للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أخطاء لغوية شائعة عند كتابة العربية

أ. صلاح عبد الستار الشهاوي

 

يهدف المقال إلى إعادة الكتّاب إلى جادّة الصواب اللغوي بالإشارة إلى نماذج من الأخطاء الشائعة، التي باتت متداولة وتؤثر في تحوير المعنى وتخل جوهرياً في قواعد العربية.

فلقد شاعت على ألسنة جمهرة من المتحدثين والكتاب أنماط لغوية من الألفاظ والتراكيب، وكثر شيوعها وانتشارها وعَمّ تداولها وتناقلها، وتلقفها كثير من الناس بسهولة ويسر، لا يتدبرون أصولها العربية، ولا مطابقتها للقواعد اللغوية. فَعمّ بمثل هذه التراكيب والأساليب الضعف اللغوي وصارت – لكثرة استعمالها– كأنها الأصل.  
ولأن اللغة العربية لغة سهلة طيّعة ذات ثوب فضفاض ينحت منها ألفاظ وتراكيب جديدة ،ويشتق منها أخرى. ومع كل الإجازات التي تطالعنا بها المجامع اللغوية العربية من حين إلى أخر، ومع ما يمكن أن تجيزه هذه المجامع مستقبلاً إلاّ أنه يظل للغة دائما حدودها، ومع كل ذلك لا يغفر لنا أن نأتي بأخطاء لغوية شاعت على السنة بعض المتحدثين، وفى أقلام فريق من الكتاب. ولذيوع الأخطاء في كتاباتنا أسباب وعوامل شتى يمكن إجمالها فيما يأتي:
1- طغيان اللهجة العامية: وهي خليط من الفصيح المصحّف والمحرّف وبعض الألفاظ المرتجلة.
2- شيوع السماعي في اللغة العربية – السماع في اللغة خلاف القياس، وهو ما نسمعه عن العرب ونستعمله دون أن نقيس غيرة عليه – وهذا السماعي يكثر خصوصاً في باب الصرف و الاشتقاق – يقف عقبة كأداء في طريق الكتاب. وقل من يتفادى منهم  الوقوع فيه. 
3- الجهل باللغة: وذلك بالرغبة عنها، والاكتفاء بالاطّلاع الضحل على قواعدها وعلومها،- فالطلاب مثلا- يأخذون من العلم ما يسعفهم على تخطي عقبة الامتحان وإحراز النجاح، وبعد ذلك لا يحاولون إنماءه بالمطالعة التي تقيهم من اقتراف بعض الأخطاء والهفوات.
هذه بعض العوامل التي جعلت الألسنة تتنكّب عن الصواب، وتحيد عن جادة الفصحى، فانتشرت الأخطاء اللغوية في بطون الكتب، وعلى صفحات المجلات والصحف، بالإضافة إلى ما تلوكه ألسنة الأدباء الخطباء ومذيعي التلفاز من عثرات، وللألسنة عثرات لا يظهر بعضها في الكتابة، كجرحه عين الماضي والمضارع والأمر... الخ.
ولقد تسربت إلى لغتنا العربية في العصر الحديث أساليب كثيرة دخل بعضها بفعل الترجمة أو نتيجة للاحتكاك والتفاعل بين اللغات، أو لعلها بدأت طريقها من اللهجات العامية إلى الفصحى بواسطة العاملين في أجهزة الاتصال بالجماهير كالصحافة والإذاعة والسينما والمسرح والتليفزيون.
حتى أن كثير مما نستخدمه الآن من تعابير هو في الحقيقة مستحدث وهذه التعابير المستحدثة لم يعد أحد يتوقف للسؤال عن عروبتها أو أصول صحتها اللغوية بعد أن أصبحت جزءا من التراث العربي بينما كانت هذه التعابير موضوع استنكار عدد من علمائنا منذ نصف قرن.
 لذا يحرص علماؤنا اللغويون المعاصرون على التميز بين مستويين من الفصحى التي نستعملها الآن.
- المستوى الأول:
هو فصحى التراث أو الفصحى التراثية التي هي عنوان على الصحة اللغوية، ونموذج رفيع لسلامة التعبير وفصاحته، كما أنها السجل الذي يضم صفحات التراث العربي في مجالاته الأدبية والدينية والمعرفية المختلفة.
- المستوى الثاني: 
فهو فصحى العصر أو الفصحى العصرية، وهي بدورها السجل الذي يضم علوم العصر الحديث ومعارفه وتتنوع مجالاتها بتنوع حضارة المجتمع واتساع معارفه وغناها في مجالات العلم والفن والإنسانيان والأدب والسياسة والاجتماع والاقتصاد فضلا عن الصحافة والإذاعة والتليفزيون ويرى البعض ،أنه إذا كانت فصحى التراث أعلى في السلم اللغوي من حيث صحة المقارنة بفصحى العصر، فإن فصحى العصر أكثر غنى واتساعا ووفرة في المفردات والصيغ والقدرة على استيعاب ما يدخل في جسم العربية من مفردات وتعابير – من اللغات الأجنبية – نتيجة للترجمة – أو التعريب، فضلا عن اتساعها المستمر لكل ما يضاف إلى المادة اللغوية نتيجة للاشتقاق والقياس والتوليد. 
 *نماذج من الأخطاء الشائعة عند كتّاب العربية.
* استعمال بينما في درج الكلام والصحيح أن – بينما لها الصدارة دائما ولا تأتي في درج الكلام فهي تربط جملتين تتصدر أولاهما كما في قول النبي صلى الله علية وسلم: "بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مٌرَجّل رأسه يختال في مشيته إذا خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة" متفق عليه، أما إذا أردنا أن نستخدم رابط في درج الكلام فيصح أن نضع – على حين – موضع - بينما - لأن - على حين- هي التي تستخدم في درج الكلام فتقع بين جملتين تربطهما معا. 
* تذكير الألفاظ والوظائف للرجال والنساء معا فيقولون. فلانة رئيس التحرير وفلانة أستاذ الجامعة وهذا تحذلق والأفضل التأنيث، وقديما قالوا غلام وغلامه ورجل ورجلة وشيخ وشيخة أسد وأسدة، وغيرها كثير.
* استعمال كلمة حسن النوايا – والصواب – حسن النيات كما جاء في الحديث النبوي الشريف (إنما الأعمال بالنيات) وقد تجمع (نية) على (نِيّ) بكسر النون وتشديد الياء من ذلك قول النابغة الجعدي:
إنك أنت المخزون في أثر الـ        حد ي فإن تنوِ نيّهم تقمِ
* يستخدم الأدباء والنقاد كلمة – سمات - ومفردها سمة في معنى العلاقات والخصائص المميزة لأسلوب هذا الكتاب أو ذاك والسمات هي ما كان يوسم به البعير من الصور والعلامات ليعرف بها عند العرب، وكانت الوسيلة هي الكي بالنار. 
* ندخل أحد المحلات فنجد بطاقة أمام أحد المنتجات كتب عليها مباع. هذا خطاء شائع والصواب أن يكتب على البطاقة مبيع لأن المنتج المبيع هو الذي وقع عليه فعل البيع فهو أسم مفعول من فعل- باع- (وأصلة مبيوع )، أما مباع فلا أصل لها لأنها اسم مفعول من فعل "أباع" وهو فعل ثلاثي متعد بالهمزة غير مستعمل.. 
* ويقولون: "أستطرد فلان في كلامة قائلا...". واستعمال الفعل (استطرد) هنا غير جائز، لأن الطرد: الإبعاد، وضم الإبل من نواصيها، طردته: نفيته عني، ويقال: استطرد له: أظهر له الانهزام كأنه نوع من المكيدة ليحمل عليه واستطرد إليه الأمر: وصل. والفعل الصحيح المناسب للمعنى هو (تابع كلامه) مثلا: يقال تتابع الشيء. أي: توالى والتتبع والاتباع : الولاء وهذا مناسب لمعنى إرسال الكلام بعضة يتبع بعضاً ويليه.
* يقال "الغث والثمين" والصواب "الغث والسمين " لأن السمين ضد الغث "، والرخيص والثمين" لأن الرخيص ضد الثمين – أي الشيء الغالي الثمين.
* ومن الأخطاء الشائعة قولهم: " نظرت إلى وجهها فحمدت له جماله"! الحمد هنا خطأ لغوي. لأن الحمد لا يكون إلا على الفعل فيقال: أحمدك على فعلك الحسن ولا يقال أحمدك على وجهك الحسن.
* يقال: نصحه وشكره. والأفصح من ذلك، نصح له وشكر، قال تعالى: " أن اشكر لي ولوالديك ألي المصير" (لقمان: 14) وقال أيضا: "ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم" (هود: 34 ) وفي حديث الرجل الذي وجد كلباً يلهث يأكل الثرى من العطش، فنزل بئرا فملأ خفه ماء فسقى الكلب : " فشكر الله له وغفر له" (من حديث أبي هريرة ) صحيح الجامع الصغير رقم الحديث 2872.
* يستخدمون خطأ لفظ العائلة بمعنى الأسرة. ولفظ العيلة معناه في اللغة الفقر، قال تعالى: "وإن خفتم عَيلَه فسوف يغنيكم الله من فضله" (التوبة: 28) وقوله تعالى: "ووجدك عائلا فأغنى " (الضحى: 8).
أما الأسرة (أسر) هم الرهط والأهل.
*ومن الأخطاء اللغوية الشائعة قولهم يسري العمل بالنظام الجديد من أول العام القادم. واستعمال الفعل (يسري) هنا في غير موضعه، فالسري هو سير عامة الليل والفعلان (سرى) و(أسرى) بمعنى واحد ومنه قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" (الإسراء: 1) ولتكون العبارة الصحيحة يجب أن يستبدل بالفعل (يسري) فعل آخر يناسب المعنى مثل  ( ينفذ) – فيقال – ينفذ العمل بالنظام الجديد من أول العام القادم. النفاذ: جواز الشيء عن الشيء والنافذ: الماضي في جميع أموره، وأنفذ الأمر: قضاة ومعني ذلك الانتقال من نظام إلى أخر وهو المناسب هنا. ويمكن أن يقال أيضا: يمضي العمل بالنظام الجديد من أول العام القادم. فالأمر الممضو هو النافذ ويقال: مضى في الأمر مضاء ومضوا: نفذ.
* ويقولون: لاحظ ثم قارن، وتعنى لاحظ ثم فاضل، واستعمال (قارن) بمعنى (المفاضلة) من الأخطاء اللغوية الشائعة إذا أن فعل (قارن) لا يعني المفاضلة بل يدل على المصاحبة كقولهم (قارن زيد عمراً ) أي أنه صاحبه وصار له قرينا والأصح استعمال (وازن) بديل (قارن) أي قابل بين الشيئين للكشف عن وجه التشابه أو الاختلاف بينهما، وقد أصاب الامدي حين سمي كتابه النقدي (الموازنة بين أبي تمام والبحتري).
* يقال: سوف لن ينظر في الأمر بمعنى أن الأمر لن ينظر فيه في المستقبل، فيقحمون "سوف" على العبارة دون مبرر وسوف مختصة بالإبحار كما أن لن مختصة بالنفي فتناقضا.
* نتصفح جواز سفر فنجد مكتوبا فيه: البلاد التي يعمل بها في هذا الجواز: الأقطار كافة.
وكذلك قول القائل: زرت كافة البلاد، ورجعت كافة النسخ
والصواب أن يقال: زرت البلاد كافة، وراجعت نسخ الكتابات كافة 
 وذلك أن لفظة كافة لا تضاف إلى غيرها ولا تدخلها أل وتكون دائما منصوبة على الحال. وفي القرآن الكريم شواهد على استعمالها الصحيح: كقوله تعالى: "وقاتلو المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" (التوبة: 36).
* يقال: صحت السماء إذا صارت صحوا. والصواب أصحت السماء بالألف فهي تُصحى – بضم التاء وسكون الصاد – إصحاء ويقال صحا السكران إذا أفاق.
* ومن الأخطاء اللغوية الشائعة قولهم: "عمر الغلام  بين الخامسة والسادسة عشر "يعني أن عمره يتراوح بين الخامسة عشر والسادسة عشر. والعبارة تدل على أن عمر الغلام يقع بين الخامسة وبين السادسة عشر وليس ذاك هو المعني المراد. لذا لزم تكرار جزأي العدد "الخامسة عشر والسادسة عشر" فكل منهما عدد مركب من جزأين مبنيين على الفتح. 
* ويخطئ البعض في استعمال (طالما) فيقول خطأ: لن يحضر طالما أنني مريض. أو - طالما هو سافر فلن أراه - والصواب في مثل ذلك استعمال- مادام بدلا من طالما- فيقال: لن أحضر مادمت مريضا، ولن أراه مادام مسافرا. أما طالما فهي بمعنى طال وكثر يقال : طالما حدثتك عن الأمر: أي طال حديثي عن الأمر: أي طال حديثي عن الأمر وطالما قلت: أي طال وكثر قولي.
* ومن الأخطاء الشائعة أيضا أن يقال. أخطأ فلان عن الصواب والصواب أن يقال: أخطأ فلان الصواب دون استعمال حرف الجر (عن) ومثل ذلك قولهم: أدمن فلان على الشرب وأدمن على صنع كذا والصواب أن يقال: أدمن صنع كذا.   
* ويقولون: ذهبنا إلى الجامعة "سويه" هذا اليوم، والصواب: ذهبنا إلى الجامعة "معا" هذا اليوم ذلك أن سويه مؤنث " لسوي" والسوي من المكان المستوي المعتدل فنقول هذا المكان سوي وهذه الارض سويه ورجل سوي الخلق وامرأة سوية ويقال: هما على سويه في هذا الأمر بمعني مستويان وقسمت بينهما المال سويه أي بالأنصاف بحيث أخذ كل حقه.
* ويقولون: فلان يريد نوال هذا الشيء أو ذاك- والنوال هنا خطأ والصواب – النيل – بفتح النون وتشديدها وسكون الياء أما – النوال، فهو العطاء، نقول مثلا: كان هارون الرشيد عظيم النوال. أي عظيم العطاء للناس       
* ويستعملون كلمة – مرير- بمعنى مُر بضم الميم وهو الشيء - ذو المرارة- ولكن المرير في اللغة هو القوي المتين كقول أبي الطيب المتنبي منوها بثبات عزيمته.
       سهرتُ بعد رحيلي وحشه لكم ثم استمر مريري وارعوي الوسن
كقول صفي الدين الحلي:   
         تشرق الأقدام لما تتابعت إليك خطاها واستمر مريرها 
ومريرها في هذا البيت – عزمها القوي-.
* يخطئ البعض في التميز بين الكلمتين: - قارس وقارص- فيقولون خطأ: البرد قارص الصواب أن يقال البرد قارس- أي البرد شديد أما – قارص- فمعناها: الحامض، أو الذي تغير طعمه يقال لبن قارص إي حامض.  
* ويقولون خطأ: قرأت المتنبي ودرست شكسبير، فيعدون فعلى قرأ ودرس إلى الذات، وهما في العربية إنما يعديان إلى الآثار المكتوبة فيقال قرأت ديوان المتنبي ودرست أثار شكسبير.
* يخطئ البعض في وصفهم للطفلين المولودين من بطن واحد بأنهما طفلان أو شقيقان توأم والصواب طفلان توأمان لأن كلا منهما " توأم " بمفرده فإذا كانا أثنين فهما توأمان والجمع توائم! 
*يستعملون خطأ: أشك في كذا، بمعنى الظن، فإذا قالوا: "أشك في فلان يعمل كذا أو كذا..." كان قصدهم أنهم يظنون أنهم يعملون كذا وكذا وهذا خطأ وقلب للمعني  كقولهم: هل ترى الحرب قريبة الواقع؟. فالجواب الصحيح هو: اشك في ذلك، أي: لا أدري الحرب قريبة، وهذا الجواب الصحيح يقلبه المتكلمون والكاتبون الآن فيقولون "أشك أن الحرب قريبة " وهم يقصدون أنهم يرجحون أن الحرب قريبة! والتعبير خطأ. 
أما يظن فستعمل في الدلالة على الشيء غير اليقيني وتستعمل أيضا للدلالة على الرجحان أو اليقين كقوله تعالى: "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" (البقرة: 46) أي الذين يوقنون بلقاء ربهم.
* اللذغ. والّلدغ. والّلسع.
كثيرا ما توضع هذه الكلمات في غير مواقعها فيقال. لدغته العقرب ولسعته الحية ولذغته البعوضة ونحو ذلك وهذه الكلمات تعبيرات خاطئه لأنها توضع في غير أماكنها فكلمة لذُغ لا مكان لها ولا مجال لها في هذا الموضوع لأنها بعيدة عنه وليست من جنسه فاللذغ معناه – حرقه كحرقة النار وحدتها يقال : لذغته النار أي لفحته وأحرقته، لذغ الحب قلبه أي تيمه وآلمه .
أما اللسع فهو للحشرات التي تضرب بمؤخرتها وهي ذوات الإبر كالنحلة والزنبور والعقرب.
وأما اللدغ فهو لما كان بالفم وليس بالمؤخرة كالبق والبراغيث والناموس- فيقال: لدغته البقة تلدغه لدغا أما الحية فأنها لا تلسع ولا تلدغ ولكنها تعض وتنهش فيقال عضته الحية ونهشته الأفعى.
*دأب الكثير من الكتاب علي أن يصفوا السيدات بصفة المذكر إذا كانت الوظيفة التي يشغلنها مرموقة وجديرة بالاحترام فيقولون مثلا: السيدة رئيس التلفزيون، والدكتورة أستاذ علم الاجتماع، والسيدة وكيل وزارة التربية. إلي غير ذلك وهذا أولا ً خطأ نحوي لأن الصفة يتحتم أن تطابق الموصوف في التذكير وتأنيثها، وكل هذه الوظائف التي ذكرت في الأمثلة السابقة هي صفات المؤنث، فيجب تأنيثها.وثانيا لأن هذا قد يؤدي إلي اللبس إن كان الاسم مما يسمي به المذكر والمؤنث مثل، أمل، رجاء، إحسان، عصمت، الخ.. فلا يدري القارئ هل المتحدث عنه رجل أو امرأة كما أن الكتاب الذين يصفون شاغلات الوظائف المرموقة  بصفات المذكر غنما يستكثرون عليهن شغل هذه الوظائف التي ينبغي أن تكون للرجال فيستعيرون لهن صفات الرجال. والصحيح أن نقول السيدة رئيسة التلفزيون والدكتورة أستاذة علم الاجتماع والسيدة وكيلة الوزارة.
*درج كثير من الإعلاميين علي وصف المسئول الذي ترك الخدمة بأنه وزير – كذا الأسبق- بصيغة أفعال تفضيل، وهذا خطأ والصواب –سابقا- فنقول- وزير (كذا) السابق أو سابقاً ولا يقال الأسبق إلا إذا كان هو أسبقهم لهذا المنصب وأسبقهم لتركه أي أنه أول من تولي المنصب وأول من غربت عنه شمس هذا المنصب.
*كثيراً ما نطالع في المكاتبات والشكاوى الفعل-ارجوا- أو نرجوا- وهذا خطأ والصواب حذف الألف بعد الواو، لأن وضعها لا يكون إلا لضرورة وهي العوض عن نون الرفع في الأفعال الخمسة ،أما الفعلان-أرجو، ونرجو فهما ليسا من الأفعال الخمسة،و الواو فيها أصيلة لا تستدعي حرف الألف بعدها..
* ومن الأخطاء اللغوية قولهم: "انسحب الفريق من المباراة ".
والصواب: "خرج الفريق من المباراة ".
يقول ابن منظور في لسان العرب: السحب: جرّ الشيء على وجه الأرض
كالثوب وغيره.... ورجل سحبان: أي جرّاف يجرف كلّ ما مر به. 
ولم يرد في المعاجم الفعل انسحب بمعنى تقهقر أو نكص أو ترك.
*ومن الأخطاء اللغوية الطبية:
 قولهم: اللثة، تلفظ في الغالب بفتح اللام المشدودة وفتح الثاء المشدودة وهذا خطاء أما الصواب فهو: اللَّثيةُ بكسر اللام المشدودة وفتح الثاء من اللثى ويعنا بها الريق وأصل اللثه. اللثيه فخفف لفظها واللثة هو مغرز الأسنان وفيها العمور وهو ما تصعد بين الأسنان من اللثة. 
* الكلية، والكليتان، والكليتين، والكلى، وتلفظ كلها بكسر الكاف خطأ والصواب تلفظ بالضم فيقال كُلية وكُليتان و كُلتين وكُلى. والعربية لا تعرف هذه الكلمتان بالكسر وإنما تعرفها بالضم وحسب.
*الفالج. تلفظ هذه الكلمة بفتح اللام، فيقال: أصابه الفاَلج، وأصيب بمرض الفالج،وهذا غير صحيح، لأن معنى الفالج – بفتح اللام – هو مكيال قديم كان يستعمل لكيل الحبوب – الحنطة والشعير وغيرهما – أما الصواب فهو: الفالِج بكسر اللام – فيقال فُلِج الرجل – على المجهول – أصابه داء الفالج – بالكسر– ، لأنه اسم فاعل والفالج داء يحدث في أحد شقي البدن طولا. فيبطل حركته واحساسه سمي بذلك لأنه يأخذ شطرا من البدن في الغالب ويندر وقوعه في الشقين وعلى هذا فيقال: أصيب بالفالِج ولا يقال: أصيب بالفالَج. 
* حميات. كثيرا ما تلفظ هذه الكلمة بضم الحاء وفتح الميم وتشديد الياء فيقال حميات مثل قولهم: مستشفى الحميات، مثلا والصواب: أن تلفظ بضم الحاء وفتح الميم المشدده فيقال: حُميات، جمع  حُمى.
* البلعوم: تلفظ بفتح الباء خطأ، والصواب البَلعوم بالضم – وهو مجرى الطعام من الفم إلى المعدة ويقال له أيضا البُلٌعُومٌ والمبلع والبلعوم، أما البلعوم بالفتح فهو خطأ شائع.
* الحنجرة: تلفظ بضم الحاء المهملة وأحياناً بضم الجيم فيقال: الحنجرة والحُنٌجُرة والصواب: الحَنٌنَجرة بفتح الحاء المهملة والجمع -حناجر -ومنه قوله تعالى: "وبلغت القلوب الحناجر" (الأحزاب: 10) أي صعدت من مواضعها من الخوف إلى بارئها.
* النزيف: كثيرا ما يقال: النزيف من الأنف والنزيف من الجرح وهذا خطأ والصواب النَّزٌف فيقال النًّزف الدموي من الأنف، والنزف من الجرح مثلا، أما النزيف- فهو الشخص الذي نزف دمه- فيقال: شخص نزيف على وزن جريح وصريع.
* رموش العين: لا توجد في الفصحة كلمة رمش أو رَمٌشُ أو رموش وإنما هي جميعها كلمات عامية والصواب: أهداب العين وكذلك عبارة: في رمشه عين والصواب: في طرفة عين والطرفة – على وزن الطلعة – هي حركة الطرف والطرف: العين.
* يقال: فلان ضعيف الرؤيا، أو عديم الرؤيا، وهذا خطأ. لأن الرؤيا ما يراه الإنسان في المنام أي الحلم فهي تختص بالمنام دون النظر بالعين، فيقال: تفسير الرؤيا ومفسر الرؤيا مثلا أما الصواب فهو الرؤية، وهو النظر بالعين وبالقلب ولكنها في العين حقيقة وفي القلب مجاز.
* تجربة. تلفظ هذه الكلمة غالبا بضم الراء فيقال تجربة وهذا خطأ إذا أن الكلمة هي المصدر للفعل - يجرب- ومصدرها تجِربة بالكسر وهو الصواب. 
* ومن الأخطاء اللغوية العلمية: قول الشخص الذي يفيض به الكيل إن: "مرارته انفقعت" وأن يقال عن الأشخاص الذين يملكون القدرة علي إصابة الآخرين بالغيظ أنهم "يفقعون المرارة" وعندما يتحامل الرجل علي المرأة يتهمها بأنها تملك مرارتين وليست واحدة. والحقيقة أن المرارة بريئة من كل ذلك. فهي حويصلة صغيرة تتجمع فيها عصارة الكبد ولم يثبت حتى الآن أنها تتأثر بالحالة النفسية للإنسان. والمرارة - للعلم – موجودة في جميع المخلوقات الحية فيما عدا الحصان والغزال والفأر، كما أنها لا تنفجر إلا نادراً من شدة الالتهاب فقط.
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية