للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

علماء الدول العربية ومشايخها هلمّوا إلى باكستان لنشر لغة القرآن

أ. زاهد عبد الشاهد


في حديث مع أحد زملائي قلت له سائلا: لماذا لايستطيع كثير من المسلمين التكلم باللغة العربية؟ ولماذا لايرغب معظمنا في تعلّمها وتعليمها ونشرها؟ ففاجئني زميلي بقوله : ليس من الواجب أن يتعلم كل مسلم العربيّة فإن المسلمين لديهم من الأمور والمشاغل ما يشغله عن هذا الأمر التافه،قلت له : هل تعرف نسبة المسلمين الذين يتحدثون اللغة الانجليزية؟ طيب قل لي بالله ما نسبة الباكستانيين الذين كانوا يتحدثون باللغة الانجليزية قبل 20 عاماً؟ وما هي النسبة اليوم؟ قارن بينهما ثم قل لي الأسباب والعوامل التي جعلت اللغة الانجليزية تنتشر في مجتمع إسلامي بهذه السرعة،فسكت زميلي وغيّر الموضوع.
أرى أن العامل الرئيسي لنشر اللغة الانجليزية في العالم هو عمل أهلها الدؤوب وحبّهم للغتهم وتحبيبهم للآخرين وتيسير طرق التعلم والتعليم واهتمامهم بلغتهم في الحل والترحال فتراهم ينطقون بلغتهم الانجليزية أينما كانوا حكّاما وشعبا.
هذه اللغة التي تعدّ كلماتها لمامة أصبحت اليوم لغة ينطق بها كل صبي مسلم ويتحدث بها كل طفل عربي ما أسوءنا وما أسوء حالتنا نحن المسلمين،إن الله سبحانه وتعالى أرسل إلينا رسولا عربيّا وقرآنا عربيّا الأول خاتم الرسل والأنبياء والثاني خاتم الكتب الإلهيّة والصحف وكلاهما عربيان و هذا يصرح  بأن البقاء والدوام هو للإسلام دين الرسول العربي واللغة العربية لغة القرآن وأنهما الأتمان والأكملان مادامت السماوت والأرض ولكننا نحن قد أهملنا لغة القرآن ولجأنا إلى العرفسية والعركزية و... و... التي لاتاريخ لها ولا أصل .
وقدسبق أن كتبت في مقالة لي بأن الغرب يحاول منذ فترة طويلة لنشر ثقافته ولغته بباكستان ويدعم العديد من الجهات والمنظّمات في هذا المجال وقد نجح في مخطّطاته ومشاريعه ، وكيف لاينجح الغرب وهو يعيش من أجل هويّته و وطنه وثقافته ويفتخر بلغته ويفكّر في نشره ويخطط لذلك ولايستسلم ولا يتنازل وليتنا نقلدهم في هذا.
أما نحن فنكتفي بالقول بأنه ليس واجب شرعي ولسنا مسؤولين عنه ولماذا الكفاح من أجل لغة فحسب؟ ما كان سلفنا كذلك يا صاح ... أخبرني صاحبي من قائل  "خذ الناس بالعربية، فإنها تزيد في العقل، وتُثبت المروءة" ومن قائل: "عليكم بالتفقه في الدين، والتفهم للعربية، وحسن العبارة" ومن قائل : "تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية" إنه الرعيل الأول والسلف الصالح بل هناك العديد من الفلاسفة الغربيين الذين مدحوا العربية واعترفوا بميزاتها والفضل ماشهدت به الأعداء.
أودّ أن أقول مخاطبا للعلماء والمشايخ واللغوين والأكاديميين  وكبار المسؤولين في العالم العربي : إلى متى نهمل لغتنا الحبيبة؟ وإلى متى نظل ساكتين وراقدين؟ لماذا لايحرّكنا وقود العربية-إن صح التعبير  -للعمل والإنجاز؟؟ لماذا نخضع أمام هذا المد الجارف ولماذا نستسلم أمام هؤلاء الصعاليك الذين يهدّدون بانقراض لغة القرآن؟؟ مازالت الفرصة باقية أيها الأفاضل لنهبّ مدافعين للغة العربية وإحياءها في باكستان وفي العالم الإسلامي كله حتى ينطق الشعب الباكستاني -الذي يحب العربية والشعب العربي – بالعربية الفصحى -لغة القرآن- فهل كان الحديث بالانجليزية مندوبا أم واجبا حتى أصبح معظمنا يتحدث بالانجليزية ويتعلمها ويهتم بها،(بل ونجح الغرب في تحقيق مصالحهم وأهدافهم رغم إصدار علمائنا في أوائل القرن العشرين فتوى بتحريم تعلم اللغة الانجليزية،فكذلك لاينفعنا الخوض في موضوع الحكم الشرعي لتعلم اللغة العربيةبل العمل فالعمل) أم اللغة الانجليزية أقرب إلى لغتنا ؟ لا والله ،فإن الأردية أكثر تأثرا بالعربية منها الانجليزية،فانظر إلى الخط الأردي وأسلوب الكتابة والحروف الهجائية وما إلى ذلك من المشتركات بين اللغتين،فإنها مؤشرات بالتقارب بين اللغتين، فلماذا الاقتصار على قراءة القرآن دون فهمه؟؟ ولماذا الاقتصار على تحبيب العربية دون تعلمه؟؟ وأسألكم أيها الأفاضل-رعاكم الله- هل تودون أن ينطق العالم الإسلامي بالعربية ويتحدث بها كما كان ينطق بها سلفنا الصالح والرعيل الأول،فهلمّوا إلينا وعلّمونا لغة الضّاد وأشغلونا بالعربية دون غيرها من اللغات ،فقد سبقكم الكثير لكن ليس في القلب مكانا لغيركم فاغتنموه، واحسبوا نشر العربية  مسؤوليتكم الكبرى واجعلوها في طليعة قائمة نشاطاتكم وأعمالكم ، وادعموا الجهات التي تسعى في البلاد غير العربية لنشر اللغة العربية دعما تاما.
وهكذا نستطيع في خمسين عاما -شريطة الاستقامة والاستمرار – أن نستعيد مجدنا الضائع بإذن الله،وأخيرا أختم مقالتي ببعض أبيات شاعر النيل الحافظ ابراهيم

إلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ** بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى ** وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي
وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ** مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ

دعواتكم للعبد الضعيف..


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية