الكلمات الأجنبية المستخدمة في تسمية المحلات التجارية
د. سهام عبد الرحمن طيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمات الأجنبية المستخدمة في تسمية المحلات التجارية
منطقة الخفجي نموذجا
انتشرت في عصرنا الحديث ظاهرة تسمية المحلات التجارية بالأسماء الأجنبية و زاحمت تلك الأسماء نظيراتها العربية حتى فاقتها في العدد . و لا ندري سبب انتشار هذه الظاهرة فهل هو إعجاب باللغات الأخرى أكثر من اللغة العربية أم جاءت التسمية للفت الأنظار أم عجزت اللغة العربية عن وجود أسماء أم هناك اعتقاد بأن استخدام اللغات الأجنبية يعتبر تطوراً ورقياً.
فلا ندري أسباب انتشارها في كل مكان! نسمي هذه الأسماء ولا ندري بأننا نحي ونردد ألفاظ لغات أخرى . تحتل الألفاظ والأسماء الانجليزية المرتبة الأولى وتأخذ نصيب الأسد وأشهر الأسماء الموجودة (مودرن ) محل حلاقة و(شوز زون ) محل أحذية (سليب هاي ) محل مراتب ,(بيوتي سنتر) محل تجميل للنساء وكان من الممكن أن نحاول إحياء أسماء عربية جميلة ونادرة ونشرها بين الناشئة . واللغات الأخرى ليست أبلغ في التعبير من اللغة العربية فقد قال الله تعالى: ( وهذا لسان عربي مبين ) سورة النحل الآية (103) .هنالك بعض الأسماء التي يمكن أن تستثنى من ذلك وهي أسماء الشركات الأجنبية المسجلة في الخارج والشركات ذات الأسماء العالمية الموجودة بالمنطقة . أما فيما عداها فلا.
- هنالك أسماء ولها معاني تقابلها بالعربية و تماثلها جمالا وقد تفوقها ولكن الكلمة الأجنبية صار لها سحرا خاصا مثل (الرومانسية ) اسم مطعم ولها مقابل عدة كلمات عربية فمعناها الوجدان والعواطف والغرام والحب
- هنالك بعض الأسماء ذات المعاني غير المعروفة أساسا ولا من أي لغة جاءت مثل (الموركي ) محل حلويات
- هنالك أسماء لا علاقة بينها وبين المنتج الذي يباع كتسمية أحد المطاعم بـ (الطربوش) فالطربوش هو غطاء للرأس وأصلها تركية , فما العلاقة بين ما يلبس وبين الأكل
- هنالك بعض الأسماء العربية ولكنها ركبت تركيب غير عربي مثل اسم (فلافلجي) اسم أحد المطاعم فالفلفل كلمة دخلت للعربية من قرون طويلة من اللغة الهندية وتعربت ولكنها نُسبِت نسباً تركياً
- هنالك بعض الأسماء التي ركبت من كلمتين كلمة عربية وكلمة أجنبية كـ (العربي برستد) (وسبأ فون ) وآسيا فون
- كلمات كثيرة من كل حدب وصوب فكلمة (بلازا ) كلمة( اسبانية معناها الساحة العامة ) وبازار (سوق في اللغة الفارسية )صارت تتواجد بصورة مستمرة على المحلات وفي أكثر من موقع .
- وأخيرا علينا أن ننتبه من ضياع الهوية الثقافية والانقياد بكل بساطة ومن الانبهار بالغير والتعود على عدم الاعجاب بكل ما هو آتي من الغرب وعلينا أن ننتبه لعدم الثقة بأنفسنا والشعور بالنقص حتى لا تنصهر هويتنا ونذوب رويدا رويدا في غيرنا وعلينا ألا ننقاد لمن هم دوننا لغة ودينا وشرفا . وعلينا أن ننتبه من تشويه جمال اللغة العربية . و أن نغذي أطفالنا بمفردات عربية ونبعث فيهم فخرا بها ونقوي علاقتهم بها تقوية تجعلهم لا يرون أن هناك لغة أجمل منها .
|