون السيادة في الشارع والأسواق والمجمّعات التجارية ...الخ هي اللغة العربية ،ولا بأس أن تكتب اللافتات بلغة أجنبية الى جانب العربية على أن تكون الأخيرة هي الأكبر حجما والأبرز مكانا .
أن استمرار هذا الحال يشكل خطورة بالغة على هوية بلادنا العربية،وحتى نتمكن التغلب على هذه الظواهر السلبية المرفوضة،علينا معالجة هذه الظاهرة المدانة ،وتصحيح المسار بوضع القوانين والتشريعات الملزمة للحدّ من كل مظاهر "نجلزة أو فرنسة"اليافطات المكتوبة كواجهات للمحلات التجارية والمصانع والشركات والفنادق،ومن على وسائل المواصلات،والزام مالكي المطاعم والأسواق ومجمّعات التسوق والبقالات والسوبر ماركت ..الخ بلغتنا،وعدم منح التراخيص اللازمة إلا بعد تعريبها بالكامل،وهذا الأمر من مسؤوليات دائرة استصدار الرخص التجارية في وزارات الاقتصاد والتجارة والبلدية والعمل والشؤون الاجتماعية،فلغتنا العربية استراتيجية وغير قاصرة أو عاجزة عن التعامل مع مستجدات ومستحدثات الحياة العصرية .        


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية